الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هناء الزرعوني: أُجمِّل مدينتي بتوسيع رقعتها الخضراء

هناء الزرعوني: أُجمِّل مدينتي بتوسيع رقعتها الخضراء
17 يناير 2012
تقع إدارة الحدائق العامة والزراعة، التي تعمل بها المهندسة الزراعية هناء الزرعوني، ضمن قطاع خدمات البيئة والصحة العامة في بلدية دبي، وتعتبر من أهم الإدارات لدورها المؤثر في مجالات المحافظة على المظهر العام لمدينة دبي وتجميلها، وتحسين ظروف البيئة ومكافحة التصحر، وتوفير المرافق الترويحية والترفيهية وإقامة الأنشطة فيها، وتقديم الخدمات الزراعية والإرشادية، والدعم اللازم للأنشطة المجتمعية، وكلها أهداف أخذت الزرعوني على عاتقها الإسهام في أخذها إلى حيز التنفيذ بوصفها رئيس شعبة المشاتل في البلدية. تعمل المهندسة الزراعية هناء الزرعوني في بلدية دبي منذ عشر سنوات، إذ تدرجت خلالها في عدة وظائف كان آخرها توليها مسؤولية إدارة شعبة المشاتل، بعد أن أنهت دراسة البكالوريوس في العلوم الزراعية، وتخصصت في الإنتاج النباتي بالجامعة الأردنية في المملكة الأردنية الهاشمية. وعن سبب اختيارها لهذا التخصص، تقول الزرعوني «لطالما أحببت مادة الأحياء وأنا طالبة في المدرسة، وبعدما تخرجت من الثانوية العامة التحقت بشقيقتي للدراسة بالجامعة الأردنية والتي سبقتني بسنتين وبمشورة عائلتي والمختصين في وزارة التعليم العالي تم تشجيعي لدراسة هذا التخصص النادر حيث إن تخصص الهندسة الزراعية كان للشباب فقط في جامعة الإمارات في تلك الفترة». طبيعة العمل تقول الزرعوني «بعد أن أنهيت دراستي وعدت إلى أرض الدولة بدأت أشق طريقي العملي أو المهني، حيث عينت بداية بوظيفة فني مختبر زراعة في المركز الدولي للزراعة المحلية في الفترة من سبتمبر عام 1999 ولغاية سبتمبر 2001، وكانت مهامي في تلك الوظيفة تتمثل في تشغيل مختبر الزراعة بما يضمن اختيار أفضل الأصناف تحملا للملوحة، والمشاركة في إنشاء بنك البذور للنباتات المتحملة للملوحة، وتنفيذ اختبارات على الأصناف النباتية في المختبر وفي الحقل، ومقارنة النتائج بما يحقق انتخاب أفضل الأصناف، إلى جانب القيام بتنفيذ المعشبة النباتية والخاصة بالنباتات المحلية». وتشير الزرعوني إلى أن مشوارها مع بلدية دبي بدأ عام 2001، حيث تنقلت بين عدة وظائف مكثت في كل منها عدة سنوات، وأول هذه الوظائف عملها كمهندس رقابة جودة الإنتاج، ومن ثم رئيس شعبة الجودة والدعم، وبعدها مهندس أول إنتاج زهور، تلا ذلك مهندس أول إرشاد وتأهيل زراعي، حتى انتهى بها المقام بعدها لتكون رئيس شعبة المشاتل منذ مايو 2009 ولغاية الوقت الراهن. وحول طبيعة عملها والمسؤوليات الملقاة على كاهلها في شعبة المشاتل، توضح الزرعوني «مسؤولياتي تكمن في الإسهام في إعداد الخطط الاستراتيجية للإدارة فيما يتعلق بإدارة إنتاج النباتات وتوفيرها لجميع الجهات بالإمارة بما يحقق الهدف الاستراتيجي للدائرة بنشر الرقعة الزراعية بالإمارة، والإشراف على جميع مشاتل الدائرة وعلى جميع العناصر الفنية الخاصة بتلك المشاتل من أنظمة إنتاج آلي، ومناطق مظللة، ومختبرات زراعية ومناطق تجارب زراعية علمية، والإشراف على إعداد وتنفيذ خطط وبرامج العمل الخاصة بعمليات إنتاج وصيانة أصناف النباتات المختلفة، ومتابعة إعداد وتنفيذ الدراسات التطويرية والأبحاث العلمية المتعلقة برفع الإنتاج كما ونوعا لجميع النباتات المنتجة بالمشاتل، والإشراف على إعداد وتنفيذ وتطوير العمليات الخاصة بالمشاتل والمختبرات الزراعية، ووضع مؤشرات أداء قابلة للقياس بما يحقق أهداف الدائرة الاستراتيجية في نشر الرقعة الخضراء، والرقابة على جودة الإنتاج في المشاتل، بالإضافة إلى التأكد من كفاءة إدارة وتشغيل مشاتل البلدية، وضمان إنتاج شتلات ذات مواصفات فنية عالية الجودة». مهام الشعبة توسع الزرعوني نطاق حديثها عن عملها الذي لا ينفصل عن الإدارة التي تعمل فيها، وذلك بالحديث عن مهام شعبة المشاتل والمختبرات الزراعية ودورها الحيوي؛ فتقول «تتولى شعبة المشاتل والمختبرات الزراعية مسؤولية زراعة وإنتاج وتوفير جميع نباتات الزراعة التجميلية (زهور، مغطيات تربة، شجيرات، أشجار) عن طريق التخطيط السنوي لاحتياجات مناطق التجميل الزراعي لكل من الحدائق العامة والطرق والساحات والمحميات الطبيعية بالإمارة، وتقوم بالمحافظة على نباتات البيئة المحلية والعمل على إنتاجها وتوفيرها لجميع المحميات الطبيعية والطرق الخارجية، ونشر استخدامها ضمن أعمال التجميل الزراعي بالإمارة». وتتابع «تتولى الشعبة كذلك إجراء التجارب الزراعية العلمية في مختلف المجالات المتعلقة بتطوير الإنتاج الزراعي كما ونوعا وخصوصا في المجالات التالية: إدخال الأصناف الجديدة من زهور الحوليات والنباتات العشبية التي تلائم الظروف البيئية في الدولة. وتطوير جميع مستلزمات الإنتاج الزراعي وذلك بإجراء التجارب الحقلية لمجال الأسمدة العضوية والكيماوية والهرمونات النباتية والأصص البلاستيكية والبذور والمبيدات الزراعية. وإجراء التجارب المخبرية لتطوير إنتاج نباتات البيئة المحلية من منطلق حرص الإدارة على المحافظة على نباتات البيئة المحلية، ونشر استخدامها في أعمال التجميل الزراعي. وإجراء التجارب المخبرية للتأكد من كفاءة جميع مستلزمات الإنتاج الزراعي وخصوصا الأسمدة العضوية والكيماوية للتأكد من استيفاء الشروط الواجب توفرها في تلك الأنواع من الأسمدة. إلى جانب الإشراف على جميع المختبرات الزراعية بمشتل ورسان والمتمثلة بمختبر التربة والمياه ومختبر البذور والأصول الوراثية ومختبر الزراعة النسيجية ومختبر الوقاية، بالإضافة إلى الإشراف على إدارة وتشغيل أحدث الصوبات الزجاجية المتخصصة في إنتاج الزهور ونباتات التنسيق الداخلي بما يضمن توفير كافة الاحتياجات النباتية الخاصة بالدائرة والجمهور». علاقة تبادلية العلاقة بالوظائف التي نعمل فيها هي علاقة تفاعلية تبادلية فبقدر ما نعطيها بقدر ما نكتسب منها ونشعر بلذة النجاح فيها، وعما اكتسبته الزرعوني من خلال عملها في شعبة المشاتل، تقول «تعتبر وظيفة شعبة المشاتل من الوظائف الميدانية التي تتطلب وجودي للعمل الميداني والحقلي للإطلاع على سير العمل وتوجيه العاملين بكافة فئاتهم الوظيفية، ما أكسبني الخبرة الميدانية الواسعة في مجال الإنتاج الزراعي ومجالات المختبرات الزراعية والخبرة الفنية اللازمة لإدارة مثل هذه المشاريع العملاقة المتخصصة، والتي تعتبر الأولى على مستوى الشرق الأوسط». وتعتبر الزرعوني مهنتها من أكثر المهن التخصصية المتطورة، ومن منطلق الحرص على تطوير الخبرات الفنية لديها فقد قامت باستكمال الدراسات العليا في مجال الإدارة التنفيذية من جامعة الشارقة وتخرجت منها بتقدير امتياز ما ساعدها في إحداث التوازن المطلوب ما بين الجانبين الفني والإداري لإدارة وتشغيل مثل هذه المشاريع، كما تحرص على تطوير نفسها عبر المشاركة في العديد من المؤتمرات الزراعية المتخصصة ومقابلة الشركات الزراعية ومنتجاتها بما يخدم مجال المشاتل بشكل خاص والزراعة التجميلية بشكل عام، وقد قامت بإلقاء العديد من المحاضرات والندوات من خلال ورش العمل والمؤتمرات المتخصصة، بالإضافة إلى ذلك فإنها باستمرار تشارك في البرامج التلفزيونية لنشر الثقافة الزراعية بين أفراد المجتمع. وحول الجوائز التي حصدتها شعبة المشاتل بإدارة الزرعوني، توضح «أعمل ضمن فريق عمل متكامل في عدة تخصصات زراعية، وبتضافر الجهود حصدت إدارة الحدائق العامة والزراعة العديد من الجوائز المحلية والعالمية في مجال الزراعة التجميلية كجائزة منظمة العواصم والمدن الإسلامية عن مشروع تخضير وتجميل مدينة دبي بالنباتات عدة مرات وآخرها العام الماضي، وجائزة أفضل إدارة في مجال تطبيق الخطة التشغيلية على مستوى الدائرة عام 2005، ودخلت الشعبة موسوعة «جينيس» للأرقام القياسية بأكبر سجادة زهور بحديقة الصفا في فبراير 2003، كما فزت شخصياً بجائزة دبي للأداء الحكومي المتميز في المجال التقني والميداني، وبجائزة دبي للأداء الحكومي المتميز عامي 2003 و2006 في مجالي الموظف الجديد، والموظف الميداني على مستوى الدائرة». ضعف الإقبال حول أكثر ما يحزنها في عملها، تقول الزرعوني «أكثر ما يحزنني مغادرة موظفين عملت معهم خلال فترات زمنية طويلة وكان لهم أثر إيجابي في نشر الرقعة الخضراء بإمارة دبي». وتوضح أنها تستمتع بالعمل مع ذوي الاحتياجات الخاصة حيث إنهم يشغلون بعض الوظائف في المشاتل سواء في مجال زراعة النباتات أو في المختبرات، لافتة إلى أنهم موظفون مميزون. وتشير إلى أبرز الصفات والمتطلبات التي يجب أن يتحلى بها من يعمل في مهنتها، قائلة إنه يجب أن يكون حاصلا على بكالوريوس في تخصص الإنتاج النباتي، ولديه الحنكة والقدرة على قيادة فرق العمل، ويتحلى بالصبر والمثابرة والمتابعة الميدانية اليومية، والقدرة على العمل تحت الظروف البيئية المختلفة. وتجد الزرعوني ندرة في إقبال الشباب والفتيات وبالذات من مواطني الدولة على التخصصات الفنية ومنها الهندسة الزراعية، وتصحح المفهوم لدى الفتيات حول جمالية هذا التخصص بوصفه أنه من التخصصات الحيوية والممتعة في الوقت نفسه حيث إن الشخص يتعامل مع مختلف الأنواع والأصناف من الزهور والنباتات ذات الألوان والأشكال الجميلة، كما ينطوي على قدرة من الأهمية فالمشاتل تلعب الدور الرئيسي في توفير النباتات لكافة مناطق التجميل الزراعي بالإمارة ما يخدم البيئة بشكل مباشر، وتعمل النباتات على تلطيف الظروف البيئية عن طريق رفع نسبة الأكسجين في الجو، وتقليل نسبة ثاني أكسيد الكربون ما يوفر للمجتمع ظروفا بيئية صالحة للعيش، بالإضافة إلى أن النباتات هي العنصر الرئيس لتوفير بيئة جميلة تستقطب جميع فئات المجتمع لزيارة الحدائق العامة. وحول طموحاتها المستقبلية، تؤكد الزرعوني «أسعى لأن أكون قدوة لكل من حولي، وأن أكون فرداً إيجابياً في مجتمعي، وأن أترك ذكرى جميلة لدى كل من أتعامل معه، وفي مجال عملي أتمنى أن أطور ذاتي وأكون مثالاً للموظفة في أخلاقي وأدائي».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©