الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

أزمة سياسية تنتظر إسرائيل بعد انتخابات الكنيست اليوم

أزمة سياسية تنتظر إسرائيل بعد انتخابات الكنيست اليوم
10 فبراير 2009 03:04
ينتخب الإسرائيليون اليوم برلمانهم المقبل وسط أجواء عاصفة سياسية تمثلت بمنافسة حادة بين أربعة ''رؤوس حامية'' واجواء عاصفة طبيعية مواكبة توقعتها الارصاد الجوية بهطول أمطار غزيرة مصحوبة برياح قوية ودرجات حرارة متدنية قائلة ان هذه العاصفة المتوقعة غير مسبوقة منذ انتخابات جرت العام 1949 في ظروف جوية سيئة جداً· وقد يؤدي الطقس السيئ إلى تقليص نسبة المشاركة في الاستحقاق على الرغم من حدة المنافسة، فيما تقترب نسبة المترددين في التصويت - بحسب استطلاعات الرأي الأخيرة - من 20% من الناخبين· وتوقعت جميع استطلاعات الرأي فوز اليمين في الانتخابات التشريعية الإسرائيلية المقررة اليوم، لكن حزب ''الليكود'' بزعامة بنيامين نتنياهو، لن يكون قادراً على تشكيل الحكومة بمفرده، ما ينذر بأزمة سياسية في إسرائيل· ويتوقع أن يحصل حزبى ''الليكود'' و''كديما'' بزعامة تسيبي ليفني، على عدد متقارب من المقاعد مع تقدم حزب ''إسرائيل بيتنا'' اليميني المتطرف ليشغل الموقع الثالث في الخريطة السياسية، متقدماً على حزب ''العمل'' من يسار الوسط بزعامة وزير الدفاع ايهود باراك· ويتوقع أن يحصل كل من ''الليكود'' و''كديما'' على حوالي 25 مقعداً من أصل 120 مقعداً، مقابل نحو 20 لحزب ''إسرائيل بيتنا'' بزعامة افيغدور ليبرمان· ويعتمد ليبرمان خطاباً متطرفاً برفضه مبدأ ''الأرض مقابل السلام'' وقد ركز حملته الانتخابية على العداء للأقلية العربية داخل اسرائيل والتي تعد نحو مليون و200 ألف شخص، والتي شكك في مواطنية أبنائها ويهدد بتجريدهم من حقوقهم إن هم لم يعلنوا ولاءهم للدولة اليهودية· وأياً كانت نتائج التصويت، يبدو اليمين المتطرف، المتحالف مع الأحزاب الدينية، في موقع قوة مستفيداً من بعض الأصوات التي كانت تذهب إلى أحزاب اليمين التقليدية· ولذلك، يمكن أن يصبح اليمين المتطرف فاعلاً أساسياً في تشكيل الحكومة المقبلة، سواء كلف نتانياهو بتوليها، وهو الاحتمال الأكثر ترجيحاً، أو كانت المهمة من نصيب ليفني، التي قد يتعين عليها أن تتحالف معه مرغمة· ويقول نتنياهو إنه يتطلع الى تشكيل حكومة وحدة وطنية واسعة، حتى لا يصبح رهينة لليمين المتطرف، في عهد ادارة اميركية تبدو اقل ميلا لاعطاء صك على بياض لاسرائيل· وحذر نتنياهو يوم الاحد، من ان ''تشكيل حكومة (يمينية) ضيقة لن يمكنها من مواجهة التحديات المتمثلة في التهديد الايراني النووي او ''حماس'' ولا اطلاق الصواريخ والازمة الاقتصادية''· واعتبر ان فوز ''الليكود'' بعدد محدود من المقاعد ''سيؤدي الى مأزق سياسي والى تنظيم انتخــــــابات مبكرة خلال 18 شهرا''· لكن نتنياهو لم ينأى بنفسه تماما عن مواقف ليبرمان، بل على العكس، انطلق في المزايدة عليه بقوله إن حكومته لن تقبل ''سياسة ضبط النفس والتهدئة'' التي اتبعتها حكومة ايهود اولمرت· أما من حيث وجود أعداد كبيرة ممن قالوا إنهم لم يقرروا بعد لمن يعطون أصواتهم، فكتبت صحيفة ''يديعوت أحرونوت'' الواسعة الانتشار أمس، انه ''لم يحدث في تاريخ إسرائيل أن أعرب هذا العدد من الأشخاص عن ترددهم قبل 24 ساعة من التصويت''· واعتبرت الصحيفة أن ''المؤسسة السياسية بينت أنها لم تكن على مستوى التحديات التي تواجهها إسرائيل'' لأنها جعلت الأمن الموضوع المركزي للانتخابات، من دون أن تتخذ مواقف واضحة بشأن قضايا مصيرية، مثل التسوية السلمية مع الفلسطينيين، وحدود دولة إسرائيل· وتتوزع مقاعد الكنيست الإسرائيلي (البرلمان) ومجموعها 120 مقعداً بنسبة التمثيل النسبي على قائمة من الأحزاب الوطنية وهو ما قد يضمن حصول الحزب الواحد على مقاعد بمجرد تجاوزه عتبة الحد الأدنى وهي اثنان في المئة على الأقل من إجمالي عدد الأصوات على المستوى الوطني· وفور إعلان النتائج سيتشاور الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز مع قادة الأحزاب لاختيار مشرع يحاول تشكيل حكومة· وعادة ما تذهب المهمة الى زعيم الحزب الذي يفوز بأكبر عدد من الأصوات ويكون أمامه 42 يوماً لتشكيل الحكومة· وفي تحرك في اللحظة الأخيرة أبدى رئيس الوزراء المنتهية ولايته ايهود أولمرت والذي سيظل رئيس حكومة تسيير أعمال لحين تشكيل حكومة جديدة تأييده لتسيبي ليفني، زعيمة حزب ''كاديما''· وقال خلال اجتماع عام بالقرب من تل ابيب ''اعتقد أنني لن افاجئكم بقولي إنني أدعم تسيبي ليفني وأتمنى أن تصبح رئيسة وزراء إسرائيل''· وأضاف ''هي قادرة على قيادة الدولة والتقدم في عملية السلام وامل أن تنتخب''· ولم يخف أولمرت في الماضي انتقاداته لوزيرة خارجيته وغالباً ما تميزت علاقاتهما بالتوتر· وأقر أولمرت انه كان يفضل أن يخلفه على رأس حزب كاديما وزير النقل شاوول موفاز· وكانت ليفني قد طالبت باستقالة أولمرت على خلفية الفشل في العدوان على لبنان صيف 2006.
المصدر: القدس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©