رشا طبيلة (أبوظبي) - وسعت هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة نطاق برنامج “سفير أبوظبي” في نسخته الجديدة لعام 2013 التي ستنطلق في فبراير المقبل، بفتحها باب استقبال طلبات الالتحاق لجميع المواطنين ضمن الفئة العمرية بين 20 و35 عاماً بعد أن كان التسجيل يقتصر على موظفي القطاع الحكومي وطلبة الجامعات، بحسب ناصر الريامي مدير إدارة المعايير السياحية في الهيئة.
من جهته، قال محمد المرزوقي مدير برنامج “سفير أبوظبي”، إن البرنامج الذي أغلق باب التسجيل في 31 ديسمبر 2012 نجح في تلقي 622 طلباً قبل انتهاء موعد تلقي الطلبات، وسيتم اختيار 100 مواطن ومواطنة من بينهم للمشاركة في البرنامج، على أن يتم ترشيح نصفهم من جانب المؤسسات الحكومية.
وأضاف المرزوقي أن شروط الانضمام للدورة المقبلة تتمثل في أن يتراوح عمر المتقدم بين 20 و35 عاماً، وأن يكون من حملة شهادة الثانوية العامة كحد أدنى، إضافة إلى إتقان اللغة الإنجليزية، وتوافر الحافز والرغبة في تمثيل الدولة بالمحافل المحلية والدولية.
وقال الريامي، إن أهم أهداف برنامج سفير أبوظبي هو إعداد قيادات إماراتية شابة في القطاعين السياحي والثقافي، ورفع مستوى الوعي العام للقطاعين، إضافة إلى دعم المعارض والمؤتمرات المحلية والدولية بكفاءات إماراتية، فضلاً عن توفير فرص عمل واستقطاب كوادر إماراتية منافسة في القطاع السياحي والثقافي، وتعزيز قدرات التواصل ومهارات الإرشاد السياحي والثقافي.
وأكد الريامي “يُعد البرنامج جزءاً أساسياً من برامج توطين قطاعي السياحة والثقافة في الدولة، وتلبية لتوجيهات القيادة الرشيدة بأن يكون العام الحالي عام التوطين، فضلاً عن أهداف البرنامج التي تسعى للارتقاء بتجربة زوار الإمارة من خلال التواصل مع المواطنين والتفاعل معهم”.
وأضاف “بفضل هذا البرنامج الذي يؤهل الملتحقين به أن يصبحوا مضيفين أو مرشدين أو سفراء سياحيين وثقافيين، سيتمكن الملتحقون من ترويج هوية الإمارة، وتعريف السياح والزوار بثقافتها وتاريخها الغني، ومنحهم ذكريات جميلة وانطباعات إيجابية عن أبوظبي وأهلها”.
المواقع السياحية
وأضاف الريامي “يعمل البرنامج على تعريف المتدربين بالمعالم السياحية والثقافية في أبوظبي من خلال تنظيم العديد من الزيارات إلى المواقع السياحية والثقافية والأثرية في جميع أرجاء الإمارة”.
من جهته، أكد المرزوقي أن المشاركين بالبرنامج سيتأهلون للمشاركة في جميع فعاليات إمارة أبوظبي داخل وخارج الإمارة.
وحول الدورة المقبلة من البرنامج، قال المرزوقي، إن “سفير أبوظبي” يستهدف تخريج 100 شخص موزعين على دفعتين خلال 3 أشهر بدءاً من شهر فبراير، بحيث تتخرج هذه الدفعة في شهر مايو المقبل”.
وأضاف “قمنا بإضافة وحدات جديدة للبرنامج بناءً على آراء المشاركين، وبذلك أصبح البرنامج اليوم يشتمل على 12 وحدة بدلاً من تسع مع زيادة مدته الزمنية إلى 3 أشهر”. ?وقال “ستغطي المواد الجديدة مواضيع فهم التبادل الثقافي، والقيادة والإدارة، وأبوظبي بين الماضي والحاضر والمستقبل”.
وأكد المرزوقي أن البرنامج المقبل سيشهد تعديلاً في إجراءات التقييم، حيث يصبح فردياً بدلاً من جماعياً. ?وأضاف أنه سيتم إجراء مقابلات مع جميع المتقدمين لاختيار المرشحين، وفقاً للعدد المطلوب فقط، وبناء على معايير مختلفة تشمل الجانب الأكاديمي وكذلك العملي، إضافة إلى النجاح في المقابلة الشخصية.
وبين أنه من خلال الدورة المقبلة، يتم تقديم نظرة شاملة للقطاعين السياحي والثقافي وأهميتهما بالنسبة للدولة، إضافة إلى تقديم ورش عل خاصة بالمهارات الشخصية وكيفية التعامل مع السياح.
وارتفع إجمالي الخريجين منذ انطلاق البرنامج في 2008 إلى 277 مواطناً ومواطنة من الجامعات والدوائر الحكومية والقطاع الخاص، والذين شاركوا بأكثر من 80 فعالية داخل وخارج الدولة.
فئات جديدة
وتوسع الهيئة الفئات المستهدفة في برنامج “سفير أبوظبي” من خلال عقد دورتين متخصصتين مكثفتين لمدة أسبوع لموظفي الهجرة في أبوظبي وعدد من المشاهير الإماراتيين.
وتستهدف الفئة الأولى العاملين في موانئ أبوظبي والمطارات، وكذلك على النقاط الحدودية، حيث أنهم يتعاملون مع الزوار بشكل مباشر، بحسب المرزوقي. وأضاف أن الدورة الثانية تتخصص في المشاهير المواطنين من إعلاميين وفنانين وشعراء وملحنين وممثلي.
أطلقت الهيئة المبادرة التي ابتكرتها إدارة المعايير السياحية في الهيئة تحت اسم برنامج سفير أبوظبي في عام 2008 كمشروع مشترك مع شركة ريد للمعارض، وهي شركة تقوم بتنظيم معرض الخليج السنوي لسياحة الحوافز والأعمال والمؤتمرات، وبالتعاون أيضاً مع جامعة زايد، بهدف إتاحة الفرصة أمام طالباتها في تخصصات السياحة والتسويق والاتصالات لاكتساب المهارات المطلوبة وإثراء معرفتهم اللازمة كي يصبحوا “سفراء” للإمارة، عبر التواصل مع ضيوفها وزوارها.
ومنذ ذلك الحين، توسعت آفاق برنامج سفير أبوظبي حتى وصل عدد خريجيه في عامه الخامس إلى 277 شخصاً، يعمل العديد منهم في وظائف مثمرة وواعدة في القطاع السياحي والثقافي النابض بالحيوية، فيما انضم بعضهم إلى فريق عمل هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة.
وفي العام الأول للبرنامج (2008)، انضمت 21 طالبة إماراتية من جامعة زايد، حيث شاركن في دورة تدريبية تضمنت عدة طرق وأساليب تعليمية تركز على التطوير العملي باعتماد 80% من المساقات التدريبية فيها على الارتقاء بخبرة الطالبات العملية وعلى الأخص عندما شاركن في معرض الخليج لسياحة الحوافز والأعمال والمؤتمرات في مساعدة الضيوف من خلال أداء دور المرشدات في المعرض.
نقطة تحول
وفي عامه الثاني، سجلت 17 طالبة أخرى من جامعة زايد في برنامج سفير أبوظبي الذي قُبل للمرة الأولى كمادة اختيارية في البرنامج الأكاديمي للجامعة، واحتسب من ضمن برنامج تخرجهن. ?وكانت بعض الطالبات السبع عشرة يعملن فعلاً في عدد من الهيئات الحكومية والمؤسسات الخاصة مثل مكتب الهوية الإعلامية - أبوظبي، والاتحاد للطيران، وهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة.
منهج تدريبي
وشهد عام 2010 تدريب دفعتين من السفراء، امتدت كل دورة منهما لمدة 10 أسابيع؛ بهدف تأهيلهم ليصبحوا وجوهاً تستقبل زوار أبوظبي وضيوفها بابتسامة ترحيب وبالمعلومة الصحيحة المؤثرة. وتم الإعلان عن تطوير المنهج التدريبي وإدخال مواد جديدة لأول مرة تهدف إلى تعريف المتدربين بالفعاليات الرياضية والترفيهية في الإمارة، إلى جانب تنظيم جولات ميدانية للتعرف إلى معالم مدينة أبوظبي والعين والمنطقة الغربية.
وشارك في هذه الدورات ممثلون من أكثر من 20 مؤسسة من القطاعين العام والخاص.
وبدأ البرنامج بمجموعة من ورش العمل حول استراتيجية أبوظبي السياحية والمبادرات التسويقية والفعاليات والمؤتمرات والمعارض التي قدمها البرنامج للمتدربين من مختلف الهيئات والدوائر الحكومية والجامعات والكليات وأنشطة رياضات السيارات ومنظمي الفعاليات وشركات الطيران الخاصة، ومن بينها شرطة أبوظبي، وبلدية العين، ودائرة الهجرة والجوازات، وشركة أبوظبي للمطارات.
كما كان من بين المتدربين موظفون من مركز أبوظبي للأنظمة الإلكترونية والمعلومات، والهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، إضافة إلى جهاز حماية المنشآت والمرافق الحيوية، وغرفة تجارة وصناعة أبوظبي، ورويال جت، وطيران الاتحاد، فضلاً عن دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي، وشركة أبوظبي لإدارة رياضة السيارات، وشركة أبوظبي الوطنية للمعارض، ودائرة الجمارك، هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، وبلدية أبوظبي، وجامعة زايد، وكليات التقنية العليا.
المزيد من التوسع
وفي عام 2011، انطلق برنامج سفير أبوظبي في عامه الخامس بانتساب 58 مشتركاً من 22 مؤسسة مختلفة، منها 11 جهة يتم تمثيلها في البرنامج للمرة الأولى.
وهذه الجهات هي مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية، twofour54 التابعة لهيئة المنطقة الإعلامية، مركز الإحصاء - أبوظبي، مجلس أبوظبي للتعليم، جامعة العين، جامعة أبوظبي، مسجد الشيخ زايد الكبير.
وتم تطوير المنهج الدراسي، بحيث يغطي وحدات جديدة منها “فرص المشاريع السياحية الخاصة في إدارة الفعاليات” و”فهم السياح”، والتي تقدمهما جامعة زايد.
عدد اليوم
