الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فعل الخير يداوي النفس

17 يناير 2012
يقول ابن القيم: «ينبغي للطبيب أن يكون له خبرة باعتلال القلوب والأرواح وأدويتها وذلك أصل عظيم في علاج الأبدان، فإن انفعال البدن وطبيعته عن النفس والقلب أمر مشهود، والطبيب إذا كان عارفاً بأمراض القلب والروح وعلاجها، كان الطبيب الكامل، وإن كان حاذقاً في علاج الطبيعة وأحوال البدن نصف طبيب، وكل طبيب لا يداوي العليل بتفقد قلبه وصلاحه، وتقوية روحه وقواه بالصدقة، وفعل الخير والإحسان والإقبال على الله تعالى والدار الآخرة فليس بطبيب بل متطبب قاصر، إن من أعظم علاجات المرض، فعل الخير والإحسان والذكر والدعاء والتضرع والابتهال إلى الله والتوبة، ولهذه الأمور تأثير في دفع العلل وحصول الشفاء أعظم من الأدوية الطبيعية، ولكن بحسب استعداد النفس وقبولها، وعقيدتها في ذلك ونفعه». فأكثر الأمراض في هذا العصر منشؤها نفسي، إذ ثبت علميا أن من تغوص نفسه في كره أحد ما، إنما يعرض ذاته لكل العلل، إذ تتآكل جوارحه وتصدأ، وتسوء حالته النفسية والبدنية، في حين أن الشخص المقصود بهذا الكره لا يصيبه أي مكروه، فما بالك إذا كان هذا الشخص يكره الكثير من الناس، فحتما ذلك سينعكس على بنيته الصحية، وتضعف بالتالي حصانته الذاتية، أما المتسامح الودود، فإنه ينعم براحة بال، وصفاء سريرة، وينسحب ذلك على استقراره العاطفي والعملي. وفي جانب آخر من الصحة النفسية يقال إن الصدقة تداوي النفس من خدوشها، وتنقيها من الشوائب العالقة بها، وبات عمل الخير علاجا لأمراض نفسية حادة، فالعطاء والإيثار أكثر نفعاً لصاحبه، وبالتالي فالبعض من الناس فطن لهذا الأمر، فأصبح يغدق مما حباه الله من خيرات، مادية ومعنوية على الآخرين، لكون ذلك يحقق له الرضا ويكسب منه أكثر مما يعطي، فالعائد المعنوي الذي يتحقق من خلال عمل الخير كالتطوع، والتصدق، والابتسامة، والتسامح، وكل تجليات العطاء، أصبحت عنوانا ساميا يساعد على التعايش مع متطلبات الحياة العصرية. ويقال إن الأعمال الخيرية أحد عناصر العلاج التي سيصفها الأطباء للمرضى في المستقبل، كما أصبح يُنصح مريض الضغط النفسي بالبذل والعطاء ويمكن أن ينشأ هذا الشعور بالدفء العاطفي من افراز مادة «الأندروفين» التي يفرزها المخ عند الإحساس بالراحة النفسية، فأعمال الخير والأفعال الطيبة يمكن ان تعود على الجهاز المناعي للجسم بعظيم الفائدة. ويمكن أن ينشأ هذا الشعور بالدفء العاطفي من افراز مادة «الأندروفين» التي يفرزها المخ عند الإحساس بالراحة النفسية، فأعمال الخير والأفعال الطيبة يمكن أن تعود على الجهاز المناعي للجسم بعظيم الفائدة، حيث يقول الخبراء إن الجهاز المناعي للجسم يرتبط مع حالة استقرار النفس برباط وثيق، فعقب الارتياح النفسي بعمل الخير، يقوم المخ بإنتاج خلايا مطلوبة لحماية الجسم ضد الغزو الميكروبي مثل مادة «تفتستين». lakbira.tounsi@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©