الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

اتفاقيات جديدة لتعزيز الشراكة مع الصين

اتفاقيات جديدة لتعزيز الشراكة مع الصين
18 يوليو 2018 23:24
حوار: أحمد عبدالعزيز أكد السفير الدكتور علي عبيد الظاهري، سفير الدولة لدى جمهورية الصين الشعبية، أن زيارة فخامة الرئيس الصيني شي جين بينغ ستشهد توقيع العديد من الاتفاقيات بين البلدين، امتداداً لما حققته العلاقات الثنائية من تطور خلال السنوات الماضية. وقال الظاهري في حوار مع «الاتحاد»، بمناسبة الزيارة الرسمية للرئيس الصيني للدولة، والتي تبدأ اليوم: «إن الإمارات والصين تحرصان دائما على تعزيز علاقات الشراكة الاستراتيجية على الصعيدين الاقتصادي والتجاري، حيث تعتبر الاتفاقيات، ومذكرات التفاهم الموقعة بين الدولتين ذات أهمية كبرى في تنمية شراكات في مجالات حيوية تتعلق بتشجيع وتنمية الاستثمارات والتجارة الثنائية والابتكار وتطوير المؤسسات والمشاريع الصغيرة والمتوسطة». وأضاف الظاهري: «إن الاتفاقيات التي وقعتها الدولتان في المرحلة السابقة، تشمل مجالات تجنب الازدواج الضريبي وحماية الاستثمار، وتبادل الخارجين عن القانون، وإنشاء لجنة التعاون، وتعزيز القدرات الصناعية والتعاون الاستثماري، وإنشاء مجلس أعمال مشترك، والتعاون في مجال تعزيز تنمية طريق الحرير المعلوماتي، وربط المعلومات، والتعاون والابتكار بين المؤسسات المتوسطة والصغيرة، وتعزيز التعاون الزراعي، والتعاون في مجال الطاقة، والتعاون في مجال الإعلام، والإعفاء المتبادل من تأشيرات الدخول وغيرها». تعزيز العلاقات وأشار إلى أن زيارة الرئيس الصيني لدولة الإمارات تندرج ضمن المساعي الدبلوماسية الثنائية على أعلى مستوى لتعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، وتأكيداً على ما وصلت له العلاقات الثنائية من قوة وتقارب، وليس غريباً أن تكون الإمارات العربية المتحدة المحطة الخارجية الأولى للرئيس الصيني شي جين بينغ بعد تجديد الثقة فيه رئيساً للبلاد، دلالة على ما تحظى به العلاقات الإماراتية الصينية من مكانة كبيرة في سلم أولويات قادة البلاد وصناع القرار. وأوضح أن الزيارة تدل على المكانة الدولية التي أصبحت تحظى بها دولة الإمارات العربية المتحدة كفاعل مهم وشريك استراتيجي جدير بالثقة أهّلتها لتكون نموذجاً ملهماً وقدوة يُحتذى بها وسط مناخ عالمي وإقليمي يتسم أحياناً بالضبابية وعدم الاستقرار، لافتاً إلى أن الدول العظمى التي يتسم قادتها بالحكمة وسداد النظر كالصين تدرك بوضوح أن الإمارات تحمل بيدها معاول البناء لا الهدم، وترفع بالكلمة والفعل راية المستقبل، ولذلك فإنه من الطبيعي أن يسعى قادة البلدين إلى تعزيز أواصر الصداقة والتعاون فيما بينهم لما فيه مصلحة الشعبين. علاقات وطيدة وبيّن السفير الظاهري أن العلاقات بين الشعبين الصيني والعربي علاقات قديمة وعريقة، وتضرب بجذورها في أعماق التاريخ منذ زمن طريق الحرير القديم، الذي ذلّل المسافات ليربط بين الشعبين، ويترك تراثاً نفيساً يجسّد مجد وروعة الحضارتين الصينية والعربية الإسلامية، ومنذ تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين الإمارات والصين، شهدت هذه العلاقات تطوراً إيجابياً مستمراً، في مناخ يسوده الاحترام، والثقة المتبادلة والشفافية. فإذا نظرنا إلى المبادئ العامة التي ترتكز عليها السياسة الخارجية لدولة الإمارات وقارناها بنظيرتها الصينية، لوقفنا على تشابه كبير في الرؤى والقناعات والأفكار الجوهرية المحددة لسياسات البلدين، إذ تشترك الإمارات العربية المتحدة والصين في المبادئ السياسية القائمة على السلم والتسامح والانفتاح والحوار مع الثقافات الأخرى، مع احترام سيادة الدول والاعتماد على التنمية كعامل رئيس لتحقيق الازدهار الاقتصادي والأمن، فالتنمية الاقتصادية تعتبر وسيلة كفيلة بمحاربة كافة أسباب التطرف المؤدي في كثير من الأحيان إلى معضلة الإرهاب، وذلك من خلال وأد العوامل الاقتصادية والاجتماعية المتردية والحاضنة لهذه الآفة. تأشيرة الصين وحول التعاون بين وزارتي الخارجية في البلدين، قال السفير الظاهري: «إعفاء المواطنين من تأشيرة الصين، خطوة تفتح آفاقاً جديدة ميسرة تسهم في تعزيز السياحة والاستثمار والتجارة. ونود هنا بهذه المناسبة أن ننصح مواطني الدولة بإدراج الصين على لائحة وجهاتهم السياحية المفضلة، خاصة وأننا الآن في ذروة الموسم السياحي الصيفي، وذلك لما تتمتع به بلاد التنين من ثراء كبير في مخزونها الثقافي والسياحي وجمال مناظرها الطبيعية، علاوة على ما يتسم به الشعب الصيني من ود ولطف». وأشار إلى أن الصين تعتبر أحد الروافد الرئيسة لحركة السياحة الوافدة إلى الإمارات، ويشهد عدد السياح الصينيين لبلادنا تزايداً مستمراً خاصة بعد الإعفاء المتبادل من تأشيرات الدخول لمواطني الدولتين، بالإضافة إلى عامل النمو الهائل في حركة رحلات الطيران بين البلدين، والتي تصل إلى 66 رحلة أسبوعياً تنظمها مختلف شركات الطيران العاملة في الإمارات إلى الصين. جذب السياح وأشار السفير الظاهري إلى رضع برنامج طموح يهدف إلى جذب السائح الصيني من خلال تعزيز الحملات الترويجية، وتوقيع اتفاقيات التعاون مع أبرز الشركاء الصينيين في قطاعات السفر وتقنية المعلومات والاتصالات والإنترنت. وتولي الإمارات اهتماماً كبيراً بالسوق الصيني الذي يعتبر أحد أهم وأكبر الأسواق نمواً على المستوى العالمي، لافتاً إلى أن الدولة بدأت تقطف ثمار مجهوداتها في استقطاب السائح الصيني، إذ أضحت خامس أكبر سوق مصدر للسياح في دبي في عام 2017. وأكد أن من أهم ما يميز الصين والإمارات العربية المتحدة علاقتهما التجارية الناجحة، ذلك أن حجم التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين قد تجاوز عتبة الـ 50 مليار دولار سنة 2017 ليزيد عما كان عليه سنة 1984 حين لم يتجاوز آنذاك الـ 63 مليون دولار. كما شهد العقد الأخير تدفقاً هائلاً للاستثمارات الصينية إلى الإمارات، حيث تجاوز عدد الشركات الصينية العاملة في الإمارات 4000 شركة، ينشط معظمها في قطاعات المقاولات والهندسة والتجارة والخدمات والسياحة. ولفت إلى أن الإمارات تعتبر أول مقصد للاستثمارات الصينية في العالم العربي، وهناك زيادة سريعة في حجم الاستثمارات الصينية المباشرة في الإمارات، حيث استطاعت أن تجذب ما يزيد على 44% من مجمل الاستثمارات الصينية في الدول العربية، وتستحوذ على نسبة 75% من الاستثمارات الصينية المباشرة غير المالية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ولدى السفارة برنامج طموح لجذب المزيد من المستثمرين ورجال الأعمال الصينين إلى الدولة من خلال القيام بزيارات دورية لكبريات المؤسسات الصينية، والتعرف إليها عن قرب، ودعوتها لزيارة دولة الإمارات للإطّلاع على مناخها الاستثماري المتميز واستغلال الفرص المتاحة فيها. وأضاف أن هناك وجوداً لاستثمارات إماراتية كبيرة في الصين عبر شركات كبرى عاملة في الدولة، كما أن هناك أكثر من 100 فرصة استثمارية في المشاريع ذات العائدات المرتفعة في إطار صندوق الاستثمار المشترك بين البلدين، خاصة في قطاع صناعة الطيران، والصناعات المتقدمة والتطوير العقاري، والخدمات المالية والاستثمار في رؤوس الأموال. وأشار إلى أن مستقبل التعاون الصيني – الإماراتي واعد بما لايدع مجالاً للشك، باعتبار أن الإمارات عضو مؤسس في البنك الآسيوي للاستثمار في البنى التحتية، وسوف تلعب دوراً رئيساً في تعزيز وتطوير استراتيجية الحزام والطريق. ولفت إلى أن هناك جهوداً لتفعيل الاتفاقيات في مجالات النفط، والطاقة النووية، والسكك الحديدية فائقة السرعة، والبنى التحتية، وتكنولوجيا الفضاء والتمويل وزيادة القطاعات المصرفية وتبادل العملات، ولتعزيز التعاون الاستثماري بينهما، تعكف الدولتان على بناء منصة متكاملة للتعاون الاستثماري من خلال إنشاء المنطقة الصناعية للتعاون الاقتصادي والتجاري المشترك لتضم مختلف الأنشطة الاستثمارية والقطاعات الحيوية ذات الاهتمام المشترك. مشروعات مستقبلية قال السفير الظاهري: «تعمل الإمارات والصين على بناء منصة متكاملة للتعاون الاستثماري من خلال إنشاء المنطقة الصناعية للتعاون الاقتصادي والتجاري المشترك، لتضم مختلف الأنشطة الاستثمارية والقطاعات الحيوية، وتعميق التعاون المشترك في مجال الطاقة والطاقة المتجددة، من خلال الاستفادة من خبرة المؤسسات المتخصصة في هذا الشأن في الدولتين، والاستفادة بشكل خاص من الشركات الصينية التي حققت إنجازات مهمة في مجال الطاقة المتجددة. وأضاف: تعمل الدولتان على تطوير التعاون في مجالات تنمية الشركات الصغيرة والمتوسطة، التي تقوم بدور محوري في اقتصاد الدولتين، ودعم الصناعات المبتكرة، وتشجيع برامج التعاون الثنائي الهادفة لتعزيز البنى التحتية للمؤسسات والخدمات ذات الصلة، مثل حاضنات الأعمال والعناقيد الصناعية، وتبادل ودعم الخبرات خاصة فيما يخص إجراءات الدعم المالي، وتعزيز الابتكار وإقامة المشاريع المشتركة في قطاع البنى التحتية والنقل والخدمات اللوجستية، والسكك الحديدية والطرق والكهرباء والجسور والمواصلات وتحلية مياه البحر ومعالجة النفايات، وغيرها في إطار خطة رؤية الإمارات 2021 ومعرض إكسبو دبي 2020. فعاليات ثقافية علي صعيد التقارب بين البلدين ثقافياً، قال السفير الدكتور علي عبيد الظاهري سفير الدولة لدى الصين: «لدينا برامج يتم تنفيذها على مدار السنة، منها فعالية ثقافية بالتعاون مع مؤسسة صينية ثقافية، وهي عبارة عن «يوم إماراتي»، للتعريف بالمخزون الثقافي التقليدي للإمارات، مع عرض صور عن الإمارات العربية المتحدة، وقراءة كتاب إماراتي للحضور، بالإضافة إلى تنظيم زيارة لمجموعة من الأطفال لمقر البعثة في بكين».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©