الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإمارات مستمرة في تعزيز علاقاتها الاستراتيجية الدولية

الإمارات مستمرة في تعزيز علاقاتها الاستراتيجية الدولية
19 يوليو 2018 21:27
حوار حمد الكعبي أكد معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير دولة، أهمية زيارة فخامة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى الإمارات، كونها أول زيارة خارجية يقوم بها بعد إعادة انتخابه، وأول زيارة لرئيس صيني إلى الدولة منذ 29 عاماً. وقال في حوار مع «الاتحاد»، إن الزيارة تعكس حرص قيادتي البلدين الصديقين على تعزيز أواصر التعاون بينهما في المجالات كافة، لافتاً إلى أن العلاقات بين البلدين، شهدت نقلة نوعية كبيرة، بعد زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى بكين في ديسمبر 2015، والتي ساهمت في توطيد وتعزيز التعاون من خلال توقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تبلورت لتحقق مبادرات ملموسة ونتائج فعلية منها، دعم وتأييد دولة الإمارات لمبادرة «الحزام والطريق» التي أطلقها فخامة الرئيس شي جين بينغ، ومشاركة الدولة كعضو مؤسس في البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، وتعزيز التعاون بين البلدين في مجال الطاقة. * زيارة فخامة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى دولة الإمارات في هذه المرحلة المهمة التي تمر بها المنطقة والعالم.. ماذا تعني وما أهميتها؟ ** تكتسب زيارة فخامة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى دولة الإمارات أهمية خاصة، كونها أول زيارة خارجية يقوم بها بعد إعادة انتخابه، كما أنها أول زيارة لرئيس صيني إلى الدولة منذ 29 عاماً، وبالتالي، فهي تؤكد تميز العلاقة بين قيادتي البلدين الصديقين، وكذلك المكانة المهمة التي حققتها دولة الإمارات بفضل رؤية القيادة الرشيدة كعضو فاعل في المجتمع الدولي يحظى بالثقة والاحترام والتقدير، ويساهم في تحقيق النمو والازدهار والاستقرار، كما أن هذه الزيارة تعكس حرص قيادتي البلدين الصديقين على تعزيز أواصر التعاون بينهما في المجالات كافة. وللإحاطة بأهمية هذه الزيارة وتوقيتها، لابد من العودة إلى الجذور العريقة للروابط التاريخية التي بدأت منذ مئات السنين عبر النشاط الاقتصادي والتجاري من خلال طريق الحرير القديم، ومن ثم عبر طريق الحرير البحري، مؤكدةً الدور المهم الذي يلعبه التبادل التجاري والاقتصادي في تعزيز العلاقات بين الدول والشعوب. واستمرت هذه العلاقات بالنمو والتطور إلى أن اكتسبت طابعاً رسمياً في عام 1984 مع تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الصديقين. وتم إرساء الأسس الصلبة لهذه العلاقات خلال زيارة المغفور له الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، إلى الصين في عام 1990 وذلك تلبية لدعوة الرئيس«يانغ شانغ كون» الذي كان أول رئيس صيني يقوم بزيارة لدولة الإمارات، وذلك في عام 1989. وإلى جانب التعاون في مجالات الاقتصاد والتجارة، أود هنا الإشارة إلى بعض الأمثلة العملية للتبادل الحضاري والثقافي والمعرفي بين البلدين الصديقين، فهناك مركز الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لدراسة اللغة العربية والدراسات الإسلامية» في العاصمة الصينية بكين الذي يقوم بدورٍ مهم في نشر الثقافة العربية والتعريف بها وبتراثها الأصيل وكنوزها العريقة والإرث الحضاري الإسلامي، وفكره الغني والمنفتح والمعتدل، وهناك أيضاً العديد من المؤسسات التعليمية في دولة الإمارات التي تقوم بتدريس لغة المندرين الصينية تأكيداً على أهمية التواصل والانفتاح على الثقافات والحضارات، ومد جسور التعاون، تحقيقاً للمصالح المشتركة. زيارة تاريخية * قام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بزيارتين تاريخيتين إلى الصين في عام 2012 ثم في عام 2015، وأسست الزيارتان لمرحلة جديدة وقوية من العلاقة بين البلدين، وحققت الكثير من النجاح. هل بالإمكان إلقاء الضوء على أهمية هذه الزيارات؟ ** تشرفت بأن أكون ضمن وفد دولة الإمارات خلال زيارات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان السابقة إلى جمهورية الصين الشعبية، والتي أكدت رؤية سموه لأهمية تطوير العلاقات الثنائية مع الصين بما يخدم المصالح المشتركة، ويتماشى مع نظرتهما لأهمية التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة. وشهدت العلاقات نقلة نوعية كبيرة، بعد زيارة سموه إلى بكين في ديسمبر 2015 والتي ساهمت في توطيد وتعزيز التعاون بين دولة الإمارات والصين من خلال توقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تبلورت لتحقق مبادرات ملموسة ونتائج فعلية. نظرة مشتركة وساهمت زيارات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى الصين في تكريس النظرة المشتركة بين البلدين حول الدور المحوري للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بصفتها الأساس الصلب، والركيزة الراسخة لتحقيق الأمن والأمان والسلم والاستقرار في المنطقة والعالم، فالتنمية الاقتصادية توفر فرص العمل وتحقق التنمية الاجتماعية والثقافية، وتسهم في مكافحة التطرف والإرهاب، وترسيخ قيم الاعتدال والتسامح والانفتاح والوسطية، وتؤكد الدور المهم للعمل الإيجابي في تحقيق السعادة، وضمان استمرار النمو والازدهار للمجتمعات والدول في نظرة إنسانية شاملة. وبالتالي، فإن التعاون الاستراتيجي بين دولة الإمارات وجمهورية الصين الشعبية لا يقتصر فقط على السعي لتحقيق خير ومصلحة البلدين، وإنما تمتد آثاره إلى المنطقة والعالم من خلال ترسيخ نظرة إيجابية شاملة. ترحيب كبير * ما الذي يمكن أن تضيفه زيارة فخامة الرئيس الصيني شي جين بينغ للعلاقات بين دولة الإمارات والصين؟ وكيف ترون الاستعداد لها؟ ** كما تعلمون، فقد أعربت القيادة في دولة الإمارات عن ترحيبها الكبير بزيارة فخامة الرئيس الصيني، وأطلقت العديد من المبادرات، ومن أبرزها «الأسبوع الإماراتي-الصيني» لتسليط الضوء على الأبعاد المتنوعة والشاملة لهذه الزيارة المهمة. وضمن فعاليات هذا الأسبوع، تم إطلاق النسخة العربية من كتاب «حول الحكم والإدارة» لفخامة الرئيس شي جين بينغ، والذي يتحدث فيه عن رؤيته الاستشرافية والطموحة لنهضة الصين، مؤكداً أن العمل الجاد كفيل بتحقيق الأهداف المنشودة، وتحويل حلم الصين في بناء دولة مزدهرة اقتصادياً إلى واقع ملموس، والعمل على مكافحة الفقر، والمساهمة في حماية البيئة من خلال بناء اقتصاد منخفض الكربون، والانفتاح على العالم، وترسيخ مبادئ السلم والاستقرار، وضرورة التركيز على الارتقاء بالنوعية والجودة من خلال الابتكار، والالتزام بالشفافية وتنفيذ الإصلاحات بمرونة وفعالية، وتطبيق أعلى معايير ونظم الحوكمة الإدارية، والعديد غيرها من المواضيع المهمة المستمدة من تجربته في الحكم والإدارة. ولا شك أن زيارة فخامته إلى دولة الإمارات ستسهم بالدفع قدماً وتعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات. صحيح أنه تم تحقيق تقدم كبير على صعيد العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية والتعاون التكنولوجي والمعرفي، وكذلك في مجالات الطاقة وتطوير البنية التحتية واللوجستيات، إلا أنه لا يزال هناك الكثير من الفرص المجدية التي يمكن أن تثمر عن المزيد من المبادرات الملموسة، خاصة في ضوء الإمكانات الكبيرة التي تمتلكها كل من جمهورية الصين الشعبية والإمارات العربية المتحدة، فالصين لديها قدرات عملاقة وموارد كبيرة وثروة بشرية متمكّنة وثقافة ورؤية إيجابية لاستغلال هذه القدرات من أجل تحويل حلم الازدهار الصيني إلى حقيقة. ومن جانبها، تمتلك دولة الإمارات رؤية طموحة، وموقعاً جغرافياً استراتيجياً وموارد طبيعية وبشرية متميزة، وتجربة فريدة من نوعها، وإمكانات وخبرات كبيرة تعمل بتوجيه من قيادة متميزة لديها نظرة استشرافية بعيدة المدى. ومن المؤكد أن التعاون بين هذه الإمكانات الكبيرة خطوة منطقية ستسهم في تحويل الأفكار المبتكرة والطموحة إلى مشاريع ومبادرات عملية. وفي ضوء هذه العلاقات المتميزة، فإن زيارة فخامة الرئيس الصيني تعد خطوة طبيعية تستكمل جهود التعاون المستمر مع دولة الإمارات، ونتطلع إلى أن تثمر عن العديد من النتائج الإيجابية المثمرة. شراكة عملاقة * الإمارات ثاني أكبر شريك تجاري للصين في العالم بحجم تبادل تجاري سنوي تجاوز الـ 60 مليار دولار العام الماضي بحسب بيانات وزارة الاقتصاد، وأيضاً تعد الدولة أكبر شريك للصين في المنطقة العربية. كيف يمكن البناء على تلك الأرضية المثالية من العلاقات الاستثنائية لتحقيق المزيد من الشراكات الاقتصادية العملاقة في المستقبل، ليس فقط على مستوى المنطقة، ولكن على مستوى العالم؟ ** تعكس هذه الأرقام التقدم الإيجابي الكبير والمهم في العلاقة التجارية والاقتصادية بين دولة الإمارات وجمهورية الصين الشعبية، خاصة إذا ما رجعنا بالتاريخ إلى بداية تأسيس العلاقات بين البلدين، حين كانت قيمة التبادل التجاري بينهما لا تزيد على عدة ملايين من الدولارات سنوياً. وبالتالي، فإن هذا النمو مؤشر عملي لما يمكن تحقيقه مستقبلاً بالاستناد إلى قدرات وإمكانات البلدين، فكما أوضحت، تمتلك دولة الإمارات موقعاً جغرافياً متميزاً يربط الشرق والغرب ولديها بنية تحتية متطورة ترسخ مكانتها كجسر إلى أسواق المنطقة، إضافة إلى الكثير من العوامل الداعمة لنجاح مختلف المشاريع والمبادرات والتي تشمل الحوكمة الإدارية والمؤسسية، والخدمات الإلكترونية الذكية والسريعة، والخدمات المصرفية والمالية المتطورة، والسمعة المرموقة كمركز رائد لمزاولة الأعمال على مستوى العالم، وفق أفضل وأرقى المعايير والممارسات المعتمدة دولياً. ويؤكد الحجم الكبير لاقتصاد البلدين أنهما قادران على المساهمة بشكل فاعل ومؤثر في نمو الاقتصاد العالمي، لاسيما في ظل الإرادة السياسية لدى قيادتي البلدين الصديقين لتعزيز التعاون المشترك. وبلغ إجمالي قيمة التجارة غير النفطية بين دولة الإمارات والصين خلال السنوات العشر الماضية 303 مليارات دولار أميركي، وهذا مؤشر إضافي على إمكانات النمو الكبيرة المتاحة في هذا المجال. وتُعتبر دولة الإمارات أكبر شريك للصين في المنطقة العربية، حيث تستحوذ على نسبة 23% من إجمالي حجم تجارة المنطقة مع الصين. الحزام والطريق * مبادرة الحزام والطريق، تشكل خطوة اقتصادية مهمة لمستقبل التجارة بالمنطقة والعالم. كيف يمكن أن يساهم هذا الممر الاقتصادي في تعزيز التعاون بين البلدين، وأهمية دور الإمارات في تلك المرحلة، بما لها من مكان ومكانة، حيث الموقع الاستراتيجي والبنية التحتية المتميزة والأرضية الاقتصادية الصلبة؟ ** تهدف هذه المبادرة التي أطلقها فخامة شي جين بينج، والتي أعربت القيادة في دولة الإمارات عن دعمها ومشاركتها الفاعلة فيها، إلى إعادة إحياء طريق الحرير القديم بما يتناسب مع ظروف العالم المعاصر، وبشكلٍ يعزز تحقيق النمو والازدهار في أكثر من 60 دولة تقع على ممرات التجارة البرية والبحرية الحديثة، وبما يسهم في توثيق الروابط التجارية والاقتصادية بين آسيا وأوروبا وإفريقيا، مروراً بالبحر المتوسط والمحيط الهندي. وتجدر الإشارة هنا إلى أن دولة الإمارات أيضاً عضو مؤسس في «البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية» الذي أسسته الصين بهدف توفير مصادر تمويل للمشاريع الإنمائية، والدفع قدماً بجهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية لمواكبة النمو السكاني الكبير في قارة آسيا. قطاع الطاقة * تعمل الإمارات والصين على تعزيز الشراكة بينهما في مختلف المجالات ومنها قطاع الطاقة.. ماذا عن خطط التعاون والشراكة بين أدنوك وقطاعات الطاقة والتكرير والبتروكيماويات والتكنولوجيا الحديثة في الصين؟ ** تمتلك دولة الإمارات احتياطيات كبيرة من النفط والغاز، وتعد الصين من أكبر أسواق العالم نمواً في مجال الطلب على الطاقة، وهناك بالفعل علاقات وثيقة في قطاع الطاقة، والتي شهدت نمواً ملحوظاً وقفزة كبيرة في الآونة الخيرة، فقد حصلت شركات الطاقة من جمهورية الصين الشعبية على حصص امتياز في حقول النفط بالتعاون مع شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك)، وتشمل الحصص نسبة 40% في شركة الياسات و12% في أدنوك البرية و20% في أدنوك البحرية. ونظراً لنمو ونشاط وحجم اقتصادها، فإن الصين أكبر مستورد للنفط في العالم، وفي ضوء علاقات الصداقة والتعاون مع دولة الإمارات الملتزمة بدورها كمزود موثوق للطاقة، تعد الصين أحد أهم أسواق النمو الرئيسة لإنتاج أدنوك من النفط الخام والمنتجات المكررة والبتروكيماويات. ويجري العمل على توثيق هذه العلاقة التي تتيح لنا الاستفادة من الفرص المجدية للشراكات الاستراتيجية، والاستثمارات المشتركة لتحقيق منافع متبادلة للطرفين في كافة مجالات وجوانب قطاع النفط والغاز، سواء في مجال الاستكشاف والتطوير والإنتاج، أو في مجال التكرير والمشتقات والصناعات البتروكيماوية. وتماشياً مع استراتيجية أدنوك للنمو والتوسع في مجال التكرير والبتروكيماويات، تولي الشركة أهمية كبيرة لتلبية الطلب المتنامي في أسواق الصين على المنتجات البتروكيماوية والبلاستيكية، وهناك بالفعل حضور قوي في الصين لشركة بروج التابعة لأدنوك كمشروع مشترك مع شركة بورياليس، والتي تصدّر 1.2 مليون طن سنوياً من منتجاتها من البولي أوليفينات إلى الصين، أي ما يعادل ثلث مبيعاتها في جميع أنحاء العالم. وهناك بالفعل تواصل ونقاشات مستمرة لتعزيز التعاون والاستفادة من آفاق النمو الناتجة عن هذا النمو في الطلب والذي يشمل منتجات عالية القيمة مثل بعض المكونات البلاستيكية المستخدمة في صناعة السيارات، والأنابيب، ومواد العزل والعديد غيرها. التكنولوجيا المتقدمة * في إطار جهود تطبيق استراتيجية أدنوك 2030 للنمو الذكي، تركز الشركة على الاستفادة من التكنولوجيا المتقدمة.. هل هناك تعاون مع الصين الرائدة في هذا المجال؟ ** يشهد قطاع النفط والغاز تطبيقات حديثة عديدة لتكنولوجيا المعلومات المتقدمة والذكاء الاصطناعي، سواء في مجال الاستكشاف والإنتاج والتطوير، أو في مجال المعالجة والنقل والتكرير والصناعات البتروكيماوية. وتتواصل أدنوك مع مزودي الحلول التكنولوجية في مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك الصين، لبحث كيفية الاستفادة من هذه الحلول، سواء في مركز بانوراما للذكاء الاصطناعي أو في مختلف مواقع العمل الميدانية، وذلك نظراً لما تحققه هذه الحلول المتقدمة من توفير في الوقت والجهد والتكاليف. وسيتم الإعلان في حينه عند التوصل إلى اتفاقيات أو مبادرات أو خطوات بهذا الصدد. استشراف المستقبل * الإمارات والصين يسابقان الزمن، ويسيران بخطوات سريعة، وتجمع بينهما رؤى متقاربة تكاد تكون متطابقة في العديد من المجالات.. إلى أي مدى يمكن أن يساهم هذا التطور السريع في العلاقات بين البلدين في اختصار الوقت واقتحام المستقبل على الصعد كافة؟ ** السباق مع الزمن مصطلح جيد لوصف أحد جوانب النظرة المشتركة بين دولة الإمارات والصين، فقطار الزمن لا ينتظر أحداً، ومن لا يعمل بجد واجتهاد سيتخلف عن الانطلاق في ركب تطور الحضارة العالمية. نحن في دولة الإمارات محظوظون بقيادة تستشرف المستقبل، وتضع الخطط بعيدة المدى التي تضمن بناء غدٍ مشرق لأبنائنا وأحفادنا، كما تمتلك الصين نظرة مماثلة، ومن هنا، هناك انسجام في المواقف والآراء بين البلدين بخصوص تكثيف ومضاعفة الجهود للبقاء في مقدمة مسيرة النمو الحضاري والإنساني. ويسهم توافق وجهات النظر بهذا الصدد في الوصول إلى أفكار ومشاريع ومبادرات مبتكرة تعزز من مكانتنا ودورنا في سباق الحضارة. قيادة الإمارات.. رؤية حكيمة ونهج مستمر قال معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر: إن زيارة القائد المؤسس إلى الصين أكدت رؤيته الاستشرافية للمستقبل، وضرورة بناء علاقات متوازنة وإيجابية مع المجتمع الدولي، وكذلك الدور المهم والمتنامي للصين. وأضاف: تستمر دولة الإمارات اليوم في السير على هذا النهج الحكيم ببناء علاقات متوازنة، في ظل قيادة سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وسيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وسيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإخوانهم أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات. وتستند العلاقات بين دولة الإمارات وجمهورية الصين الشعبية إلى نظرة مشتركة تقوم على مبادئ الاحترام المتبادل والتعاون الإيجابي البنّاء لتحقيق المصالح المشتركة في شتى المجالات. المنتدى «العربي الصيني» تعاون لمستقبل أفضل شاركت دولة الإمارات قبل أسبوع في الدورة الثامنة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي الصيني الذي أقيم في بكين بحضور الرئيس الصيني شي جين بينغ. وأكدت دولة الإمارات خلال المنتدى أهمية تعزيز التواصل بين الدول العربية وجمهورية الصين الشعبية حول المواضيع ذات الاهتمام المشترك، خاصةً في ضوء الأهمية الجغرافية والسياسية والاقتصادية للدول العربية، وكذلك مكانة الصين في الساحة الدولية، والدور الكبير والمتنامي الذي تلعبه في المجال الاقتصادي. وتم خلال الحدث اعتماد إعلان بكين للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي الصيني، وكذلك وثيقة البرنامج التنفيذي للمنتدى خلال الفترة بين عامي 2018 &ndash 2020 إلى جانب إقرار الإعلان التنفيذي العربي الصيني الخاص، بمبادرة الحزام والطريق. جهود حثيثة لوزارة الخارجية والتعاون الدولي حول جهود وزارة الخارجية والتعاون الدولي، في تعزيز علاقات الإمارات والصين، قال معالي الدكتور سلطان الجابر: من خلال توجيهات ومتابعة سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، تقوم وزارة الخارجية والتعاون الدولي، بجهود حثيثة لتعزيز العلاقات مع جمهورية الصين الشعبية في شتى المجالات بهدف الانتقال بها إلى المستوى الاستراتيجي الذي يتناسب مع أهميتها وأبعادها، ويسهم في تعزيز المصالح المتبادلة التي تحققها هذه العلاقة لكل من دولة الإمارات والصين، وأيضاً للمنطقة وللعالم ككل.  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©