الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الخروج إلى الهواء الطلق يستهوي العائلات للاستمتاع بنهاية الأسبوع

الخروج إلى الهواء الطلق يستهوي العائلات للاستمتاع بنهاية الأسبوع
17 يناير 2012
لطالما كانت الحدائق العامة أفضل الأماكن التي تستهوي العائلات لقضاء إجازات نهاية الأسبوع لا سيما عندما يعتدل الطقس، ويحلو الاستمتاع في الهواء الطلق. ومع هذه الأجواء المزدانة بمفردات الطبيعة من عشب وأشجار وزهور، حيث يجد الكبار والصغار ما يشغل أوقاتهم بالمرح والترفيه، تطيب إقامة حفلات «الباربكيو» التي تجمع حولها الأقارب والأصدقاء. غير أن إهمال البعض لجهة الحفاظ على البيئة والتنبه لمخاطر إشعال النيران وإخمادها بشكل سليم، سرع في قرار منع الشواء في المواقع غير المخصصة لذلك، ومن ضمنها عدد كبير من حدائق العاصمة واستراحاتها. الخروج إلى الطبيعة هذه الأيام، أمر يستهوي الجميع، حيث الهواء المنعش يشجع على تنظيم المشاريع خارج إطار الأماكن المغلقة. وخلال جولة على عدد من الحدائق العامة التي لم تعد تسمح بمظاهر الشواء فيها، يتضح أن قرار المنع، وإن كان يزعج البعض، غير أنه لم يؤثر على إقبال العائلات. فمازالت مظاهر الترفيه تغلب على المشهد العام وسط المساحات الخضراء مع خلوها من لهيب النيران ودخان «الباربكيو» الذي كما يبدو تم استبداله بوجبات أخرى. احترام القوانين من حديقة إلى أخرى، تتبدل الأجواء وتختلف أساليب الاستجمام التي تفرضها طبيعة المكان، لكن صخب الأطفال وهم يلهون يكاد يكون متشابها. وكذلك الأمر بالنسبة للأهالي الذين تشغلهم الأحاديث على مدار الجلسة، وأكثر ما يفكرون به ماذا سيأكلون وما إذا كانوا أحضروا معهم ما يكفي من عصائر و«سناك». إذ لا بد من أن يجد الصغار تحديداً ما يتناولونه بين جولة لعب وأخرى إلى حين جاهزية وجبة الغداء أو العشاء. عن كيفية التعاطي مع قرار منع الشواء في حدائق العاصمة، وما البدائل التي يعتمدها عشاق «الباربكيو» خلال نزهاتهم الخارجية، أجرينا هذا الاستطلاع وأتينا بآراء متفاوتة. تتحدث فاطمة أبو النجا التي تقطن في أبوظبي منذ 15 عاماً عن ولعها بتنظيم النزهات إلى الحدائق قائلة «الخروج إلى الهواء الطلق ضروري بين حين وآخر، خصوصاً مع وجود الأطفال الذين لا شيء يرضيهم مثل الركض في الطبيعة. أما بالنسبة لنا، فإن تنشق النسيم العليل في نهاية الأسبوع يمنحنا طاقة متجددة». وتذكر أن عملية الشواء كانت تريحها من التفكير بتحضير طعام للعائلة يوم الجمعة، غير أنها تحترم القوانين عموماً ولا تجرؤ على انتقاد ما فيه المصلحة العامة. وتشير إلى «أن كثيرين ممن يتسببون بنشوب الحرائق وإيذاء البيئة هم وراء سبب منع حفلات (الباربكيو) في الأماكن العامة. ولو أن الجميع يلتزمون بالانتباه التام إلى حماية الركن الذي يجلسون فيه، لما كان صدر مثل هذا القرار». وعن نفسها، فهي اليوم تجهز «السندويشات» الخفيفة لأسرتها عند قضاء اليوم خارجاً. وتجد أنه مع مرور الوقت سوف يعتاد الجميع على إعادة تنظيم أمورهم بما يتلاءم مع القوانين الجديدة للحدائق. تكلفة أوفر من جهته مروان العلي، يتطرق إلى نقطة مهمة مفادها أن الشواء ليس وحده ما يضر بالبيئة، وإنما كذلك رمي النفايات بشكل عشوائي لا سيما المواد البلاستيكسة و«اللبان» الذي لا يتحلل أبداً. ويقول «أنا شخصياً سرعان ما تأقلمت مع قرار المنع، إذ عوضاً عن تحضير (الباربكيو) الذي كان يستغرق مني وقتاً طويلاً للتحضير، بتت أشتري الوجبات السريعة للأسرة. وبعد الانتهاء من تناولها أشدد على أبنائي ومن معنا في النزهة إلى ضرورة جمعها في كيس واحد ورميها مباشرة في مستوعب النفايات». وهذا برأيه من بدهيات احترام النظافة العامة التي يجب أن يعاقب عليها كل مستهتر. في الإطار نفسه، تعلق نبيلة مونس التي كانت منهمكة بتحضير السلطة قائلة «لقد سررت عندما عرفت أن الشواء بات ممنوعاً؛ لأني مع عشقي للحوم المشوية، غير أني أتأذى من الدخان المتصاعد منها، وكذلك من شكها بالقضبان الخشبية». وعند النظر إلى المائدة التي كانت تعدها كان يوجد طبق مملوء بأصناف المشاوي، تذكر أن زوجها قد طلبه من مطعم قريب أوصله لهم ساخناً إلى الحديقة. وتضيف «الأمر بالنهاية يرتبط بمبدأ الالتزام بالقوانين والتأقلم معها. ومع أن أجواء تحضير (الباربكيو) بشكل حي ممتعة، غير أن تكلفة شرائها جاهزة أوفر بكثير. وها نحن لم نحرم أنفسنا من تذوقها بأمان من دون الإضرار بالأجواء العامة». موائد عامرة على مسافة قريبة، كانت تجلس عائلة أخرى ليس بجانبها أي وجبات غذائية، إذ يسترخي الوالدان على العشب فيما الأبناء يلعبون بجانبهم ويتناولون «البطاطس» المقرمشة. نتطرق إلى قرار منع الشواء، فيبتسم رب الأسرة عبد المنعم إدريس، موضحاً أنه لم يكن يعلم بالأمر من قبل. ويقول «لقد منعني حارس الحديقة للتو من إدخال عدة (الباربكيو)، ولم أتحضر بعد لشراء وجبة بديلة للأسرة. وأنا بصراحة استأت لسماع ذلك لأني أحرص بشدة على إخماد النيران بدقة فائقة قبل الخروج من الحديقة». وتدخل إلى الحديث زوجته عواطف، مشيرة إلى أن القرار يجب أن يشمل كذلك المدخنين؛ لأن معظمهم يرمون أعقاب السجائر أرضاً مما قد يتسبب بحدوث الحرائق مع كثرة الأعشاب وهبوب الرياح. وتذكر ليلى المعلم أن التوجه إلى الحدائق بقصد الاستمتاع وقضاء الوقت، يجب ألا يقتصر على التفكير بالأكل. وهي عموماً تفضل أن تتناول وجبة الغداء إما في البيت وإما في المطعم، وعند الذهاب إلى الأماكن العامة تصطحب معها الوجبات الخفيفة وحسب. «فالغاية من خروجنا أن يمرح الأطفال، وأن يركضوا ويلعبوا بالكرة، وأن نشاركهم أجواء الحركة والمشي في الطبيعة، وأن نتبادل وإياهم الأحاديث وأن نضحك معاً». وتنتقد الأشخاص «الذين يمدون الموائد العامرة في الحدائق ويقومون بتحضير الطعام بأيديهم، مثل تقطيع الخضار أو عصر الليمون أو أكل الأرز وما شابه». وتعتبر أن الحدائق ليست مطاعم عامة، وإنما هي فسحة للاسترخاء وتنشق الهواء النظيف. سلوكيات مخربة يتحدث معين رمضان الذي يصطحب عائلته يومي الجمعة والسبت من كل أسبوع إلى الحدائق، عن أهمية التقيد بالشروط العامة والالتزام بالرقابة الذاتية. فهو يقطن في أبوظبي منذ 10 أعوام، وكما يذكر فإنه خلال هذه المدة قد تبدلت في المدينة أمور كثيرة، لا سيما لجهة توفير المزيد من المتنزهات الفسيحة والمجهزة بكامل أدوات الترفيه للأطفال والمراهقين. ويقول «من غير المقبول أن نبادل كل هذا التطور وما تترافق معه من مظاهر جمالية، بالأذية أو الاستهتار. فإذا كنا حقاً نريد الاستمتاع بكل وسائل الاستجمام التي توفرها العاصمة، فإنه من الأحرى بنا أن نحافظ على البيئة». ويستطرد موضحاً أن حماية البيئة لا تقتصر فقط على منع الشواء، وإنما كذلك على تجنب كل أنواع التلوث، كتلوث الهواء والتلوث السمعي ورمي النفايات والإضرار بالمزروعات وما شابه. ويلفت إلى أنه يهوى تنظيم حفلات الشواء لأبنائه ورفاقهم، إذ يعتبرها توجد أجواء ودية. وبحسب قوله «سوف أستعيض عن الحدائق العامة، بممارسة الشواء في بيت أحد الأصدقاء ممن تتوافر في بيوتهم شرفات مفتوحة. ولن أصطحب معي إلى المتنزهات غير المواد الخفيفة التي لا تربكني وزوجتي في التحضير. فأنا عموماً لا أحبذ الطهي خارج البيت». أما سارة البدوي، فتعبر عن رأيها بصراحة قائلة «أنا من الأشخاص المتضررين من قرار منع الشواء لأني لا أجد سبباً للخروج إلى الحديقة من دون الاستمتاع بأجواء (الباربكيو). فمن الممل بالنسبة لي أن أجلس في المكان نفسه لساعات مع الأبناء والأصدقاء من دون أن نتحلق حول اللحوم المشوية ورائحتها الزكية». وتذكر أن المتسببين بمثل هذا القرار هم أشخاص لا يحترمون الطبيعة، «ولا بد من معاقبتهم بغرامات على حجم مخالفاتهم. وأتمنى أن يتم في المستقبل تخصيص ركن معين لحفلات الشوي حتى وإن كان ذلك مشروطاً بكلفة معينة». وتلفت إلى بعض السلوكيات التي تعتبرها مشوهة للبيئة ومن ضمنها أن كثيرين يرمون أرضاً مخلفات نفاياتهم التي يجمعونها طوال النهار، مع أن المستوعبات المخصصة لها منتشرة في كل مكان. وكذلك الأمر بالنسبة لمن يقطفون الأزهار أو يمشون على الأعشاب اليانعة من دون التقيد بمسارات المشاة وركاب الدراجات. وتختم «هؤلاء الأشخاص هم أيضاً مخربون لا بد من أن تلحقهم العقوبات الرادعة».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©