السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

كم هي جميلة لعبة الأمم !

18 يوليو 2018 21:38
بدا أن فرنسا ستفوز بكأس العالم للمرة الثانية، وأنها واثقة من ذلك على الرغم من قوة ومكانة ونضال المنتخب الكرواتي.. وكان مبعث الثقة تجربتها في إعداد جيل شاب يملك المهارات والسرعات، فهذا أصغر منتخب يمثل فرنسا في كأس العالم، تماماً كما قدم الألمان أصغر منتخب يمثل بلادهم في مونديال 2010 بجنوب أفريقيا وكان يستحق الفوز باللقب قبل أن يحرزه في البطولة التالية.. وبالمثل قدم الإنجليز منتخباً شاباً، واعتبر مدربه ساوث جيت جريئاً حين فعل ذلك وطرح وجوهاً جديدة وصغيرة، وحين تمتزج السرعة بالمهارة تنتج كرة القدم الجيدة، ويكون من الصعب إلحاق الهزيمة بهذا المنتج. كل عمليات صناعة أجيال شابة وجديدة على مستوى المنتخبات الكبرى احتاجت ما لا يقل عن 10 سنوات من العمل والصبر.. بجانب استخدام علوم الرياضة ومراكز الانتقاء، وتطوير نظريات التكتيك وطرق اللعب وأدوار ومهام اللاعبين.. وفي كتاب المونديال العديد من الدروس لمن يقرأ ! يقول أساتذة الدراما: «الدراما القوية والمثيرة هي تلك التي يتخاصم فيها طرفان على نفس القدر من القوة».. ويقول الكاتب والأديب المغربي عبدالكريم الجويطي إن كرة القدم هي التجسيد الأسمى لدراما الحياة. تفوق مونديال روسيا على خيال المخرجين والمؤلفين، فالدراما لم تكن بين خصمين، وإنما بين عدة منافسين.. فتشابكت أطراف الصراع، وحفلت البطولة بالمفاجآت، وخرجت قوى عظمى، وسقطت هيبة منتخبات عريقة، ومضت قوى جديدة في الطريق. وسقطت كل التوقعات التي طرحت قبل انطلاق البطولة.. وسقطت نظرية التصنيف، وهو ما نؤكد عليه منذ سنوات، ففائدته الوحيدة ترتيب المستويات في البطولات، وتحقيق الفيفا لمكاسب مادية من حصيلة بيع هذا التصنيف ! في المنتخب الفرنسي امتزجت أيضاً الخبرة بالشباب.. فكانت هناك خبرة أنطوان جريزمان، واحترافية بول بوجبا ومهارات كيليان مبابي، الذي يسابق الريح ببراءة الأطفال.. وترى على وجهه السعادة والاستمتاع باللعبة كأنه يلعب في الشارع أو في الحديقة مع بعض الأصدقاء.. للوهلة الأولى كنت ربما تسأل نفسك، ماذا سيفعل ديشامب بهذا الطفل كيف أتى به إلى كأس العالم؟ وكانت الإجابة سريعة بقدر سرعته.. إنه لاعب لا يقاوم، يسبق منافسه، يضحك على منافسه، ويمرر الكرة بين قدمي منافسه.. وفي النهاية يفوز بكأس العالم وبجائزة أحسن لاعب صاعد. كم كان جميلاً وممتعاً هذا المونديال، وهذا الطفل الذي يدعى مبابي.. وكم هي جميلة لعبة الأمم!
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©