الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

التنين الصيني يبهر العالم في الإدارة الرياضية

التنين الصيني يبهر العالم في الإدارة الرياضية
18 يوليو 2018 23:33
رضا سليم (دبي) تعتبر الصين من أنجح دول العالم في الرياضة، وعادةً ما كانت تحتل المراتب الثلاثة الأولى في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية، كما أنها احتلت المرتبة الأولى في دورة الألعاب الأولمبية في بكين عام 2008، واحتلت المرتبة الثانية في دورة الألعاب الأولمبية في لندن 2012، والرياضات الشعبية في الصين هي كرة القدم وكرة السلة وتنس الريشة وتنس الطاولة، تعتبر كرة القدم الرياضة الأكثر الشعبية في الصين، تليها كرة السلة، وهناك رياضات شعبية أخرى في الصين مثل كرة الطائرة والغطس والباندي وكرة الطاولة وهوكي الجليد، والبلياردو، كما أن الفنون القتالية لها شعبية كبيرة وهي جزء مهم في الثقافة مثل الكونغ فو والملاكمة. وتضع الحكومة الصينية «صناعة البطل الأولمبي»، في طليعة اهتماماتها؛ لذا تقوم بتوفير الكثير من الدعم سواء المادي، أو المعنوي، أو على مستوى العمل الإداري، وكذلك توفير البنية التحتية المتميزة من ملاعب، وصالات ألعاب، وغيرها. تصل مكافأة البطل الأولمبي الحاصل على الميدالية الذهبية في الصين إلى متوسط 36.000 دولار أميركي، بالإضافة إلى توفير وحدات سكنية، ومنازل للأبطال الأولمبيين، وتوفير وظائف ذات مستوى عالٍ في القطاع الحكومي الصيني. وتضم الصين 3000 مدرسة رياضية، تخضع لإشراف الحكومة الصينية مباشرة، بالإضافة لأكثر من 20 برنامجاً تدريبياً متخصصاً، وأخرى من البرامج الفرعية. ورغم ما تتعرض له هذه المدارس من انتقادات بسبب القسوة الشديدة التي يتدرب بها الأطفال، إلا أنها تعد نظاماً فريداً في العالم حالياً. ويلتحق الأطفال الذين يمتلكون المهارة الكافية في عدد بدءاً من عمر السادسة، وتقوم المدارس بتوفير السكن الداخلي والدعم اللازم، وذلك بالتعاون مع الحكومة الصينية، وتشمل المدارس مجموعة متنوعة من الألعاب الأولمبية المختلفة، وتعتمد البرامج التدريبية على الخطط المستقبلية طويلة الأمد يبتعد فيها الطفل عن أهله لفترات طويلة، على أمل أن يعود ذلك الطفل مرة أخرى ويجلب لأسرته المال، والشرف كونه بطلاً أولمبياً، وينقسم الأطفال إلى مجموعات مبكراً حسب موهبتهم: رياضي دولي، ورياضي وطني. وعقب اختيار مدينة بكين لتنظيم دورة الألعاب الأولمبية عام 2008، أُطلق مشروع الـ 119، وهي مبادرة لحصد 119 ميدالية ذهبية في «بكين»، وبدأت المدارس العمل منذ ذلك الحين وحتى بداية الدورة. ورغم عدم حصول الصين على 119 ميدالية ذهبية، إلا أنها استطاعت تحقيق أكبر عدد من الميداليات في تاريخها بـ 100 ميدالية منها 53 ميدالية ذهبية، واحتلت بها صدارة البطولة في جدول الميداليات. حلم الهيمنة الذي يعيشه الطفل الصيني على منصات التتويج الأولمبية لم ينته بعد، ولكنه ما زال باقياً في كل أنحاء الصين، ويتجدد داخل المدارس الرياضية المنتشرة هناك، حيث يستعد الأطفال قبل الكبار لبطولة دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو 2020، وما بعدها. أما على مستوى الساحرة المستديرة، فتحولت دفة النجوم العالميين للدوري الصيني، وهو نموذج جديد للاستثمار الرياضي، يسعى المشرفون على كرة القدم في الصين من خلال التعاقد مع لاعبين دوليين إلى تقوية الدوري المحلي، ومنح الفرصة للاعبين الصينيين للاحتكاك بلاعبين كبار، والهدف الأكبر هو تحضير الكرة الصينية لتصبح قادرة على المنافسة دولياً. يبدو أن الصين التي اكتسحت العالم بصادراتها ومنتجاتها الصناعية تريد أيضاً أن تضع موطئ قدم لها بين كبريات دول العالم في المجال الرياضي أيضا، فبعد نجاحها في تنظيم أولمبياد بكين عام 2008 بدأت الصين في توجيه اهتمامها لكرة القدم، وهو ما سيعود بالنفع على المنتخب الصيني الذي يسعى إلى تبوء مكانة بين المنتخبات العالمية، وبالرغم من أن الدوري الصيني الممتاز لم ينطلق في نسخته الجديدة إلا في عام 2004، فإن الأندية الصينية بدأت تتهافت على التعاقد مع نجوم المستديرة وأصبحت تنافس أندية كبيرة في أوروبا في هذا المجال. ويكفي أن نذكر هنا أن الأندية الصينية أنفقت في سوق الانتقالات الشتوية الحالي أكثر من 150 مليون يورو في التعاقد مع لاعبين جدد. ويهدف المشرفون على الكرة في الصين من خلال التعاقد مع لاعبين دوليين إلى تطوير مستوى كرة القدم في البلاد ومنح فرصة للاعبين المحليين للاحتكاك مع نجوم من مختلف أنحاء العالم. وهو ما سيعود بالنفع على المنتخب الصيني الذي يسعى إلى تبوء مكانة بين المنتخبات العالمية. وباتت كرة القدم أحد أهم المشاريع الكبرى بالنسبة للحكومة الصينية، التي تطمح أن تحظى بلاده بشرف تنظيم كأس العالم في 2030، لذلك فكل الجهود المبذولة لتطوير الكرة الصينية تصب في هذا الإطار. وتحولت كرة القدم إلى مادة إجبارية في كل المدارس الصينية، كما أصبحت مراكز التكوين تنتشر في البلاد بشكل غير مسبوق، علاوة على ذلك تم ضخ أموال ضخمة في ميزانية الأندية حتى تستطيع التعاقد مع لاعبين مميزين يكونون قدوة للجيل الصاعد في الصين، وباتت معظم الأندية الصينية مملوكة لشركات كبرى بميزانيات ضخمة، وكلها إشارات توحي على أن كرة القدم الصينية قادمة بقوة على الصعيد العالمي بعد نجاحها على المستوى الآسيوي. وأثار إنفاق الصين على شراء اللاعبين والأندية الأوروبية مخاوف كثيرة، خصوصاً على صعيد النتائج، وكذلك على صعيد التزامها لتحقيق النجاح طويل الأمد، وتريد الصين بحلول عام 2025 أن تمتلك صناعة لكرة القدم بقيمة 840 مليار دولار. وبدأت الصين في العام الماضي «برنامجاً وطنياً» للتطور الكروي يتألف من 5 نقاط، ومن بين أهدافه تأسيس 50 ألف مدرسة للعبة في غضون 10 سنوات، ومحاولة الفوز ببطولة كأس العالم عام 2034. واشترت مجموعة واندا الصينية 20 في المئة من أسهم أتلتيكو مدريد الإسباني مقابل 52 مليون دولار، كما اشترت مجموعة «تشاينا ميديا كابيتال» 13 في المئة من أسهم الشركة الأم لنادي مانشستر سيتي مقابل 400 مليون دولار خلال زيارة قام بها الرئيس الصيني نفسه، واشترت أيضاً حقوق بث الدوري الصيني. مدينة نيانجي يهدف المهرجان إلى تعزيز التبادل ببن دبي ومدينة نيانجي في كافة المجالات الرياضية والثقافية، بعد أن أعلنت دبي في وقت سابق عن رعاية المنتخبات الصينية لتنس الطاولة، ومن بينها المنتخب المشارك في بطولة الألعاب الأولمبية للشباب 2014، وشمل المهرجان على برامج رياضية وثقافية وعروض فنية صينية وبدأ المهرجان ببطولة ودية للفئات السنية شارك فيها 60 لاعباً من أعمار 14 و18 وشهدت المسابقات مشاركة واسعة من طلاب المدارس الذين قدموا عروضاً نالت الإشادة من المتابعين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©