أسواق «التنين».. احتفالات وصفقات

أحمد النجار (دبي) حققت الأسواق الشعبية الصينية في الإمارات، معادلة الجذب والترفيه والتسوق، تحت سقف واحد، وأصبحت تمثل مقصداً عائلياً بامتياز، ويرتادها الجميع، خاصة أنها تقدم لزوارها الصغار والكبار البهجة والتسلية، باحتضانها فعاليات مشوقة. ويواصل سوق التنين بفرعيه في دبي، تكثيف سيناريو الإبهار رافعاً شعار المحبة والسلام، وحاملاً رسالة الفرح لكل ثقافات العالم أجناساً وأعراقاً وأذواقاً، عبر مفاجآت بالجملة تتوالى على العام، تتضمن أمسيات وحفلات غنائية يحييها كوكبة من نجوم الغناء والموسيقى في الوطن العربي. مقاصد حيوية وسوق التنين، إحدى وجهات نخيل مولز للتسوق والترفيه والبيع بالتجزئة، الواقع على طريق الإمارات الرابط لكل الإمارات السبع، وهو على مقربة من مطار دبي على بعد 30 دقيقة، والمسافة نفسها من ميناء جبل علي، ويتألف من طابقين، ويجاوره 3 فنادق، تمثل مقاصد حيوية للزائرين والمتسوقين من جميع أنحاء العالم، لما يوفره من مخازن للبيع بالجملة، وتتصدر بوابته الرئيسية، مجسم فني في شكل «تنين عملاق بأربع أرجل، وهو علامة ثقافية لها دلالات تراثية عميقة في وجدان الشعب الصيني، ولا يمكن لزوار هذه الوجهة العائلية من دون إلقاء التحية على التنين الأحمر، حيث أصبح مزاراً ومعلماً جاذباً للكثير من رواد التصوير وعشاق «السلفي» وعدسات الإعلام. ويمثل التنين في الفلكلور الصيني شعاراً ومعتقداً في آن، حيث يعتبرونه رمزاً لثلاثية الخير والجمال والفضيلة، ومرادفاً فلسفياً للسطوة والقوة والنفوذ، ويعتقدون أن شهر التنين أحد شهور السنة الصينية جالباً للحظ والعافية ورفاه الرزق ورغد العيش، ويصنف السوق الصيني«دراجون مارت» بأنه أكبر الأسواق الشعبية في الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط، بصفته سوقاً ممولة للأسواق الصغيرة. وتم افتتاحه عام 2004، واستغرق تشييده عامان على الرغم من مساحته التي تقترب من 2 كيلو متر مربع، ويتألف من 7 أقسام تتخذ شكل التنين، ويحتوي على 4 آلاف محل تجاري، تشمل أسواقاً للإلكترونيات والأثاث ومعدات التكنولوجيا ومواد الكهرباء والبناء. ولا يقتصر السوق على منصات البيع، فهو ليس مجرد بيئة مفتوحة للتسوق، بل إنه يحتضن دور سينما مجهزة ب 9 شاشات عرض، وصالة مسرحية لإحياء المناسبات والفعاليات، وتوجد به خيارات وتجارب مطاعم داخلية بكل نكهات ونفحات المطابخ العربية والعالمية ومطاعم خارجية لمحبي الجلوس في الهواء الطلق. صفقات رابحة الأسعار في السوق الصيني، في متناول اليد، وهذا ما يؤكده وضاح خليل البني، سوري، معتبراً أن كل البضائع والمنتجات تمثل بالنسبة له صفقات رابحة يجد فيها متعة كبيرة عند الخصم من السعر الأصلي، ويصفها بـ «فرصة ذهبية»، لا تنطبق بالمطلق على تجارب التسوق في المراكز التجارية. 3 ساعات لا تكفي لتغطية كل مرفقات سوق التنين، بحسب أم كوثر فلسطينية، التي رأت بأنه من الضروري تحديد الاحتياجات مسبقاً قبل التنقل بين أكثر من 4 آلاف منصة بيع، لهذا تجد أن الأسواق الصينية وجهة مثالية للتسوق أفضل من المأكولات، بكونها تتيح خيارات عديدة لنفس المنتج بأسعار متفاوتة. مفاجآت ضمن التوسعة الجديدة، تم افتتاح سوق التنين 2، الوجهة التي تم استحداثها، لتكون عنواناً مثالياً للجذب، ويصفه زوار ومقيمون عرب وأجانب، بأنه مركز تسوق برتبة مهرجان يبث الترفيه بلا توقف، ويحاور زواره باستعراضات وخصومات وعروض وسحوبات وجوائز قيمة. أما السوق الصيني في عجمان، والذي تم افتتاحه عام 2011، فيقع في منطقة الجرف على مساحة 280 ألف متر مربع، ويمثل مقصداً حيوياً وعائلياً مهماً بالنسبة لسكان الإمارة، وعائلات أم القيوين ورأس الخيمة، يضم أكثر من ألف محل، موزعة على 13 مبنى منها 4 مبان لبيع التجزئة وأخرى للأثاث ولوازم الحدائق ومواد البناء والزينة، ويمثل واحة جذب عائلية بالنسبة للزوار والسياح ومحبي التسوق. جولة خلال جولة في أروقة السوق، أكد ليو دونج، الذي يعمل في تجارة الزينة والتحف والهدايا، أن هناك إقبالاً كبيراً من العائلات على اقتناء التحف واللوحات كونها بأسعار زهيدة، ورأى ليو أن غالبية الزوار يأتون للترفيه، فيقعون في غرام بعض القطع شغفاً باقتنائها، فيقدمون على شرائها لندرتها وجودتها ورخص ثمنها. أما واوا سيول بي، بائعة ملابس نسائية، فتعتبر أن فهم المزاج العام للثقافة المحلية جزء مهم من استراتيجيات تسويق البضائع، فهي تعتمد أسلوباً مغايراً عن نظرائها الباعة من جنسيات أخرى، حيث لا تكلف نفسها باستجداء الزوار للشراء أو ترغيبهم حول منتجاتها بل تكتف بالجلوس على مقعدها وتدع المكان مزاراً للفرجة، لكي لا تسبب ضغطاً أو إحراجاً للزبون، وتعطيه وقته لتحديد سلعته. وأعرب أكي هيكو، تاجر أثاث وأدوات منزلية، عن سعادته للإقبال والاستهلاك الكبير للأثاث نظراً لتنقل الكثيرين من شقق لأخرى مما يضطرهم لاستبدالها، وكذلك لمواكبة الجديد والخطوط العصرية التي تدفعهم للاقتناء، ولفت إلى أنه قبل أن يحترف هذا المجال فإنه يدرس احتياجات السوق ويقارن ما يورده مع بضائع المحال والمراكز الكبرى في مجال الأثاث، ليأتي بأشكال وتصاميم فنية مختلفة.