الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الموروث الإماراتي يحتفي بالتراث الصيني

الموروث الإماراتي يحتفي بالتراث الصيني
17 يوليو 2018 23:15
أشرف جمعة (أبوظبي) تستضيف منارة السعديات، في أبوظبي، «برنامج الأسبوع الثقافي الإماراتي الصيني»، احتفاءً بالثقافة الصينية وفنونها ومكونات تراثها الحضاري، حيث اجتمعت العديد من الحرف الإماراتية التي شكلت وجه الماضي، وتشرق حالياً على أرض الحاضر، حيث تعانقت مفردات الموروث الشعبي الإماراتي مع التراث الصيني، وسط حفاوة الجمهور الذي تسابق للاحتفاء بالقهوة العربية وطريقة تحضيرها، والملابس التراثية الشعبية والسدو والتلي والغزل، بالإضافة إلى بعض المقتنيات الصينية، مثل المراوح اليدوية الشهيرة، وفناجين الشاي العتيدة، والخزف والمزهريات ذات الطابع القديم. رمز للكرم كان لرائحة القهوة العربية فعل السحر، حيث اجتمع حولها الجمهور للتعرف إلى أسرارها، وجلس سيف راشد الدهماني الباحث في تاريخ القهوة العربية، ومن حوله العديد من أبناء الإمارات الذين اطلعوا على طريقة تحضيرها. ويقول الدهماني: «القهوة من أهم تقاليد الضيافة في المجتمع الإماراتي، فهي رمز الكرم، وتشكل جزءاً أساسياً من الثقافة العربية على مدار قرون عدة، وتتميز طريقة تحضيرها وتقديمها بتقاليد وطقوس دقيقة»، موضحاً أن العادة جرت بتحضير القهوة على موقد تقليدي الصنع مثبت في الأرض. ويوضح أن حبوب البن تطحن ثم يتم وضعها في الدلة التي يتم من خلالها غلي القهوة على النار، ويؤكد أن هناك آداباً اجتماعية في تقديم وشرب القهوة، لابد من أن يكون الذي يقدمها على دراية بها، وكذلك الضيف، ويورد أن القهوة العربية متأصلة في التقاليد الإماراتية، وأنها تقليد دأب عليه الجميع في كل المناسبات. حياكة البرقع وحرصت الحرفية مباركة راشد المحيربي، في ركن الحرف الإماراتية، على إبراز طريقة صنع البرقع الإماراتي، وكذلك طريقة خياطة الملابس التراثية القديمة للحضور، مبينة أن البرقع نوع من غطاء الوجه يصنع من قماش سميك يشبه «الورق»، ذهبي اللون، يميل إلى السواد، وأن المرأة تغطي به أهم معالم وجهها، وعرف في الحياة الإماراتية القديمة، وأصبح من الموروثات الشعبية التي تعبر عن التقاليد والأعراف، وأنه يثبت على الوجه بواسطة خيوط حمراء مجدولة، وفي المناسبات والأعراس تستخدم المرأة خيوطاً فضية أو ذهبية، وينتشر البرقع في دولة الإمارات وَسلطنة عُمان وفي السعودية وبين العرب، واختفى هذا النَوع تقريباً في الأيام الحالية، ولا يَزال موجوداً بين النساء اللواتي لا تقل أعمارهن عن 50 عاماً، والنساء اللاتي يعشن في المناطق الريفية. وتلفت إلى أن أشكال وألوان البراقع تختلف من مكان إلى آخر، حيث أكثرهن يغطين نصف الوجه، والبعض منهن يغطين فقط الأنف وفوق الحاجب قليلاً، وهناك من يفضلن تغطية الرأس ما عدا العين لكون البرقع إحدى الوسائل المشهورة لتغطية الوجه، والكثير من النساء يعتمدن عليه بشكل كلي، وقد عرف البرقع في الكثير من المجتمعات، وفي «الأسبوع الإماراتي الصيني» يستحضر البرقع تاريخه. ملابس تراثية وتجيب الإماراتية أم علي المنصوري على أسئلة الحضور بخصوص الأزياء الإماراتية، وأن إحدى الصينيات تحاورت معها عن طبيعة هذه الأزياء، حيث أرادت تينان ني، أن تتعرف بشكل مباشر إلى هذا اللون من الثقافة الإماراتية. وتلفت المنصوري التي أعطتها لمحة تمثلت في أن المرأة الإماراتية كانت ترتدى الملابس في البيئات القديمة وفق البيئة التي تنتمي إليها سواء في المناطق الزراعية أو الصحراوية، حيث الملابس القطنية ذات الألوان الفاتحة نسبياً مثل الكيمري وأبو تفاحة والشربت والوبل، وأن هذه الملابس كانت تتسم بخاصية امتصاص العرق، وتبريد الجسم، لكونها مصنوعة من القطن. نبات الحناء وتبين فاطمة المنصوري ضمن فريق «أغادير»، ومشرفة الحرفيات التراثية، في «الأسبوع الإماراتي الصيني»، أنه تم التعريف بالحناء من خلال الورشة التي نفذتها الحرفية قمر العلوقي، لكون الحناء من أهم الأساليب التي تعتمدها المرأة في زينتها، وكذلك زينة العروس يوم زفافها بوضع الحناء على شعرها، مما يضفي لمسة بهية على إطلالتها. وتوضح العلوقي أن الحناء أصل مواد الزينة القديمة، وتستخلص من أوراق نبات «الحناء»، وتعمل المرأة على طحنها وتنعيمها وخلطها بالماء، ثم تترك بعض الوقت كي تتخمر قبل وضعها على اليدين أو الشعر الذي يكتسب لمعاناً وحيوية. آلة السدو وحرصت الحرفية بخيتة المنصوري على العمل على آلة السدو أمام الجمهور، مبينة أن السدو عبارة عن نسج يغزل من القطن أو الصوف، ويعد من أهم الحرف اليدوية الشعبية الإماراتية، وبرغم أنه يشبه النول للوهلة الأولى إلا أنه يختلف في التقنية والإنتاج، إذ تستعمل فيه خيوط الصوف الملونة طولاً وعرضاً بواسطة «المدرة» لحياكة قطع جاهزة عديدة كالبساط أو الأغطية. ركن الحرف وتوجهت الصينية هوتشان تشين شون أثناء تجولها في ركن الحرف الإماراتية إلى الحرفية آمنة البلوشي للتعرف إلى التلي من خلال الكاجوجة، إذ أوضحت لها البلوشي أن التلى من أشغال الزينة في دولة الإمارات، ويستخدم لتزيين ملابس النساء عند أكمام الثوب ورقبته، وتستعمل في صناعتها ست بكرات من خيوط الحرير الصافي والخوص الذي يضفي الأناقة على الملابس النسائية كافة، مشيرة إلى أن الجمهور بفئاته كافة احتفى بشكل واضح بالموروثات الإماراتية والصينية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©