الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

«التبسيل».. احتفاء بالنخلة في أيام القيظ

«التبسيل».. احتفاء بالنخلة في أيام القيظ
17 يوليو 2018 21:52
هناء الحمادي (أبوظبي) تنتعش حرفة «التبسيل» في موسم الصيف «القيظ»، حيث يعيش الأهالي في حالة من الفرح مع قدوم هذا الموسم الذي يبدأ مع نهاية يونيو ويستمر طوال شهر يوليو. يقول المزارع جاسم المشغوني من سكان قدفع في إمارة الفجيرة: «تبدأ بسر نخلة المبسلي بالاصفرار التام والنضج، وتمتاز بسرتها بالحلاوة، وتعتبر نخلة المبسلي الرئيسة التي تتم بها عملية التبسيل، فبمجرد أن تبدأ بالاصفرار يتم جداد ثمارها «قطع العذق»، ومن ثم فصل البسور من العذوق وتنقيتها جيداً من الشوائب وغيرها، ومن ثم تنقل البسور مباشرة لأماكن الطبخ وتسمى «التركبة»، وتوضع البسور في مراجل كبيرة مع إضافة الماء، ويتم طبخه وغليه جيداً لمدة ساعتين إلى أربع ساعات أو أكثر حتى تنضج خلالها في الماء المغلي الذي قد يضاف إليه بعضاً من رماد الخشب أحياناً، حتى يصبح ذلك البسر في مرحلة من النضج ويسمى «الفاغور». بعدها يؤخذ إلى المسطاح «مكان تجفيف الفاغور»، ويترك لحرارة الشمس مدة خمسة أيام إلى أسبوع، وعندما يصبح يابساً تماماً تتم تعبئة المحصول ووضعه في أكياس «اليواني»، ليتم بعد ذلك حملها إلى مخازن وتخزن، وتكون صالحة للاستهلاك مدة تزيد على سنة دون تبريد. وأوضح المزارع سالم حميد أن التبسيل من المواسم الاحتفالية، حيث تتجمع العائلات صغاراً وكباراً، لتبدأ بعملية «الجداد»، أي حصاد البسور من النخيل العالية، ومن ثم تنقيتها من الشوائب وإزاحة البسور الفاسدة منها، مبيناً أنه يهتم بهذه النخلة منذ بداية العام اهتماماً واسعاً، حيث يقوم بتنظيفها من الشوائب التي تهدد محصولها، كما يغذيها بالماء والسماد لتبدو مشرقة في طلعتها، وعند بدء موسم الصيف وبدء تباشير القيظ، يقوم بتنظيفها عبر مرحلة أولية تسمى بالنفاض، إذ تنظف العذوق من الثمار اليابسة وتنظف كذلك من الحشرات وكل ما يهدد جودة البسر، وعند بدء نضج هذه الثمار، يقوم المزارع بالتجهيز لمهنة التبسيل من صيانة المراجل وتنظيفها وتجهيز المسطاح وتهيئته، وإعداد الحبل الذي تورد عليه عذوق النخل من الأعلى ليتلقفها أحد العاملين قبيل أن تصل إلى الأرض. أما المزارع عبيد الكعبي، فيرى أن هذا الموسم الاستثنائي (القيظ)، ما هو إلا صورة من صور التآلف والتواصل الاجتماعي بين الأهالي أثناء عملية التبسيل، حيث الجميع يساهم في ذلك من أجل أن يكون المحصول نظيفاً، ويمكن أن يباع في السوق من دون أن يتعرض للتلف. وبرغم مشقة العمل في التبسيل، إلا أن الفرحة تكون عارمة حين يشهدون مساحات كبيرة من المزارع، ازدانت باللون الأصفر حين يتعرض البسر إلى الشمس من أجل أن يجف. التبسيل يستمر من أسبوعين إلى 4 أسابيع، حيث يقوم المزارعون بتلك العملية التي تمر بمراحل عدة بعد قطفها وهي الفرز، حيث يجتمع عدد من الأشخاص لفصل حبات الثمار من الشمروخ والمعروف محلياً (العذوق)، ومن ثم تقدم للطبخ بواسطة أوانٍ كبيرة تسمى المراجل، سواء كانت مجهزة تسمى (التركبة) أو منفصلة، وبعدها للتجفيف لأشعة الشمس المباشرة لمدة عشرة أيام.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©