الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

إعادة فتح الميناء الرئيس بالبصرة بعد تراجع الاحتجاجات

إعادة فتح الميناء الرئيس بالبصرة بعد تراجع الاحتجاجات
16 يوليو 2018 23:29
سرمد الطويل، باسل الخطيب، وكالات (عواصم) دخلت الاحتجاجات المطلبية في العراق أمس، أسبوعها الثاني، في تحرك ضد الضائقة المعيشية التي يعيشها معظم سكان البلاد، رافقتها عمليات عنف وحرق، حيث احتشد الآلاف في تظاهرتين جديدتين صباحاً بمحافظتي ديالى وذي قار شرق وجنوب بغداد، تزامناً مع تجمع مئات المتظاهرين عند المدخل الرئيس لثلاثة حقول نفط رئيسة هي غرب القرنة 1 وغرب القرنة 2 والرميلة، ضمن حقل السيبة للغاز الطبيعي في البصرة. وفيما ساد هدوء مشوب بالحذر المحافظات الجنوبية المتوترة، أعادت السلطات الأمنية فتح البوابات الرئيسة لميناء أم قصر، أكبر موانئ محافظة البصرة الذي يستقبل السلع والبضائع، بعد 3 أيام من الاحتجاجات التي أدت إلى إغلاقها، كما عادت خدمة الإنترنت للعمل في العاصمة بغداد وأجزاء من المحافظات الجنوبية بعد انقطاعها منذ مساء الجمعة الماضية. وأعلن وزير الكهرباء قاسم الفهداوي، أمس، وضع «خطة بديلة» لاستيراد الطاقة الكهربائية من إيران، بعد تأكيد الأخيرة عدم تمكنها من إعادة خطوط الاستيراد الأربعة إلى الخدمة من جديد. وفيما أكد رئيس الوزراء حيدر العبادي على حق «الشعب العراقي في المطالبة السلمية بحقوقه وعلى القيادة العمل على تلبية ذلك»، أعلن وزير الداخلية قاسم الأعرجي إصابة أكثر من 200 ضابط ومنتسب للوزارة، مبلغاً المحتجين بأن «رسالتهم قد وصلت»، وعليهم إعطاء المسؤولين الوقت للاستجابة والعمل. وسبق للعراقيين أن عاقبوا الطبقة الحاكمة بالإحجام الكبير عن التصويت في الانتخابات التشريعية التي شهدتها البلاد في 12 مايو الماضي، ويطالبون اليوم بتوزيع عادل للعائدات النفطية، خصوصاً بجنوب البلاد المتوتر منذ أكثر من أسبوع. وتشكل الموارد النفطية للعراق 89% من ميزانيته، وتمثل 99% من صادرات البلاد، لكنها تؤمن واحداً في المئة من الوظائف في العمالة الوطنية، لأن الشركات الأجنبية العاملة في البلاد تعتمد غالباً على عمالة أجنبية. وتبلغ نسبة البطالة بين العراقيين رسمياً 10.8%، بينما يشكل من هم دون 24 عاماً نسبة 60% من سكان العراق، ما يجعل معدلات البطالة أعلى مرتين بين الشباب. وبالنسبة للمحتجين الذين هاجموا مقار مختلف الأحزاب السياسية في كل المحافظات الجنوبية، حيث أحرقوا بعضها أو أنزلوا صوراً علقها السياسيون أنفسهم، فإن المشكلة الكبرى الأخرى، هي الفساد. وقتل 8 متظاهرين منذ انطلاق الاحتجاجات اليومية الحالية، بحسب ما أعلنت وزراة الصحة أمس، موضحة في مؤتمر صحفي «اثنان قتلا في محافظة البصرة، و3 في السماوة، واثنان في النجف، وواحد في كربلاء»، من دون تحديد ظروف الوفاة. ووفقاً لمصادر عدة، فإن ضحية واحدة على الأقل قتل برصاص قوات الأمن في البصرة. ودفع هدوء حذر ساد المحافظات الجنوبية، أمس، إلى إعادة تشغيل البوابات الرئيسة لميناء أم قصر، أكبر موانئ محافظة البصرة الذي يستقبل السلع والبضائع، بعد 3 أيام من الاحتجاجات التي أدت إلى إغلاقها. وقال مسؤولون: «إن العمل استؤنف في الميناء بعد التفاوض مع المحتجين». ويستقبل ميناء أم قصر شحنات القمح، والزيوت النباتية، والسكر، والمعدات الخاصة بشركات الطاقة في العراق. وقالت الشرطة ومصادر في قطاع الطاقة في وقت سابق: «إن نحو 200 متظاهر تجمعوا عند مدخل حقل السيبة للغاز جنوب العراق، صباح أمس». وذكر أحد المحتجين من العاطلين عن العمل، «نتظاهر قرب الحقل للضغط على الشركة لتوفير وظائف لنا. نحن نسكن قريباً ونشاهد يومياً مئات العمال الجالسين من دون وظائف، وليست لديهم القدرة على شراء الطعام لأبنائهم». وشهدت مدينة كربلاء، أمس، إجراءات أمنية مشددة في المناطق والشوارع الرئيسة والفرعية، تحسباً من تجدد الظاهرات الشعبية الغاضبة للمطالبة بتحسين الخدمات ومحاربة الفساد وتوفير فرص عمل للعاطلين. وقال: «إن قوات أمنية معززة بالمركبات العسكرية انتشرت ليل الأحد- الاثنين قرب الأبنية الخدمية ومقار الحكومة المحلية والطرق المؤدية إلى مرقد الإمام الحسين وأخيه العباس»، تحسباً لأعمال حرق وتخريب». كما أشار الشهود إلى أن مروحيات الجيش تحلق بين الحين والآخر في سماء المحافظة، بينما تقوم القوات العراقية بحملات دهم وتفتيش لتعقب رموز المتظاهرين والتحقيق معهم. بالتوازي، فرضت السلطات الأمنية منذ مساء الأحد، إجراءات أمنية مشددة في بغداد، وكثفت من انتشار رجال الأمن، ونصبت السيطرات المؤقتة المعروفة بالعراق باسم «المرابطة»، خشية انتقال احتجاجات الجنوب إلى العاصمة. وشوهد انتشار كثيف لرجال الأمن وقوات مكافحة الشغب بالقُرب من ساحة التحرير وسط بغداد. وأقدمت عشائر خفاجة في محافظة ذي قار في الساعات الأولى من فجر أمس، على قطع الطريق الرئيس المؤدي إلى بغداد ومحافظة واسط. وقال مصدر محلي: «إن المئات من أبناء القبيلة قطعوا الطريق، واضرموا النيران في الإطارات، وهم يهتفون تنديداً بالإجراءات التعسفية ضد المتظاهرين». وأعلنت شرطة المثنى اعتقال 27 من المتظاهرين، معتبرة أنهم من «مثيري الشغب». كما تظاهر أهالي منطقة سدور المجر التابعة لقضاء المجر الكبير في ميسان بسبب انقطاع المياه بشكل تام، وإطلاق الأجهزة الأمنية النار لتفريق المتظاهرين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©