الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الديلر».. المعارك أقوى من الحبكة

«الديلر».. المعارك أقوى من الحبكة
25 أغسطس 2010 23:46
صنع أحمد السقا جزءً كبيرا من نجاحه ونجوميته بتميزه في أداء “الأكشن”، ويحسب له إعادة تلك النوعية من الافلام الى خريطة السينما المصرية بعد ان كادت تندثر بغياب جيل من النجوم العظام، ولولا قدرات السقا وجرأته في أداء المشاهد الصعبة بنفسه ما أقبل عليها الجمهور. ومن خلال فيلم “الديلر” يواصل السقا مغامراته في عالم الإثارة والحركة من خلال قصة وسيناريو د. مدحت العدل واخراج احمد صالح ويشاركه البطولة خالد النبوي ومي سليم في أولى تجاربها السينمائية وصبري عبدالمنعم وسامي العدل وطلعت زين ومنة فضالي وجليلة محمود ومحمد فريد ونضال الشافعي والتركي مراد اكداش والتونسي محمد علي بن جمعة. منذ البداية نعيش الصراع بين الغريمين يوسف الشيخ (احمد السقا) وعلي الحلواني (خالد النبوي)، ونرى كيف يحاول علي الحلواني سلب يوسف كل ما يحبه، ويتطور الصراع بينهما منذ الطفولة وحتى الصبا ويتخذ أشكالا متعددة لتصبح الفتاة الجميلة سماح (مي سليم) محوره الاساسي. وكالعادة ينجح علي الحلواني في إغواء سماح رغم إنها كانت تنتظر ان يعلن يوسف حبه لها. وتسافر سماح التي تعمل في فرقة استعراضية مع علي الحلواني إلى أوكرانيا ويوافق علي على ان ينضم اليهما يوسف الشيخ مقابل ان يدفع رسوما مضاعفة لهجرته غير الشرعية بجواز سفر مزور، ولكنه يفاجأ بأن علي الحلواني دبر له مكيدة ليقضي ثلاث سنوات في السجن. ويتزوج علي سماح في أوكرانيا وينجبان ابنهما الوحيد، ويجبر سماح على العمل كراقصة في الملاهي هناك وينضم علي الى عصابة للاتجار في المخدرات وتتحول سماح الى مدمنة للهيروين. ويخرج يوسف من السجن ولا تشغله سوى فكرة السفر والانتقام ويتحقق حلمه على يد “عم حسن” (سامي العدل) الذي ينظم رحلات للهجرة غير الشرعية. وينطلق الغريمان كل في رحلة صعود، ولكنها صعود الى الهاوية، الأول ينخرط في مافيا المخدرات والسلاح والثاني يتحول الى وسيط في عالم المخدرات ايضا ولكن في تركيا، ويظل أسيرا للشاب اللبناني “فرحات” (نضال الشافعي) الذي برع في تجسيد شخصية المستغل بأسلوب خاص وأداء متميز بخفة ظل. ويعاني الشريط السينمائي من الترهل والتطويل ويفتقد السيناريو بعض المنطق في تفاصيل دقيقة خاصة برسم صور لعالم المافيا التي سبق ان قدمتها السينما الاميركية في عشرات الافلام التي لا تنسى. ويتحول “علي” الى مرشح كحاكم للولاية وذلك بعد ان تخلص من “سماح” واحتفظ بالطفل وتزوج من ابنة احد الوزراء. بينما يلتقي “يوسف” و”سماح” مصادفة اثناء قيام “يوسف” بعملية تسليم صفقة مخدرات في اوكرانيا، ويتعرض “يوسف” لخديعة ويكاد يفقد حياته. ويعود “يوسف” و”سماح” الى تركيا ويتزوجان، ولكن “يوسف” يقرر الانتقام من العميل الذي خدعه وتستمر الاحداث لتعود المواجهة في النهاية بين الغريمين وجها لوجه عندما يخطف “يوسف” ابن “سماح” من “علي” ويدور الصراع من جديد وينتهي بمقتل “علي الحلواني” وهو يوصي “يوسف” بابنه، ويعود “يوسف” الى تركيا ليجد “سماح” ماتت بعد ان وضعت ابنهما الوحيد. وهكذا يقرر يوسف ان يبدأ حياة جديدة مع الطفلين بعيدا عن المخدرات والمغامرات. لعبت كاميرا سامح سليم دورا رئيسيا في رسم صورة سينمائية تجسد المعاناة والاحباط وسيطرت الاضاءة الضبابية الداكنة على الملامح وترجم ديكور فوزي العوامري المستوى المعيشي الصعب الذي يبرر رغبة عشرات من ابناء هذه الشريحة الاجتماعية في الهجرة بأي وسيلة بحثا عن حياة كريمة. ورغم الجهد الذي بذله السقا في الأداء وخاصة الحركات والمطاردات فإن محاولة اكساب شخصية “يوسف” صفة الطيبة لم تكن مبررة في كل تلك الاجواء. ونجح خالد النبوي في اداء دوره برؤية عالمية واداء متقن للغة الروسية واستولى على الاعجاب في معظم مشاهده التي اتسمت بمصداقية عالية. وفي تجربتها الاولى سجلت المطربة مي سليم اسمها كممثلة واعدة تنتظرها ادوار اكثر اهمية. ويقدم نضال الشافعي واحدا من اجمل ادواره ليؤكد انه يمتلك قدرات متنوعة وخفة ظل غير مصطنعة. ورغم مساحة دوره جاء ظهور صبري عبدالمنعم في دور شيخ الزاوية والد “يوسف” مؤثرا ورغم اهتمام السيناريست مدحت العدل بتكثيف المعارك والمفاجآت والاثارة فقد افتقد الحبكة الدرامية في بعض المشاهد مثل مشهد الخدعة التي دبرها “علي الحلواني” ليتقرب من زعيم العصابة، فقد اتفق مع احد الرجال على ان يوجه الطلقات الى الزعيم ويفتدي هو الزعيم، ثم نجده يدفع للرجل مقابل اصابته بطلق غير قاتل بينما المنطقي ان يتم القبض على ذلك الرجل وانتزاع الاعتراف منه من قبل العصابة كذلك لقاء “سماح” و”يوسف” مصادفة. ورغم صعوبة التفاصيل وتشعبها نجح المونتير حسن التوني في الاحتفاظ بالايقاع المتوازن والمتسلسل للاحداث. ويحسب للمخرج احمد صالح تقديمه لصورة سينمائية متميزة واختياره لزوايا التصوير وقيادته لفريق العمل وان جاء اهتمامه بتصوير المطاردات والمعارك على حساب البناء الدرامي الذي يشارك في مسؤوليته مع السيناريست. ويبقى على احمد السقا ان يفكر في الخطوة القادمة من خلال سيناريو متماسك ولا يكتفي بحشد اكبر كم من مشاهد العنف والمطاردات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©