واشنطن (شريف عادل)
تعكف الإدارة الأميركية والحكومة البريطانية حالياً على دراسة كيفية الدخول في اتفاقيات تجارة حرة بين البلدين، بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي «بريكست».
وقبل لقائه مع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي يوم الجمعة، قال ترامب لصحيفة «ذي صن» إن ماي تجاهلت نصيحته واختارت استراتيجية خاطئة للبريكست. وحذرها من أن «أي محاولة للحفاظ على علاقات وثيقة مع الاتحاد الأوروبي ستضعف احتمالات عقد صفقات تجارية مع الولايات المتحدة».
وفي حين أنه من المؤكد أن المملكة المتحدة ستبرم صفقات تجارية مع الدول الأخرى بعد البريكست، فإنه من الواضح أن خطة الحكومة البريطانية للخروج من الاتحاد الأوروبي ستزيد الأمر تعقيداً.
ووفقاً للورقة البيضاء، لتصور المملكة المفصل عن طبيعة العلاقة مع الاتحاد الأوروبي في ما بعد البريكست، التي تم الاتفاق عليها قبل أسبوع، تستطيع بريطانيا فرض تعريفات جمركية خاصة بها، ما يعني احتفاظها بتعريفات جمركية منخفضة على وارداتها من أميركا. إلا أن استقالة وزير البريكست ووزير الخارجية البريطانيين احتجاجاً على ما جاء في الورقة البيضاء جعل البعض يرى أنها منحازة إلى الاحتفاظ بعلاقات مميزة مع الاتحاد الأوروبي.
ورغم إصرار ماي على التأكيد أن بريطانيا ستدخل في اتفاقيات منفردة مع بقية دول العالم بعد البريكست، إلا أن الورقة البيضاء تشير إلى أن «كتاب قواعد» مشترك مع الاتحاد الأوروبي يحد قدرة بريطانيا على تغيير القواعد والاتفاقات التجارية التي تطبقها، ما يعني صعوبة توقيع اتفاقات خاصة مع أميركا. وقبل يومين قال وزير التجارة الأميركي ويلبور روس «يجب على المملكة المتحدة اتخاذ خطوات لتجنب أية اختلافات تنظيمية غير ضرورية».
وفي قطاع تجارة الخدمات، الذي كان الاتحاد الأوروبي فيه أكبر سوق للمملكة المتحدة في 2017، ويشكل نحو 80% من الاقتصاد البريطاني، فإن توصيات الورقة البيضاء تشير إلى محاولة بريطانيا الحصول على موافقة الاتحاد الأوروبي على منحها حق الدخول في اتفاقات تجارة حرة مع دول العالم المختلفة. ومن خارج الاتحاد الأوروبي، تعتبر الولايات المتحدة أكبر سوق في العالم للخدمات البريطانية.
الأمر المؤكد هو أن ترامب المعروف بالاقتناص، لن يسمح بمرور تلك الفرصة أمامه دون أن يستغلها في توطيد العلاقات التجارية مع بريطانيا، بما يخدم الاقتصاد الأميركي في الأساس، قبل أي اعتبار آخر.
عدد اليوم
