السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«الفار» والتغيير الرابع وتألق «الناري والشياطين»

«الفار» والتغيير الرابع وتألق «الناري والشياطين»
16 يوليو 2018 01:24
رضا سليم (دبي) ودعت جماهير الكرة الأرضية مونديال روسيا بعد31 يوماً من المتعة الكروية والإثارة لأفضل 32 منتخباً في العالم ضموا أفضل 736 لاعباً، ومع إسدال الستار على مونديال روسيا تبقى في الذاكرة العديد من المشاهد التي لا تنسى والتي سترتبط تاريخياً بهذه النسخة في مقدمتها تقنية الفيديو للحكام «الفار»، التي طبقت للمرة الأولى في مونديال روسيا، ورغم الجدل الكبير ما بين مؤيد ومعارض فإنها مسجلة باسم نسخة روسيا، على الرغم من دفاع الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» عن هذه التقنية في ظهورها الأول، إلا أن البعض وصفها بأنها انحازت للكبار دون بقية المنتخبات. ودافع الحكم الدولي الإيطالي السابق والرئيس الحالي للجنة الحكام في «الفيفا»، بييرلويجي كولينا، عن تقنية الفيديو، مؤكداً أنها نجحت بقوة ورفعت نسبة القرارات الصحيحة للحكام إلى 99.3 %، وأنه في مرحلة المجموعات التي تضمنت 48 مباراة، تمت مراجعة 335 حالة تحكيمية، بمعدل 7 حالات تقريباً في المباراة الواحدة، تدخلت تقنية الفيديو في 17 حالة منها فقط، وتمت مراجعة 14 حالة من هذه الحالات الـ 17 من قبل حكم الساحة بنفسه في الملعب، و3 حالات فقط من فريق التحكيم المعتمد للتقنية، والحكام اتخذوا بالفعل قرارات صحيحة في 95% من الحالات من دون الحاجة للاستعانة بالتقنية، ولكن بعد مراجعة تقنية الفيديو ارتفعت النسبة إلى 99.3% بعد تصحيح 14 قراراً. ويأتي مشهد التغيير الرابع ليرتبط أيضاً بمونديال روسيا، حيث سمح الفيفا للمرة الأولى بإجراء تغيير رابع في حال تمديد المباراة إلى الوقت الإضافي، وهو ما استفادت منه عدد من المنتخبات في المباريات التي حسمت في الوقت الإضافي أو ركلات الترجيح، ويسجل التاريخ هذا القرار في ذاكرة مونديال روسيا. وهناك مشهد للمرة الأولى أيضاً وهو صعود كرواتيا للمباراة النهائية للمرة الأولى في تاريخه، ويعد أفضل إنجاز حققه الفريق الكرواتي هو المركز الثالث في كأس العالم عام 1998، وفي المشهد الفني نفسه حصول بلجيكا على الميدالية البرونزية للمرة الأولى أيضاً، ورغم أن بلجيكا سبق له اللعب في مباراة المركزين الثالث والرابع أمام فرنسا عام 1986 فإنه خسر ولم يحقق البرونزية ليشهد مونديال روسيا على تاريخ جديد للكروات وبلجيكا، وفي نفس المشهد أيضاً خروج البطل منتخب ألمانيا من الدور الأول وهو السيناريو المكرر للأبطال، حيث إن ألمانيا هو البطل الرابع في آخر 5 نسخ بكأس العالم، يخرج من دور المجموعات بالمونديال بعد فوزه باللقب خلال النسخة السابقة، بعد فرنسا 2002، وإيطاليا 2010، وإسبانيا 2014. أما حضور رؤساء الدول للمباريات خلال المونديال وصولاً للنهائي، فقد شهد تواجد 15 رئيس دولة، يتقدمهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فقد أعطى للمونديال نكهة مميزة، خاصة أن هذا المشهد خطف رجال السياسة إلى ملاعب كرة القدم، من بينهم رئيسة كرواتيا كوليندا كيتاروفيتش، التي خطفت الأضواء عبر تفاعلها مع أداء منتخب بلادها، في كل مبارياته، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي أجبرته كرة القدم وتألق منتخب بلاده وتأهله للنهائي للتوجه إلى روسيا للتشجيع، وملك بلجيكا فيليب وزوجته ملكة بلجيكا الملكة ماتيلد، والأميرة اليابانية تاكامادو، ورئيس كوريا الجنوبية مون جاي. والمثير في هذا المشهد أن جياني إنفانتينو رئيس الفيفا دائماً ما يجلس في المنتصف في المقصورة الرئيسية، فيما يجلس على يمينه ويساره رؤساء الدول، وبعد كل هدف يهنئ الرئيس الذي سجل منتخب بلاده. ويأتي مشهد الجمهور ضمن المشاهد التاريخية البارزة في المونديال، حيث بلغ عدد بطاقات المشجعين، التي تم توزيعها، حوالي مليون وثمانية آلاف بطاقة، نصفها كان من نصيب المشجعين الروس، في حين حصل المشجعون الأجانب على النصف الآخر، وقدمت اللجنة التنظيمية تسهيلات كبيرة بعدما اعتمدت بطاقة هوية المشجّع، والتي يتقدم للحصول عليها مجاناً، كل مشجع حصل على تذكرة المباراة، وتعتبر هذه البطاقة ضرورية لدخول الملعب، وتستخدم كبديل للتأشيرة أيضاً، كما أنها تمنح امتيازات لأصحابها، من أجل الاستفادة من النقل المجاني. ولعل التسهيلات التي قدمتها اللجنة المنظمة تسطر تاريخاً جديداً من النجاحات التنظيمية للمونديال للدرجة التي صرح فيها رئيس الفيفا بأن مونديال روسيا هو الأنجح في التاريخ، بل كانت بطاقة هوية المشجع هي رسالة على ما يبدو من السلطات الروسية لتبرهن على نظامها الأمني المتكامل والقوي، وهو أيضاً أحد الأسباب الرئيسية التي ساهمت في جعل هذه النسخة من كأس العالم استثنائية على الأقل بالنسبة للجماهير. كما أن روسيا نجحت في إبهار العالم من خلال تنظيم أجمل وأحدث عرس كروي في تاريخ كرة القدم، كما ظهرت ثقافة التطوع لدى الشباب الروسي، حيث بلغ العدد الإجمالي للمتطوعين 35 ألف متطوع جرى تقسيمهم بين متطوعين للجنة المنظمة، وآخرين للعمل في محيط الملاعب والمطارات وآخرين للبنى التحتية للمدن التي استضافت المونديال.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©