الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

مونديال الجمال.. وداعاً

16 يوليو 2018 01:24
انتهى مونديال روسيا، ونال هذا البلد أكثر من شهادة استحسان وشكر على حسن تعامله مع الوافدين عليه من كل مكان، وبان بالكاشف أنه بلد قوي فعلاً ومتطور جداً، وجاهز أكثر من اللزوم لاحتضان العالم وكأس العالم، حتى أننا لم نشهد أي حوادث خطيرة، وكل ما رأيناه صوراً من الأفراح والسعادة المرسومة على كافة الوجوه الحاضرة هناك، بما جعل المونديال ينساب مباراة بعد أخرى في كنف التنظيم المذهل والسلاسة الأمنية المحكمة، بما جعل كل الجماهير تصل إلى مختلف المدن الروسية وتغادر المكان الواحد تلو الآخر، دون أن يتكسر كأس الاحترام داخل أي ملعب وأي ساحة وخاصة الساحة الحمراء التي تعرف الشعوب رمزيتها في عقول الروس، إلا أنها لبست جبة رياضية وتزينت كما لم تتزين من قبل لاستقبال ضيوفها وعاشت أحلى أيامها ولياليها على أنغام الطام ـ طام الأفريقي أو السامبا البرازيلية أو التانجو الأرجنتيني والفلامنجو الإسباني، ليقف أكثر من محب من أي بلد في أي موضع قدم كان يقف فيه لينين وستالين، والاختلاف الوحيد أن الخطابات لم تكن نفسها، فبعد الخطابات النارية للجماهير البلشفية، جاء الدور على الجماهير الكروية لتحتفل وتسجل حضورها في الساحة الحمراء كأروع ما يكون، وكأنها تقول: افسحوا المجال لكرة القدم، فهي الوحيدة تقريباً التي تربط شعوب العالم ببعضها وتكسر الحدود وتمد جسور المحبة والإخاء والتضامن وخاصة توحد كل الألوان والأديان والعادات والتقاليد وتجعلها مجتمعاً واحداً يكاد يعيش الحرية المطلقة طيلة ثلاثين يوماً كانت وما زالت، وستظل أجمل أيام الجماهير الكروية تأتيهم كل أربع سنوات لتذكرهم بأن الأرض كروية الشكل وأن المنطق يحمل كل الشعوب على الاشتراك في هذه الفرحة حتى وأن كانوا يسبحون ضدّ تيار المونديال. أخيراً نقول مرة أخرى هنيئاً لروسيا بكل ما فعلت لاحتضان شعوب العالم، وهنيئاً لشعب الكرة بنجاح عرسه التقليدي، وهنيئاً لكل من ذهب إلى هناك وتصيد صورة ستظل محفورة في ذاكرته إلى أبد الأبدين، وما أكثرها صور مونديال هذا العام التي ملأت الدنيا وشغلت الناس وأقنعتهم بأن هذا الحلم مكتوب عليه أن لا يموت أبداً. على جناح الأمل انتهى مونديال روسيا بسلام والحمد لله، وكان صورة حقيقية للسلام والأمن والأمان وشهادة على الروعة والجمال.. ورغم أن العرب.. كل العرب خرجوا منه بائسين، تائهين وعادوا إلى ديارهم يجرون أذيال الخيبة، إلا أننا على يقين بأن العرب سينفضون غبار الهزيمة ويجهزون أنفسهم كأفضل ما يكون للمونديال القادم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©