الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

حملة إعلامية غربية لسحب مونديال 2022 من الدوحة

16 يوليو 2018 00:32
دينا محمود (لندن) بالتزامن مع تسلم حكام قطر راية تنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم لعام 2022 من المنظمين الروس لنسخة هذا العام التي أُقيمت مباراتها النهائية مساء أمس، كثفت وسائل الإعلام الغربية حملتها المُطالبة بنقل المونديال من الدويلة المعزولة، وقالت إن تأكيد مسؤولي الاتحاد الدولي للكرة «الفيفا» على أنه سيُقام في الخريف والشتاء بدلاً من الصيف، سيشكل ضربةً قاصمةً للبطولات الكروية الكبرى على الساحة الدولية، مثل الدوريين الإنجليزي والألماني ودوري أبطال أوروبا. فمن جهتها شددت صحيفة «دَيلي ريكورد» البريطانية التي تتخذ من إسكتلندا مقراً لها، في مقالٍ للكاتب «مايكل جانون» على أن «التوقيت يعني كل شيء بالنسبة لهذه البطولة» تحديداً، وأن الموعد الذي تعتزم الدوحة إقامتها فيه بين نوفمبر وديسمبر 2022 «سيدمر جدول مباريات (البطولات الكروية) في مختلف أنحاء أوروبا، وسيُحْدِثْ ورطةً بالنسبة لبطولتيْ دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي /‏‏شامبيونز ليج/‏‏ و/‏‏يوروبا ليج/‏‏». وفي المقال الذي حمل عنواناً لافتاً يقول «إقامة كأس العالم في الشتاء سيقوض الموسم الكروي للأندية ويجب على الفيفا نقله من قطر»، أعرب «جانون» عن أسفه لأن أحداً من حاضري مونديال روسيا الذي أُسدِل الستار عليه للتو، لم يواجه الوفد القطري الذي حضر المنافسات بهذه الحقيقة الواضحة المتمثلة في ضرورة سحب تنظيم البطولة المقبلة من بلادهم. وأشار إلى أن التوقيت الذي اختير لإقامة المونديال القطري، يعني أن الأندية «ستُخَزَّن لمدة ثمانية أو عشرة أسابيع»، هي فترة إقامة البطولة، وذلك في الوقت الذي تكون فيه البطولات المحلية أو القارية قد بدأت في الوصول إلى ذروتها بالكاد. كما شدد الكاتب على أن الأجواء في قطر لن تكون مواتيةً حتى للمشجعين الذين يريدون مشاهدة مباريات منتخباتهم من المدرجات، مُختتماً مقاله بدعوةٍ صريحةٍ قال فيها: «أخرجوا كأس العالم.. (من قطر) وأعيدوه إلى منتصف الصيف». على الدرب نفسه، سارت صحيفة «مترو» البريطانية اليومية، التي أعربت في مقالٍ للصحفية «جيسيكا لينزي» عن رفضها لقرار تغيير موعد إقامة كأس العالم المقبل، بعدما أُكِد ذلك رسمياً على لسان رئيس الاتحاد الدولي «جياني إنفانتينو» في الأيام الأخيرة لمونديال روسيا. وأشارت «لينزي» إلى أن إرجاء الموعد ليصبح ما بين 21 نوفمبر و18 ديسمبر 2022، يشكل سابقةً هي الأولى من نوعها منذ انطلاق المونديال عام 1930. وقالت الكاتبة البريطانية إن ذلك يُضاف إلى «المشكلات الكثيرة التي ثارت منذ أن اختيرت قطر» كدولةٍ مُضيفةٍ لكأس العالم، بفعل تصويتٍ مُفعم بأجواء الفساد والرشوة، أُجري بين أعضاء اللجنة التنفيذية لـ«الفيفا» أواخر عام 2010. ولم تغفل «لينزي» الإشارة بدورها إلى العواقب الوخيمة التي ستنجم عن الخطوة غير المدروسة الخاصة بتغيير موعد إقامة المنافسات، لا سيما أن ذلك سيقتطع وقتاً من ذاك الذي ينبغي أن تتواصل فيه «بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.. وغيرها من بطولات الدوري الأخرى» في أنحاءٍ مختلفة من العالم. وشددت في مقالها على أن ذلك سيجبر المسؤولين عن هذه البطولات إلى وقف مبارياتها لأسابيع طويلة، من أجل إتاحة الفرصة أمام إقامة منافسات كأس العالم، مُشيرةً إلى أن هذا القرار سيُغضب الكثيرين في الأوساط الكروية الدولية. ولعل «لينزي» تشير في هذا السياق إلى ما قاله النجم الألماني المعتزل «كارل هانز رومينيجه» رئيس رابطة الأندية الأوروبية - التي تضم 214 نادياً - من أنه لا يُفترض أن يُنتظر من هذه الأندية؛ تحمل «تكلفة إعادة الجدولة» المترتبة على تغيير موعد إقامة البطولة الكروية، بسبب شدة حرارة الصيف في قطر. وأشار رومينيجه إلى أنه يتوقع أن يتم تعويض أندية الرابطة «عن الأضرار» التي ستلحق بها جراء تغيير مواعيد مباريات البطولات المحلية والقارية بسبب المونديال القطري، الذي سيجبر الاتحادات الوطنية لكرة القدم على إعادة جدولة مباريات موسم 2022 - 2023 بأكمله. الملف ذاته، كان محط اهتمام الموقع الإلكتروني لإذاعة «ماكوري» الرياضية في أستراليا، الذي أبرز «تصاعد الضغوط الرامية لتجريد قطر من تنظيم كأس العام 2022»، الذي تعني المواعيد الجديدة التي أُعلِنتْ له، أن مباراته النهائية ستُقام قبل أيامٍ قليلةٍ من بدء موسم أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية الجديدة في الغرب. وفي تقريرٍ أعده «كام ريدِن»، ألمح الموقع إلى أن «الجدل» ليس بالأمر الغريب على هذا الحدث الكروي المزمع إقامته في «إمارة السخرة»، وذلك منذ بدء الاستعدادات لتنظيمه قبل سنوات. وأشار «ريدِن» في هذا الشأن إلى الأدلة التي تثبت تشغيل السلطات القطرية للعمال الأجانب بـ«السخرة»، لتشييد المرافق التي ستُخصص للمونديال، وكذلك إلى حقيقة إدانة العديد من مسؤولي «الفيفا» السابقين، بتهم فساد وتقاضي رشاوى مقابل تصويتهم لصالح الملف القطري قبل نحو ثمانية أعوام، رغم أن الملفات المنافسة كانت مُقدمةً من دولٍ أكثر خبرة بتنظيم مثل هذه البطولات الكروية الكبرى، مثل الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية. وأكد الكاتب أن أزمة قطر المتعلقة بتنظيم كأس العالم تفاقمت في ظل المقاطعة المفروضة عليها من جانب الدول العربية الأربع الداعمة لمكافحة الإرهاب وألمح المقال إلى أن كل ذلك يثير سؤالاً مفاده:«هل يتعين تجريد قطر من حق استضافة كأس العالم لعام 2022؟»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©