الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

إلهام .. أنامل ناعمة تقبض على مقود الخشونة

إلهام .. أنامل ناعمة تقبض على مقود الخشونة
3 يونيو 2011 22:51
أزاحت إلهام وشاح الحدود المؤطرة لصورة المرأة في المجتمع العربي، مقتحمة مجال قيادة الحافلات الذي ظل حكراً على خشونة الرجال منذ عقود. وتجلس إلهام البالغ عمرها 38 عاماً خلف المقود الكبير المرتفع، مستمتعة بعمل تأنف منه نظيراتها من النساء، “فالعمل أياً كان ليس به أي حرج، إذا كان رزقاً وكسباً حلالاً من أجل العيش”. ويصف مراقبون إلهام بأنها “تسبح ضد التيار”، باختيارها أن تكون في منافسة للرجال وتحديداً الأشداء منهم. ولا تأبه إلهام لنظرات المجتمع ولا تثنيها مخاوف الأقربين، وكانت ولا تزال ثقتها بنفسها كبيرة، حيث خاضت تجربة فريدة وحصلت على رخصة قيادة حافلة للمرة الأولى في الدولة. وتروي إلهام لـ”الاتحاد” قائلة: “تسعى المرأة للقيام بأعمال صعبة اعتاد أن يمارسها الرجال منذ سنوات عديدة، إلا أن الرغبة تملكتني للمشاركة في أعمال ارتبطت بالرجال”. وتقول إلهام، التي تقيم في الدولة منذ 17 عاماً مع جميع أفراد عائلتها، إن قيادتها للحافلة أمر حساس بالنسبة للمجتمع الذي ترعرت به، لأن القيم والتفكير السائد يختلف تماماً عما تقوم به. فالأمر بالنسبة لها في غاية الأهمية لأنها ستواجه كثيراً من الانتقادات من قبل الناس، لكنها أقبلت على هذه المهنة لقناعتها بضرورة وجود سائقة في حافلات المدارس. وتؤكد أنها واجهت صعوبات أثناء طرحها لفكرة أن تكون سائقة حافلة. فزوجها رفض تماماً في بادئ الأمر، “فأمر صعب بالنسبة له بأن تقود زوجته مركبة كبيرة وثقيلة، فالرجال هم من يتوجهون نحو هذه المهنة وليس النساء”، مشيرة إلى أنها تمكنت من إقناعه بأن “النساء أصبحن يقدن طائرات وقطارات وليس فقط حافلات”. وبين دعم أخوتها وعائلتها لها في السير في طريق قيادة الحافلات، إلا أن ابنتها لا تزال تخجل من كون والدتها سائقة حافلة مدرسية، وتطالبها بالابتعاد عن مدرستها. وتؤكد إلهام الحاصلة على دبلوم تربية أنها تميل منذ صغرها لقيادة المركبات. وتتابع: “كان أمر قيادة الحافلات سهلاً بالنسبة لي وعادياً، حيث إنني اجتزت امتحانات التدريب بسرعة وبساطة دون أي خوف أو توتر، فأنا أحب القيادة لذلك واجهت كل التحديات لأصل إلى هذه الرحلة”. وتفضل إلهام أن تصف نفسها بالتواقة للحرية التامة في جميع أمورها، خصوصاً في العمل. فمهنة القيادة تساعدها على الالتزام بتلبية جميع واجباتها والاهتمام بأبنائها وعدم التقصير معهم، “لذلك لم أتجه للعمل المرتبط بمواعيد ومكان ثابت، فأنا من أحدد مواعيد العمل وتكلفة الأجرة”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©