الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

وحدة العراق.. أولاً

وحدة العراق.. أولاً
15 يوليو 2018 23:17
القاهرة (الاتحاد) تطورت العلاقات السياسية والاستراتيجية والدبلوماسية بين الإمارات والصين بشكل لافت للنظر على مدى الـ 15 عاماً الماضية، حيث حرص الجانبان على استمرار الاتصالات والتنسيق فيما بينهما، الأمر الذي انعكس على تشابه مواقف وردود فعل البلدين تجاه مختلف القضايا والأحداث الإقليمية والدولية، فضلاً عن أن الطرفين أظهرا تفهماً ودعماً لكل منهما في القضايا التي تمس مصالحهما الجوهرية. ومرت الأعوام، وطوال هذه السنوات حرصت كل من الإمارات والصين على الالتزام بسياسة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وهو الأمر الذي ساهم في تعزيز أوجه التنسيق والتعاون بين البلدين، وجعل من الصين حليفاً موثوقاً فيه بالنسبة لدولة الإمارات وغيرها من الدول العربية والخليجية الأخرى، لاسيما أن الصين أعربت في مناسبات عديدة عن حرصها على ضمان الأمن والاستقرار في منطقة الخليج العربي. قائمة الأولويات وجاءت القضية العراقية التي مرت بمراحل مختلفة وتغيرات جذرية منذ بداية الغزو الأميركي للعراق في عام 2003، على رأس قائمة القضايا الإقليمية والدولية التي تشابهت حولها المواقف وردود الفعل الإماراتية والصينية، وظهر التفاهم والتنسيق بين البلدين جلياً عندما أعلنت كل منهما على حدة رفضها ومعارضتها للغزو الأميركي والبريطاني للعراق، ودعت كل منهما إلى ضرورة الاتجاه نحو الحل السلمي عبر طريق المفاوضات تحت إشراف هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، تجنباً للعواقب الوخيمة التي من المتوقع أن تترتب على هذه الخطوة غير المسؤولة، وهو ما اتضح بالفعل فيما بعد، وحدث ما حذرت منه الإمارات والصين، حيث اكتشف العالم كله الخطأ الجسيم الذي وقعت فيه أميركا وبريطانيا بغزوهما للعراق، وعدم الانصات إلى الدعوات المطالبة بالاتجاه نحو الحل السلمي للخلاف حول ما كان يتردد عن امتلاك العراق للقنبلة النووية. جهود مكثفة وعلى مدار الأعوام التي أعقبت الغزو الأميركي البريطاني للعراق، حرصت الإمارات والصين على إعادة الأمور في العراق إلى نصابها الصحيح، وكثفت الدولتان جهودهما لإزالة آثار العدوان على العراق، وكان للجانبين مساهمات ومشاركات مهمة في مشاريع إعادة إعمار العراق. وفي السنوات الأربع الأخيرة، وبالتحديد منذ الإعلان عن تنظيم داعش الإرهابي ببسط نفوذه وسيطرته على أجزاء كبيرة في العراق ــ أهمها مدينة الموصل ـ قدمت الإمارات والصين للعراق كافة أوجه الدعم والمساندة، سواء السياسية أو الاقتصادية أو العسكرية، من أجل تحرير المدن العراقية من أنصار التنظيم الإرهابي، فعلى سبيل المثال ـ لا الحصر ـ قدمت الإمارات إلى العراق مطلع عام 2015 عشر طائرات نوع «ميراج» ضمن خطة التعاون بين البلدين لمكافحة الإرهاب، وفي نوفمبر من نفس العام أعلنت الإمارات خلال استقبالها لوزير الدفاع العراقي خالد العبيدي أنها ستقدم للعراق دعماً عسكرياً وإنسانياً في الأشهر المقبلة. وفي هذا الإطار، أكدت الصين أكثر من مرة على دعمها للعراق عسكرياً وأمنياً وسياسياً ولوجستياً في الحرب التي يخوضها ضد تنظيم «داعش» الإرهابي. وعند الإعلان عن تحرير مدينة الموصل من تنظيم «داعش» الإرهابي، كانت الإمارات والصين في مقدمة الدولة التي هنأت العراق على طرد الإرهابيين من الموصل، حيث أكدت وزارة الخارجية الإماراتية على وقوف دولة الإمارات الدائم مع العراق في جهوده في مكافحة التطرف والإرهاب بجميع أشكاله وسبل تمويله. كما أعلنت الإمارات عن تقديم 50 مليون دولار أميركي لدعم استقرار وإعادة إعمار مدينة الموصل بعد تحريرها. الأمر نفسه فعلته الصين التي وصفت تحرير الموصل على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، بأنه نصر بارز حققته العراق في حربها ضد الإرهاب، مؤكدة أنها ستظل تدعم الحكومة العراقية في حماية استقرار البلاد، وأعلنت عن تقديم 80 مليون يوان صيني إلى الحكومة العراقية لإعادة إعمار المناطق المحررة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©