الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

حواس الاستشعار ذاكرة ملونة وإبداع حدسي

حواس الاستشعار ذاكرة ملونة وإبداع حدسي
15 يوليو 2018 22:55
غالية خوجة (دبي) تتحرك الفراغات حواساً ملونة تعكس النبضات الإنسانية العابرة لبوابات اللحظة، لتعكس الطاقة بألوانها المختلفة، وأشكالها المتنوعة، وصياغاتها المتحررة بين ذبذبات المخيلة وحركات الروح وموسيقا الكتلة، وهذا ما تعكسه الحركة الثقافية الفنية في الإمارات العربية المتحدة، ومما تتلألأ به إمارة دبي حتى في فصل الصيف. وضمن هذه الأجواء، يأتي برنامج السركال أفنيو الصيفي السنوي الثالث، في مقره القوز (1) بدبي، بعنوان (ذاكرة الاستشعار/‏‏‏Sensing Memory)، منذ 15 يوليو الجاري وحتى أغسطس القادم، متوزعاً إلى أنشطة ملونة مؤلفة من مزيج من المعالم والروائح والأصوات والحواس المنطلقة من اللحظة الحاضرة إلى الذاكرة الفردية والجمعية، في حالة استعادة لما وراء الحواس، يضمها البرنامج في سلسلة من الأحداث الفنية والثقافية والعلمية التي لا تتخلى عن مناقشة الخيال ودوره في الإبداع الحدسي، منها ورشة استكشاف إمكانات العطور، واستحضار ما يتوارى من رائحة القهوة بين الاكتشاف والإنتاج والتقاليد، ومناقشة رائحة الزمن الضائع لمارسيل بروست، إضافة إلى محاضرة وورشة عمل لاستكشاف مواد البناء التقليدية الإماراتية وتراثها وذكرياتها، ومنها أزقة دبي بين ديرة والسطوة، وصولاً إلى حاضرها ومتغيراتها المتسارعة، كما يحضر دور علم الفلك في استكشاف الكون من خلال حكاية الحضارات المختلفة مثل الحضارتين العربية واليونانية، وحكاية الإنسان مع السماء ودور الذاكرة في اعتمادها على النجوم لمعرفة الجهات، وكيفية الاستفادة الحالية من الشمس كطاقة توليدية، وكيفية التعامل مع علم الفضاء، ودور الإمارات العربية المتحدة في هذا المجال. وللأرض حضورها في الذاكرة من خلال الهوية الحية ومعاناة الفلسطينيين والشعب الأرميني وغيرهما، كما تحضر التكنولوجيا وتأثيراتها الرقمية في متغيرات الحواس، ودورها كوسائط في الهندسة المعمارية مثل الطباعة ثلاثية الأبعاد ومستقبلها، أمّا الكلمة، فيتجسد حضورها من خلال تساؤلات عديدة، منها كيف نوظف ذاكرة الكلمة كتابياً لتكون المرآة الشفافة العاكسة للمشاعر والأفكار وما يكشف عنه العقل الباطن؟ وكيف تتحول الذكريات صوراً كاشفة؟ وتجيب عن ذلك جلسات عن القصص الأفريقية، وتجربة البدو في العالم، وورشات كتـّـاب التصميم، وورشات أخرى عن صناعة الأفلام المختلفة، كما تظهر كتابة الحواس في حركات الرقص المعاصر وذاكرته الفلكلورية، ولا ينسى البرنامج الأطفال واليافعين لأنه يقدم لهم نصيبهم من المسرحيات والقصص التفاعلية ودروس (تاي تشي) المساعدة على كيفية ضبط الجسم والحواس وعملية التنفس المرتبطة بفنون القتال والسباحة والمشي والتأمل. أيضاً، لا بد لزائر السركال أفنيو أن يلاحظ الفن بمفاهيمه المختلفة حاضرة في المكان الذي يستقبله بلوحات متنوعة متوزعة بين الممرات والغاليريهات والمقاهي ولوحات مشخّصة على الجدران، ومن تلك المشاهد لوحة من إطارات السيارات، وتصميم نادي القوز الأدبي بجلساته الداخلية والخارجية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©