الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أفكار بلا عناوين

أفكار بلا عناوين
27 يناير 2010 21:07
ذرّ الصائغ فنان تشكيلي عراقي يقيم مؤقتا في عمان يمتلك قدرة عالية في تكنيك اللون ويأسرك ببساطته ومضامين لوحاته التي تزرع في النفس البشرية الغضب والأمل والتفاؤل بغد أكثر إشراقا. وفي معرضه “شرقيات” المقام في غاليري “الأورفلي” بالعاصمة الأردنية عمان ويضم 23 لوحة زيتية، مارس ذرّ الصائغ بحرية واقعيته باعتبارها اللغة التي يجيدها في التعبير عن قضاياه لبساطتها ووضوحها ومباشرتها مصحوبة بلمسات من الحداثة لمواكبة “العصرنة”. ففي لوحاته بشرى بمستقبل وعنفوان وصهيل الخيل كرمز لصرخة إنسان أو استنجاد أو اعتراض أو غضب لحالة واقعية. يقول ذرّ الصائغ إنه فنان واقعي ولا يحب مغادرة الواقعية باتجاه الحداثة كما فعل الكثير من التشكيليين، لأن الواقعية أجمل لغة تعبيرية ولكن يبقى السعي وراء الحداثة مطلب معاصر، والجمهور يتطلع لكل جديد كون المدرسة الواقعية قطعت شوطا طويلا من الزمن وصلت خلاله إلى حد الإشباع، لذلك توجب عليه البحث عن وسيلة لتحديث الواقعية فكان بحثا مضنيا لكي يمسك العصا من الوسط ويجمع بين المتضادين “الواقعية والحداثة”. ومن وجهة نظره، استطاع أن يحدث التقنية التي يصيغ بها واقعيته ويحتفظ لنفسه بالإطار الواقعي العام الذي يطرح من خلاله مواقف حياتية تبدو للناظر أنها عابرة للوهلة الأولى، ولكنها بنظره تختزن مكنونات عميقة جدا من أصالة ونقاء وجرأة وعفوية ومعانٍ كثيرة. ومن الناحية الموضوعية فإن المعرض يتناول الشرق بصورة عامة وشاملة من دون الإشارة لقومية أو طائفة أو دين كون الواقع الشرقي مغموراً بالمآسي والمعاناة.. وكان هذا أرضية خصبة وأفقا واسعا لالتقاط مواقف كثيرة وما وراءها من معانٍ أكثر. ويرى الصائغ أن المعاناة تفرز في النفس البشرية انفعالات أكثر من حالات الفرح “ولا أريد أن أحمل لوحاتي هذه المعاناة فارتأيت النظر للنواحي الإيجابية الباعثة على الأمل علها تتحقق بعد زمن طويل من المناجاة”. وحول ألوانه الحارة في معظمها، يضيف الصائغ أن البيئة الشرقية تستمتع دائما بأشعة الشمس الساطعة “نرى فيها هذه الألوان الحارة التي غالبا ما يطغى عليها اللون (الأوكر)، ولعل ظهور بعض الألوان الحارة الأخرى التي من شأنها أن تعزز موضوع اللوحات التي تبعث شيئا من التفاؤل والأمل وأحيانا تبعث روح العنفوان كما هو الحال في الرقصة الجماعية”. ويتابع ذرّ الصائغ: رفضت وضع عناوين للوحات كي لا أفرض على رواد الغاليري والمهتمين رؤيتي وفكرتي، وأطمح أن يكون للمشاهد دور المحاور مع الفنان لا أن يتلقن ما يمليه عليه الفنان.. فمن خلال التقنية الحديثة اعتمدت على إسالة اللون الزيتي الكثيف ومعاملته معاملة الألوان المائية فكان هذا التكنيك الذي من شأنه أن يطلق لي العنان لأن أتلاعب مع عفوية سيولة هذه الألوان تارة مع الزيت وتارة أخرى مع “الترانتاين” فتتكون تأثيرات مميزة أو متباينة ومن ثم أكمل معالجتها باللون الكثيف فيما بعد على بعض الأجزاء التي تحتاج إلى مزيد من الإظهار. ويضيف: إن العفوية جعلتني لا أتحدد بضوابط كثيرة فعندما نتكلم عن الوجوه فإنني أعتبر من باب التحدي للفنان أن يحتفظ بالتكوينات العفوية السائدة على الوجوه إضافة لمحاولة الاحتفاظ بالانطباعات والانفعالات التي تعلوها. ويعتبر ذرّ الصائغ أن لوحاته لا تخلو من الرمزية “لأنني أحيانا عندما أتناول الخيل فأنا لا أرسم من أجل الخيل بل هي رمز لإنسان أو حالة انفعالية وأحياناً تكون الأمل الذي نركض خلفه طويلا وأحيانا أخرى للتعبير عن الحنين والانتماء والأصالة”. ويعترف بأن حضور المرأة قليل جدا “ولا أتناولها إلا في حالات الفرح والجرأة وقدرتها على تحمل المسؤولية والتكيف مع المحيط القاسي لذلك حاولت أن أظهرها كجزء من المجتمع والواقع وجهدت لأن تكون مواضيعي أكثر شمولية واتساعاً لتشمل المجتمع كله”
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©