الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بصمة خير

15 يوليو 2018 21:40
سمع أكثرنا قصة الأب الذي نصح ابنه بدق مسمار في قطعة خشب مزخرفة كلما نطق بكلمة أذت مشاعر الآخرين سواء كانت مقصودة أم لا، وأن يستمر بذلك لفترة من الزمن ثم أمره بإخراج تلك المسامير.. فأخرجها فوجدها قد ملئت بالثقوب التي لا يمكن إصلاحها مع كل المحاولات.. الأغلب في الناس أنهم من خلال تعاملاتهم لا يقصدون الإساءة إلى الآخرين، وإن جرحوهم أو أحرجوهم، وإن سألته يقول: لم أكن أقصد... هذا إن سألته.. وإن لم تسأله سيتأثر حبل الود إلا من رحم الله.. إلا أنه هناك فئة أخرى يتفننون في اختيار الريشة التي يرسمون بها الثقوب في مشاعر الآخرين، وكأن الأمر تسلية مع إدراكهم التام لمعنى ما يقولون... وهذه التصرفات منبعها الطباع البشرية واختلاف معادنها التي تختلف من شخص لآخر. كلنا يدرك أثر الكلمة في النفوس فهي تعلي من المعنويات، وتوصل الشخص إلى حد الإبداع والابتكار، وربما توصل بكلمة إلى التوقف وعدم الإقدام وبلاشك فإن للكلمة أثراً بالغاً في التغيير سواء كان معنوياً أو ملموساً. إن الكلمة الطيبة رسالة تطمئن القلب وتؤلف بينها وتحول العدو إلى صديق كما تحببك إلى الآخرين فهي مفتاح الدعوة والقبول وهو أسلوب اتبعه أنبياء الله تعالى أجمعين وفي مقدمتهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، حيث كانوا يدعون إلى عبادة الله بأسلوب حسن إلى أقوام ناصبوهم العداء بكل الطرق. وما ينطبق على الكلمة ينطبق على الإشارة فلكنا يعلم أن الشخص ربما لا يتكلم ولكنه مع ذلك يوصل رسالة وهذا ينطبق على الصورة.. كثيراً ما تكون الصورة أفضل وسيلة لنقل المعنى. فكم من صورة هزت القلوب والمجتمعات بل هزت العالم بأسره. لكن على الإنسان أن يتدارك الأمر فلعل الوقت لا يسعفه للاعتذار فيترك بصمة لا يمكن إزالتها مع مرور الزمان... فلتكن لك بصمة خير في قلوب البشر فلا شيء يستحق، خاصة عند مغادرة الدار الفانية إلى الدار الآخرة. محمد مدني
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©