الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خطران يهددان ثاني الحرمين..

خطران يهددان ثاني الحرمين..
27 يناير 2010 21:05
آخر التطورات القائمة لتهويد القدس والأخطار التي تحيق بالمسجد الأقصى والمقدسات في المدينة المقدسة، كانت المحور الرئيسي لمحاضرة الشيخ الدكتور عكرمة صبري رئيس الهيئة الإسلامية العليا بالقدس وخطيب المسجد الأقصى المبارك، الذي أكد أن حق العرب والمسلمين في القدس تاريخي وديني؛ أما التاريخي فيكمن في أن العرب هم أول من سكن أرض فلسطين والشام وهو ما تدلل عليه نتائج الحفريات الإسرائيلية في القدس، بينما يتمثل الحق الديني في أن سيدنا عيسى عليه السلام ولد في بيت لحم ونشأ في الناصرة ثم سكن القدس، كما أن حادثة الإسراء والمعراج جاءت لربط القدس بمكة المكرمة والمدينة المنورة. قال د. عكرمة صبري في محاضرته التي عقدت في مكتبة الإسكندرية وحضرها نخبة من المفكرين والإعلاميين والشباب المصري، أن القدس أصبحت تابعة للعرب والمسلمين سياسيا في عام 15 هجري حين دخلها عمر بن الخطاب، ليعقد بعدها ما سمي بالعهدة العمرية والتي حافظ بموجبها على المقدسات غير الإسلامية والتي كانت في حينها المقدسات المسيحية؛ وهو ما يدلل على أنه لم تكن هناك كنائسا يهودية آنذاك. وأوضح أن التوثيق للقدس علميا بالوثائق والصور وغيرها من المواد ضرورة لا خلاف على أهميتها، كما أنه خدمة يمكن أن يقوم بها كل من يريد الدفاع عن المدينة المقدسة، وذلك كي يكون النقاش العربي في هذا الموضوع نقاشا علميا مجرد من العواطف، وهو ما يضمن التواصل مع الغرب. وتساءل الدكتور عكرمة: “لماذا ادعى اليهود مؤخرا أحقيتهم بما يسمى حائط المبكي (حائط البراق) دون أن يفعلوا ذلك قبل 15 قرنا من ظهور الإسلام؟”، لافتا إلى أن تلك الادعاءات هدفها قطع روابط العرب والمسلمين بالقدس؛ وهو ما لن يحصل. ونوّه إلى أن الاعتداءات الإسرائيلية على القدس تشمل الحجر والبشر؛ فالبيوت الفلسطينية في المدينة مهددة بالهدم بحجة عدم وجود ترخيص للبناء، وتحديدا هناك 3000 بيت تم فتح ملفات لهدمها خلال ثلاث سنوات، كما أن البشر مهددون بالنوم في العراء. وأضاف أن هناك مخطط إسرائيلي لبناء 50 ألف وحدة سكنية في القدس عام 2010، كما أنهم لم يلتزموا بتجميد الاستيطان وبناء المستوطنات التي تعد جميعها غير شرعية لإقامتها على أرض مغتصبة ولتمزيقها للبلاد، مؤكدا أن سلطات الاحتلال ماضية في تنفيذ تلك المخططات لأنها وجدت الفرصة سانحة نتيجة للانقسام الفلسطيني الداخلي وعدم وجود مواقف مشرفة للحكومات العربية. وألمح إلى أنه فيما يتعلق بالمسجد الأقصى المبارك، فإن هناك خطران يهددانه، أولهما محاولة المتطرفين اليهود اقتحامه والصلاة فيه والعيث فيه فسادا، أما الخطر الآخر فيتمثل في وجود الحفريات التي تنقسم إلى قسمين: حفريات في البلدة القديمة تتجه ناحية الجدار الغربي، وحفريات أو أنفاق في سلوان تتجه للجدار الجنوبي. وأضاف أن الهدف المعلن للحفريات هو البحث عن هيكل سليمان، في حين أنهم لم يجدوا حجرا يؤكد مزاعمهم رغم أنهم ينقبون عن هذا الهيكل منذ القرن 18. وفي هذا السياق، أشار إلى أن اليهود يعدون سيدنا سليمان ملكا وليس نبيا كما يعتقد المسلمون، وبالتالي فإن الهيكل أو المعبد المزعوم الذي يبحثون عنه خاص بملك، وهنا فإنه لا قدسية له! كما أن الله سبحانه وتعالى أمر المسلمين بالحفاظ على أماكن عبادة غير المسلمين، فكيف يطلب منهم بناء مسجد (مسجد الأقصى) فوق الهيكل (هيكل سليمان) في حالة ما إذا كان الهيكل مقدسا كما يزعمون، وفي حالة ما إذا كان موجودا من الأساس؛ حيث إنهم لا يعرفون موقعه حتى الآن؟ وشدد الشيخ صبري على أهمية استثمار الانتهاكات التي تحدث في فلسطين ومدينة القدس دوليا، مشيرا إلى أنه يجب نقل الاهتمام الذي يسود العالم العربي والإسلامي بتلك القضية إلى الغرب ومخاطبتهم، ذاكرا في هذا الإطار الحريق الذي أشعله مستوطنون في مسجد ياسوف قبل أسابيع. ورفض فضيلته وضع القدس تحت الحماية الدولية، قائلا: “هناك طرحان؛ الأول تهويد القدس، والثاني وضع المدينة تحت الحماية الدولية، ونحن نرفض كليهما، لأننا إن وافقنا على الإشراف الدولي فإننا لا نضمن مستقبلا تحرير المقدسات، كما أنني لا أثق في المنظمات الدولية ومنها اليونسكو التي تواطأت مع الاحتلال الإسرائيلي في قضية حارة المغاربة رغم الأدلة التي قدمناها، إضافة إلى أننا كعرب ومسلمين لسنا قُصَّر لطلب الحماية!”. وأعرب صبري عن عدم تفاؤله إزاء إمكانية وجود حل لقضية القدس في الأفق، مضيفا أنه يتعين الآن العمل على الوقوف ضد هدم المنازل العربية في المدينة ورصد الميزانيات الكافية للحفاظ على الإسكان والمؤسسات التعليمية وغيرها. وفيما يتعلق بزيارة العرب والمسلمين للقدس ومقدساتها مثل المسجد الأقصى وكنيسة القيامة، دعا الدكتور عكرمة صبري إلى عدم القيام بذلك حتى لا يتم تثبيت واقع الاحتلال الإسرائيلي على الأرض، مشيرا إلى أنه لا مانع من قيام العرب والمسلمين الذين يحملون جنسيات غربية من زيارة المدينة ومقدساتها، نظرا لأن حكوماتهم تعترف أساسا بالاحتلال الإسرائيلي. وأثار بعض الحضور قضية الخلط بين صورة المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة، وهنا قال فضيلة الشيخ إن المسجد الأقصى يقصد به الحرم القدسي الذي يحتل مساحة 38 فدانا ويسع نصف مليون مصلي ويشمل المسجدين الأقصى وقبة الصخرة. أما عن إظهار صورة قبة الصخرة بشكل دائم في الإعلام فهو يأتي نتيجة لجماله المعماري، إلا أنه ناشد الإعلام إظهار الصورة الجوية الخاصة بالحرم القدسي عوضا عن إظهار صورة مسجد قبة الصخرة. وفي سياق متصل، أعلن الدكتور إسماعيل سراج الدين؛ مدير مكتبة الإسكندرية، أن المكتبة ستعمل على تدشين موقع إلكتروني عن مدينة القدس بالتعاون مع الهيئة الإسلامية العليا بالقدس برئاسة الدكتور عكرمة صبري، يحوي وثائق وصورا وخرائط وغيرها من المواد التي توثق لتاريخ المدينة، وإتاحتها للجميع حفاظا على تاريخ وتراث القدس. وفي ختام المحاضرة التي شهدت العديد من المداخلات من الحضور الكثيف، أهدى فضيلة الشيخ الدكتور عكرمة صبري مكتبة الإسكندرية نموذجا للمسجد الأقصى منقوش على خشب الزيتون بأيدي فلسطينيين مهرة، إضافة إلى إهدائها كتابا من مؤلفاته
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©