الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فرز نفايات المنزل.. بداية طريق الاستدامة

فرز نفايات المنزل.. بداية طريق الاستدامة
31 يناير 2017 08:59
نسرين درزي (أبوظبي) فرز النفايات وإعادة تدويرها من المفاهيم الحضارية التي تعتبر دولة الإمارات السباقة في العمل على تطبيقها ونشر التوعية تجاهها، وفي خضم الإضاءة على حتمية تعزيز قطاعات الاستدامة والحفاظ على البيئة والقيمة الاقتصادية لمستقبل أكثر أماناً بات من الملح التضامن لإنجاح هذه الأهداف. يعتمد الفرز من المصدر على تعاون كل الأفراد، وذلك عبر فصل نفاياتهم المنزلية ووضع المواد القابلة لإعادة التدوير بشكل منفصل، حيث ذكرت فاطمة أحمد الهرمودي ضابط التوعية العامة في مركز إدارة النفايات بأبوظبي «تدوير»، أن الإمارات تخطو خطوات حثيثة للاستفادة من النفايات بأفضل الطرق. وأوضحت أن الدول التي تعرف كيف تدير نفاياتها بأسلوب صحيح وتعمل على توعية مجتمعاتها، هي دول قوية اقتصادياً تحمي شعوبها من الفقر والعوز. واعتبرت أنه إذا كان البترول الذهب الأسود، فإن النفايات هي الفضة السوداء. وذلك في تأكيد لأهمية هذا القطاع وحجم العائدات المادية التي يضخها إذا ما أحسن استخدامه وتمت الاستفادة منه بالوسائل التقنية المثلى، مشيرة إلى حرص «تدوير» على نشر التوعية المجتمعية تجاه موضوع الفرز، وذلك من خلال المحاضرات التي يتم تنظيمها للموظفين في الهيئات الحكومية والشركات وحتى المدارس. وتحدثت عن خاصية الفرز من المصدر والتي تصبح مع الوقت عادة وأسلوب حياة يتربى عليه الأبناء، ولا يتطلب من الأسر سوى توزيع مخلفات المنزل على 3 مستوعبات، الأولى للمواد العضوية من بقايا طعام وقشور وسوائل، والثاني للورق والكرتون والبلاستيك والثالث للزجاج. ونبهت إلى ضرورة عزل البطاريات في أكياس منفصلة ليتم التخلص منها بالطرق البيئية المناسبة في مرحلة لاحقة. التوعية الأسرية وأوردت فاطمة الهرمودي أن «تدوير» تقوم بعد تفريغ حاويات النفايات بالإشراف على عملية الفرز تمهيداً لتوزيع المواد على ماكينات إعادة التدوير. ومن ثم تبدأ عملية التصنيع التي تشمل على سبيل المثال تدوير البلاستيك والإطارات والمخلفات الزراعية وتراكمات الهدم ومواد البناء. ولفتت إلى أن الباب مفتوح للجميع من مؤسسات ومدارس لزيارة مواقع الفرز ولتعرف إلى أفضل طرق إعادة التصنيع التي تقوم بها «تدوير» في كل من أبوظبي والعين والمنطقة الغربية. وتهدف «تدوير» إلى تعزيز التوعية الأسرية المجتمعية من خلال إطلاق مجلة «خضرة وسودا» متخصصة بالتثقيف البيئي لتنشئة جيلٍ واعٍ بأهمية الحفاظ على مبدأ الاستدامة. حاويات ذكية وعن البدء بطرح حاويات متطورة لإعادة التدوير والتشجيع على الفرز، قالت شيخة إبراهيم من قسم التوعية والتثقيف البيئي في شركة «بيئة»، إن هذه الأجهزة المتوافرة في إمارتي، دبي، والشارقة، سوف يتم توزيعها قريباً على إمارات الدولة كافة. وهي تمكن المستخدم من تجميع نقاط ربحية مع كل عملية تدوير يقوم بها داخل الجهاز، تمكنه من استخدامها في مراكز البيع، إضافة إلى دخوله في السحب الدوري الذي تنظمه «بيئة». وأشارت إلى إطلاق حاوية ذكية موجودة حالياً في سوق الشنايصة بإمارة الشارقة مزودة بالإنترنت «الواي فاي» تعمل على الطاقة الشمسية وتسهل على المارة فرز نفاياتهم قبل التخلص منها. من إطارات إلى أرضيات وحول آلية العمل التقني في معالجة المواد القابلة لإعادة التدوير.. تحدث ذياب أبوشاهين من مصنع الخليج للمطاط عن مسؤولية مصنعه في إعادة تدوير الإطارات وتحويلها إلى مادة صديقة للبيئة، ومن ضمنها الأرضيات الخفيفة والمتينة، والتي تستعمل في مزارع الأبقار واصطبلات الخيول وملاعب الأطفال والنوادي الرياضية والباحات الخارجية. وقال إن كل من يزور المصنع ويكتشف كيف تصل الإطارات التالفة إليه وكيف يتم العمل على تنظيفها وتحضيرها للصهر وإعادة استعمالها، يفهم الحاجة إلى الفرز بوعي وشفافية. الوعي المنزلي وبالنسبة لكيفية تفاعل الأسر مع مفهوم الفرز من المنزل، والوعي البيئي.. ذكر عبدالله السادة (أب لـ6 أبناء) أن التعامل الحضاري مع مسألة النفايات أمر لابد من تطبيقه في كل البيوت وذلك لتسهيل عملية الفرز في مراكز الجمع. وتحدث عن الفائدة الكبرى التي يمكن للبقايا العضوية والتراكمات الصلبة أن تحققها بمجرد وضعها على سكة إعادة التدوير. وقال إنه يحزن عندما يرى النفايات ممزوجة بطريقة عشوائية في حاويات الشوارع مما يدل على حاجة ماسة للتغيير الإيجابي. بالاهتمام نفسه تحدثت علياء العامري (أم لـ 4 أبناء) وقالت إنها منذ أكثر من 5 سنوات تعمل على فرز نفاياتها المنزلية بشكل مريح. وشرحت أن الأمر في غاية السهولة ولا يحتاج إلا للتنظيم، بحيث عودت أفراد أسرتها على الالتزام بالفرز. وهي توزع في المطبخ والغرف والصالة مجموعة سلال ملونة كل منها لمواد معينة بحسب استخدامات كل مكان. وبهذا تشعر بالرضا عندما تفصل بين نفاياتها المنزلية كنوع من الخدمة المجتمعية التي تأمل أن تنتشر أكثر بين البيوت. ولخصت عذاري سالم حال كثير من الأسر التي بالرغم من معرفتها بأهمية إعادة التدوير، إلا أنها لم تخط بعد باتجاه الفرز المنزلي. واعترفت بإهمالها لهذا الموضوع لا لشيء إلا لمجرد التخاذل والتأجيل. وهي في كل مرة تنوي تنظيم حاويات النفايات داخل بيتها وتدريب بناتها والخدم على تصنيف النفايات، لكنها تعود وتؤجل الأمر. أما محمد اليماحي (أب لـ3 أبناء)، فذكر أن أفضل الطرق لإدخال المجتمع ضمن منظومة الفرز، توزيع مستوعبات صغيرة بالقرب من كل مبنى أو فلة سكنية. وهكذا يصبح التعامل مع الأمر أكثر جدية لأن الفرز من المصدر يرتكز بالدرجة الأولى على الوعي الشخصي وقابلية الناس على المشاركة في إيجاد حلول للبيئة على طريق الاستدامة. جيل بيئي وتشمل حملات التوعية التي تتبناها المؤسسات زيارات ميدانية إلى المدارس بهدف تنشئة الجيل الجديد على ضرورة التفكير البيئي السليم. مع تنظيم رحلات للاطلاع على آليات فرز النفايات وسيرها باتجاه عملية إعادة التدوير. وعبر الطالب خليفة عبدالله الهاجري (الصف العاشر) من مدرسة درويش بن كرم عن مدى حرصه على نظافة بيئته من أي ملوثات ناجمة عن عشوائية التخلص من النفايات. وقال إنه بعد حضوره ندوة خاصة عن تقنيات إعادة التدوير من أجل سلامة المجتمعات، حث أمه وأباه وإخوانه على الالتزام بالفرز من المنزل. وقال رفيقه عبدالله سالم (17 عاماً)، إن الشخص الذي يعتاد على الفصل الصحي بين النفايات، يصبح من الصعب عليه أن يمزج بينها فيما بعد. ونصح الجميع بأن يقفوا لحظة تأمل في نفاياتهم قبل رميها ليوفروا على عمال الفرز المزيد من العناء، وليساهموا في رفع مستوى الاقتصاد من خلال تسهيل عملية إعادة التدوير النظيف. واعتبرت انجي حسن معلمة العلوم الطبيعية في مدرسة دلهي بالشارقة أن توعية المجتمعات تجاه تطبيق مفاهيم جديدة لها علاقة بالبيئة، تبدأ من طلبة المدارس. وذكرت أنه عندما يتعرف الأبناء إلى الوسائل الحديثة المتبعة لحماية المستقبل من شح المواد عبر فرز النفايات والعمل على إعادة تدويرها، يصبح بعدها من الأسهل التوجه إلى الأهل. والسبب أن طلبة المدارس أنفسهم يتحولون إلى حماة للبيئة يحثون ذويهم على الالتزام بشروط الاستدامة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©