السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«الأمم المتحدة» في قبضة المونديال!

14 يوليو 2018 22:59
نيويورك (د ب أ) مع انطلاق صافرة الحكم اليوم، إيذاناً بانتهاء آخر مباراة في مونديال روسيا 2018، وتتويج الفائز «كرواتيا أو فرنسا» على قمة كرة القدم للسنوات الأربع المقبلة، يقفز إلى أذهان شريحة خاصة من شرائح مشجعي كرة القدم، وهم الدبلوماسيون والموظفون بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، سؤال: هل يمكن ترجمة حمى كرة القدم إلى عمل دبلوماسي؟ قال كارل سكاو نائب السفير السويدي لدى الأمم المتحدة، لوكالة الأنباء الألمانية: إن فعاليات كأس العالم تعتبر مدخلاً واضحاً للحوار، ليس غريبا إذا أن تتعالى الصيحات في مقر الأمم المتحدة، من جانب هؤلاء المحتشدين أمام شاشات التلفزيون فرحاً أو حزناً على هدف أحرزه فريق، أو سكن في مرمى فريق آخر! وعندما تضع الحرب الكروية أوزارها اليوم، يكون قد مضى شهر كامل، احتشد خلاله مشجعو كرة القدم أمام شاشات التليفزيون في مختلف أنحاء العالم، ناهيك عن ملايين المشجعين الذين تكبدوا عناء السفر إلى روسيا لمشاهدة منافسات البطولة الأكثر جماهيرية في العالم بين الأنشطة الرياضية المختلفة. ولفترة قصيرة، وجد دبلوماسيو وموظفو الأمم المتحدة، في متابعة مباريات كأس العالم متنفساً لهم للتخلص من متاعب وهموم المناقشات السياسية المحمومة التي يعايشونها ليل نهار. وطوال فترة المنافسات، لم يفت المراقب للحركة الدؤوبة في أروقة ودهاليز مقر المنظمة الدولية في نيويورك ملاحظة تلك الحركات التي تنم عن توتر بين الدبلوماسيين والموظفين، غير ناجم عن مناقشات سياسية حامية هذه المرة، بل بسبب الميل إلى منافس في مونديال روسيا دون آخر، وعكست حركات مثل هز الرؤوس وتحريك الأيدي بعصبية، أو إطلاق صيحات الغضب أو الابتهاج، هذه الحالة الاستثنائية. إنها فعلا «حمى كأس العالم» التي أصابت مقر المنظمة الدولية الكائن في وسط مانهاتن بنيويورك - والذي يمر به يومياً دبلوماسيون وموظفون من الدول الأعضاء البالغ عددهم 193 دولة. ومع ارتفاع نسبة الرطوبة في الجو خلال فصل الصيف في نيويورك، وشدة المنافسة، فقد أصبحت رؤية قمصان كرة القدم ذات الألوان الزاهية، أمرا شائعاً بين المزيج المعتاد للبدلات الرمادية والزرقاء والسوداء في أروقة ومقاهي المبنى الأممي. وكان سفير موسكو في الأمم المتحدة، فاسيلي نيبنزيا، دشن الاحتفالات عندما تولت روسيا - المضيفة لكأس العالم - رئاسة مجلس الأمن الدولي في يونيو الماضي. واحتفل سفراء مجلس الأمن الخمسة عشر، بانطلاق فعاليات كأس العالم بارتداء قمصان فرق كرة القدم الخاصة ببلادهم، بل إن الاحتفالات شملت أيضاً هؤلاء الذين لم تتأهل بلادهم للمشاركة في المونديال. ومن جانبه، أعطى الأمين العام للأمم المتحدة رئيس وزراء البرتغال السابق، أنطونيو جوتيريش، إيماءة للدلالة على الحياد الدبلوماسي لدوره، وذلك من خلال ارتداء زي الحكم. وداخل قاعة الوفود، يتسابق الموظفون والدبلوماسيون، لحجز مقاعد تتيح لهم مشاهدة أفضل عبر شاشات التليفزيون المنتشرة. ومن جانبه، قال نيبنزيا مازحا: كنا نفكر في «توفير جهاز تلفزيون» داخل مجلس الأمن، ولكننا تراجعنا عن هذه الفكرة في وقت لاحق. وفى الوقت الذي واصل مجلس الأمن مناقشة قضايا اليمن وسورية وأهم الصراعات حول العالم، لم يفت على نيبنزيا خلال رئاسته اجتماعات المجلس على مدار الشهر، وضع كرة قدم صغيرة أمامه، للتذكير بمونديال روسيا. من ناحية أخرى، أشار ميروسلاف لاجاك، رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى العلاقة القوية بين الرياضة والسلام، وذلك أثناء انطلاق البطولة. وقال لاجاك: من الممكن لكرة القدم أن تجمع الناس سويا، حتى في وقت الحرب. قد يكون لدينا عادات أو وجهات نظر مختلفة، ولكن بمجرد أن نذهب إلى الملعب، نكون جميعا متساويين. وكان الأعضاء الخمسة عشر في مجلس الأمن سعوا جاهدين في الآونة الأخيرة من أجل التوصل إلى اتفاق حول القضايا الكبرى، ولكن، مع تولي السويد رئاسة المجلس لشهر يوليو الحالي، ذكّر رئيس مجلس الأمن، السفير السويدي أولوف سكوج للصحفيين بأن حدة التوترات قد تراجعت بعد رحلة استرخاء مع سفراء بارزين من الدول في احد المنتجعات بجنوب السويد في وقت سابق من العام الجاري.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©