إنجاز 60% من مشروع مدينة خليفة الصناعية والميناء بالطويلة

(أبوظبي) - تجاوزت نسبة الإنجاز في مشروع مدينة خليفة الصناعية وميناء خليفة بالطويلة مطلع العام الجاري 60% من إجمالي أعمال المرحلة الأولى من المشروع، بحسب خالد سالمين الكواري نائب الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي للموانئ للمناطق الصناعية. ويتوقع أن يتجاوز حجم الإنجاز بحلول العام 2012 نحو 80%، لتبدأ الأعمال التمهيدية لتشغيل الميناء والمنطقة خلال الربع الأول من العام المقبل. وقال الكواري لـ”الاتحاد” إن الشهر الجاري سيشهد إطلاق الأعمال التسويقية المحلية والدولية للمنطقة الحرة بمدينة خليفة الصناعية والتي صدر مرسومها من المجلس التنفيذي في نوفمبر الماضي. وأشار إلى أن الشركة اعتمدت 100 خطوة للوصول إلى التشغيل، تم إنجاز 31 منها في 2010، على أن يتم إنجاز الخطوات المتبقية لحين تشغيل وإطلاق المشروع المتوقع في الربع الأخير 2012. وتبلغ تكلفة المرحلة الأولى من المشروع 26,5 مليار درهم، على أن يتضمن 5 مراحل تنتهي عام 2030. وأضاف أن الشركة انتهت العام الماضي من خطة العمل للمرحلة المقبلة واختيار فريق عمليات التسويق للمشروع محلياً ودولياً، إضافة لمراحل العمل خلال العام 2012 . وتعتزم الشركة إطلاق حملات تسويقية للمشروع في 10 دول أوروبية خلال 2011 بالتعاون مع الشركاء الرئيسيين في الحملة وهم دائرة التنمية الاقتصادية وغرفة تجارة وصناعة أبوظبي وهيئة أبوظبي للسياحة ووزارة الاقتصاد ووزارة التجارة الخارجية. الجدير بالذكر، أن الشركة أعلنت في نوفمبر الماضي خلال إطلاق مدينة خليفة الصناعية “كيزاد” اعتزامها تمليك الأجانب 100% بالمنطقة الحرة في مدينة خليفة الصناعية للمشاريع الاستراتيجية، إضافة الى التعاقد لمدة 50 عاماً لمشاريع أخرى، قابلة للتجديد. وتنفذ أبوظبي للموانئ التي تأسست عام 2006 تلك المشاريع باعتبارها شريكاً أساسياً في تنفيذ خطة أبوظبي الاقتصادية 2030، كما تقوم الشركة بامتلاك وتشغيل وصيانة وإدارة وتطوير جميع الموانئ وأحواض السفن والمرافئ والأرصفة البحرية والممرات المائية والبنى التحتية والإنشاءات ذات الصلة في إمارة أبوظبي. ووصف الكواري العام 2011 بأنه “فترة انتقالية للمرحلة الأولى من المشروع”، حيث تنتهي معظم أعمال البنية التحتية بنهاية 2011، ليصار إلى التحول للعمليات التشغيلية اعتباراً من عام 2012. وتتضمن العمليات التشغيلية نحو 40 نظاما إلكترونيا تشمل جميع الأعمال المتعلقة بالعمليات المينائية والادارية والمنطقة الصناعية . وأشار إلى أن عدد العاملين بالمشروع بلغ بحلول 2011 أكثر من 650 ألف عامل ومهندس وفني. وأضاف أن ترسية العقود الرئيسية من المرحلة الأولى للمشروع جرت العام الماضي، فيما يشهد العام الجاري استكمال عمليات الترسية لعدد من العقود الفرعية والتي تختص بالمراحل النهائية لأعمال البناء. وأكد أن الشركات المحلية تستحوذ على نحو 70% من أعمال المشروع من خلال الاستحواذ على عقود منفردة أو بالمشاركة مع الشركات الأجنبية العاملة في القطاع. كما أنجزت الشركة تطوير المخطط الرئيسي للمنطقة الصناعية وحصلت على موافقات الجهات المختلفة بالإمارة سواء من الناحية الأمنية أو النقل والواصلات والخدمات والبيئة، إضافة لتطوير القوانين الداخلية لمساعدة المستثمرين في القطاعات التجارية والصناعية وتأمين وتخصيص الخدمات. وتتطابق الأهداف الاستراتيجية لمشروع ميناء خليفة والمنطقة الصناعية مع استراتيجية التطوير الاقتصادي والعمراني والاجتماعي لإمارة أبوظبي في محورين أساسيين يتعلقان ببناء اقتصاد مستدام وإيجاد توازن بين التطوير الاقتصادي والاجتماعي. وأوضح الكواري أن الصناعات المتوقع توفرها بالمنطقة تتضمن الصناعة التحويلية للمعادن، خاصة الألمنيوم والصلب والنحاس والبتروكيماويات والصناعات الكيماوية وهندسة المعادن والمعدات والآلات وصناعة الأدوية والآلات والمعدات الطبية والمعدات الإلكترونية والصناعات الغذائية ومواد البناء، إضافة إلى الشحن والمستودعات والخدمات اللوجستية وغيرها. وكذلك توفير مناطق فرعية أخرى لصناعات أخرى حسب متطلبات السوق. وأشار إلى أن مشروع مدينة خليفة الصناعية وميناء خليفة في الطويلة يحتل موقعاً متميزاً بين أبوظبي ودبي، وقريب من ميناء جبل علي ومطار آل مكتوم ومطار أبوظبي الدولي. ويرتبط المشروع بشبكة السكك الحديدية المزمع إنشاؤها والتي ستوفر خط انتقال للبضائع بالدولة والمنطقة، ليسهم بلعب دور بالغ الأهمية في المنطقة سواء للمستثمرين أو لقطاع الصناعة على وجه العموم. وتبلغ مساحة مدينة خليفة الصناعية والميناء بالطويلة نحو 417 كيلومتراً مربعاً، بما يعادل أربعة أضعاف مساحة مدينة أبوظبي. وسيتم تقسيم المدينة الصناعية إلى منطقتين، حيث تبلغ مساحة المنطقة الأولى 51 كيلو متراً مربعاً، وتمتد من خط الساحل في منطقة الطويلة إلى شارع الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم (طريق أبوظبي - دبي)، فيما تقع المنطقة الثانية على الجانب الآخر من الطريق نفسه وتتجه إلى مدينة العين بمساحة تصل إلى 365 كيلومتراً مربعاً. وسيتم تقسيمها هي الأخرى إلى مراحل لاحقة لمشاريع مستقبلية تتناسب مع تلك المنطقة. وأضاف الكواري أن منطقة خليفة الصناعية تجسد مستقبل أبوظبي الرامي إلى تعزيز البنية التحتية وتحقيق التنوع الاقتصادي من خلال إقامة مناطق للصناعات الثقيلة، كما ستكون هذه المنطقة مصدراً مهماً في استقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة للشركات والمؤسسات التي ستعمل على إرساء حضور لها في القطاعات الصناعية الثانوية والرئيسية. وتشمل المرحلة الأولى المقرر الانتهاء منها في الربع الثالث من عام 2012 بناء جزيرة الميناء ومرفأ الحاويات وبعض المشاريع المصاحبة، إضافة إلى منطقة البضائع السائبة التي تقع على بعد 4,6 كيلومتر، لتصبح بديلًا للمرافق الحالية في ميناء زايد على أن تعمل في المراحل المقبلة على زيادة السعة لتلبية الطلب من المنطقة الصناعية والمناطق الأخرى في دولة الإمارات