الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مختصون: 2009 يحدد مستقبل القطاع العقاري وقدرته على تجاوز الأزمة

مختصون: 2009 يحدد مستقبل القطاع العقاري وقدرته على تجاوز الأزمة
10 فبراير 2009 00:18
قال مستثمرون ومتخصصون في قطاع الإنشاءات، إن عام ،2009 يمثل مرحلة مهمة لمستقبل القطاع العقاري بالدولة والمنطقة بصورة عامة، من شأنها أن تحدد الاتجاه المستقبلي للأسواق ومدى قدرتها على تجاوز التأثيرات الناتجة عن الأزمة المالية العالمية· وأشاروا خلال مشاركتهم في ملتقى العالم العربي للإنشاءات 2009 الذي بدأ أعماله في أبوظبي أمس، إلى أن الكثير من المستثمرين يترقبون أي تغيرات قد تطرأ خلال الربع الاول من العام الحالي، سواء من ناحية السيولة المالية المتاحة بالسوق أو أي خطوات حكومية جديدة لتحفيز القطاعات الاقتصادية وخصوصا قطاع الإنشاءات، مشيرين إلى أن أي تطورات قد تحدث في هذه الفترة ستكون مهمة جدا للتعرف على اتجاه الاسواق· وقالت فاطمة الجابر الرئيس التنفيذي للعمليات بجموعة الجابر، إن أغلب شركات المقاولات لديها مشاريع تعمل على تنفيذها خلال العام الحالي، إلا أنها بانتظار تنفيذ أي مشاريع جديدة يمكن أن يتم تنفيذها خلال النصف الثاني من العام الحالي والعام المقبل· وأضافت أن ''استثمارات القطاع الخاص في الانشاءات، قد تشهد تباطؤا، ويمكن للحكومة ان توسع استثماراتها خصوصا في مشاريع البنية التحتية والطاقة التي تحتاجها على المدى البعيد، خصوصا مع انخفاض التكاليف''، مشيرة الى ان ذلك سيوفر فرصة افضل لقطاع المقاولات· وقال عبدالمجيد إسماعيل الفهيم، رئيس مجلس إدارة شركة لؤلؤة دبي، ان المضاربات في العقارات انتهت حاليا بعد ان تعرض المضاربون لضربات وخسائر نتيجة الاوضاع الراهنة بالسوق''، مشيرا الى أنه على المطورين التركيز على المشاريع المستدامة من خلال استهداف المستخدمين النهائيين للعقارات· غير أن الفهيم شدد على أنه بالرغم من الأوضاع التي يمر بها السوق، فإن ''الدولة تملك مقومات مهمة تعيد السوق الى اوضاع طبيعية في ظل استمرار النمو الاقتصادي رغم تراجعه مقارنة بالسنوات الماضية، اضافة الى طبيعة شرائح سكان الدولة الذين يشكل المقيمون منهم نحو 80%، وهم بحاجة الى وحدات سكنية، مشيرا إلى أن المستثمرين ينتظرون أي تطورات في الربع الاول من العام الحالي للتعرف على اتجاه سوق العقارات· وكان مؤتمر العالم العربي للانشاءات الذي نظمته مجلة ''ميد'' الاقتصادية، ركز على الظروف الحالية لقطاع الإنشاءات في المنطقة، بحضور أكثر من 169 شركة من 25 دولة، ويشارك في الحدث الذي يستمر حتى يوم غد عدد من أبرز خبراء الإنشاءات، بما في ذلك ممثلي شركات التطوير العقاري، وشركات الإنشاءات، والمستثمرين، والمسؤولين الحكوميين، والهيئات التنظيمية، والمهندسين المعماريين، والمصممين، والاستشاريين· وأشار استطلاع أجرته ''ميد'' في المؤتمر إلى أن 25% من الذين شاركوا في الاستطلاع أكدوا أن البيروقراطية و تغيير الخطط بواسطة العملاء تعد أكبر المشكلات التي تواجههم· وتوقع غالبية الذين شملهم الاستطلاع تحقيق أرباح للشركات العام الحالي تصل الى 10%، في حين توقع قلة المشاركين حدوث انخفاض في الأرباح بنسبة تتراوح بين 10 و 20%· وقال 45% إن شركاتهم قامت بتغيير بعض سياسات و ممارسات أساسية لتتكيف مع الأزمة، في حين قال الباقون إن سياسات مؤسساتهم كما هي لم تتغير· وأشار رئيس الفعاليات في مؤسسة ''ميد ادموند سوليفان'' إلى أن الإنفاق على مشروعات الطاقة في دول مجلس التعاون الخليجي بلغ 65 مليار دولار عام 2008 ومن المتوقع ان يرتفع الى 70 مليار دولار رغم الازمة المالية، مشيرا الى وجود طلب كبير على الغاز حتى في حالة انخفاض الطلب على البترول· وعلى صعيد متصل، أكد عبدالمجيد الفهيم أن العمل في مشروع ''لؤلؤة دبي'' الذي تبلغ استثماراته نحو 15 مليار درهم يسير وفقا للجدول الزمني المحدد، مشيرا إلى أنه سيتم الانتهاء من عمليات البنية التحتية العام الحالي قبل ان تبدأ عمليات الانشاءات· واضاف انه تم بيع نحو 30% من المشروع، مشيرا الى ان مشتري الوحدات العقارية بالمشروع هم من المستخدمين النهائيين وليس المضاربين· من جانبها، اشارت فاطمة الجابر الى أن الشركة فازت مؤخرا بعقد قيمته 3,7 مليار درهم لتنفيذ مشروعات البنية التحتية في مدينة مصدر· واضافت الجابر ان أهم التحديات التي تواجه شركات الإنشاءات حاليا تتمثل في ضبط النفقات والتكاليف و الحصول على مشاريع جديدة· وشددت على ان مجموعة الجابر لم تنفذ حتى الآن عمليات تسريح للموظفين العاملين بالشركات التابعة لها، مشيرة الى ان المجموعة تشمل شركات تعمل في مجالات متعددة، وبالتالي ففي حال تأثر قطاع معين سيكون من الممكن اجراء عمليات نقل داخلية لبعض العاملين من شركات الى اخرى· واضافت ان النشاط في قطاع المقاولات يعتمد على القطاعات الاخرى المرتبطة به، حيث يلعب المطورون العقاريون دورا مهما في نشاط المقاولات، فيما تلعب السيولة المالية وعمليات الاقراض من القطاع المصرفي دورا حيويا في تنشيط المطورين وتشجيعهم على اطلاق مشاريع جديدة· واشارت فاطمة الجابر الى ان حدوث عمليات تسريح لدى شركات المقاولات، يرتبط بحجم النشاط الانشائي الذي تحتاجه هذه الشركات، وبالتالي فمن الطبيعي ان تتم الاستعانة بالعمالة في حالات النشاط الانشائي، فيما لن تكون هناك حاجة للكثير منهم في حال تراجع هذا النشاط· على صعيد متصل، قال العضو المنتدب لشركة بروج العقارية عادل الزرعوني ان الفترة المقبلة ستشهد توجها كبيرا من شركات التطوير العقاري لإطلاق مشروعات تستهدف متوسطي الدخل، كما أكد ضرورة تخلي المضاربين عن الممارسات الخاطئة السابقة مثل الانسياق وراء المضاربات ورفع الاسعار بشكل غير كبير· ودعا الزرعوني ايضا الى اصدار التشريعات اللازمة للتعامل مع الوضع الذي خلفته الأزمة العالمية خاصة التي تضمن للمشترين حقوقهم في حالة تأخر أو إلغاء مشروعات عقارية معينة· واشار إلى أن شهر مايو المقبل سيشهد اطلاق مشروع خاص بالشركة في جزيرة الريم بأبوظبي، وذلك ضمن مجموعة من المشاريع التي ستطلق في العام الحالي، مؤكدا التزام شركة ''بروج'' بتسليم مشاريعها في الاوقات المحددة لها· وأضاف أنه سيتم تسليم مشروع ابراج بروج فيوز الذي تبلغ تكلفته 500 مليون درهم في ديسمبر المقبل، كما سيتم تسليم مشروع مجمع الفلل في القرم قبل موعده المحدد في منتصف العام المقبل وتبلغ تكلفته 430 مليون درهم، مشيرا الى انه سيتم الاعلان عن مشروعات جديدة خلال العام الحالي من بينها مشروع ضخم في جزيرة الريم في شهر مايو المقبل· وأكد الزرعوني ان الامارات تعتبر أقل الاسواق تأثرا بالأزمة المالية العالمية وانه من المتوقع ان تشهد تحسنا سريعا في الفترة القادمة نتيجة الكثير من العوامل المرتبطة بالاقتصاد والنمو المستثمر وسلامة الاجراءات الحكومية الهادفة الى تنشيط القطاعات الاقتصادية·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©