الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

من دفاتر الخادمات الزوجـــة الدلوعـــة

من دفاتر الخادمات الزوجـــة الدلوعـــة
3 فبراير 2008 00:18
شعرت بالندم بعد أن ضيعت على نفسي بيتا جيدا كنت أعمل فيه· سنة كاملة وأنا بلا مسؤوليات كبيرة ولا واجبات شاقة· كنت مرتاحة لأبعد الحدود مع تلك الأسرة الصغيرة، رجل وامرأة متزوجان حديثا· ماذا أقول؟ إنه الشيطان الذي لعب بعقلي ففعلت ما فعلت، وكانت النتيجة في غير صالحي· هو موظف وهي موظفة· هو إنسان طيب خجول متفان في عمله وفي بيته· وهي دلوعة لا تريد الاعتماد على نفسها في أي شيء· لا أدري كيف تحملت مسؤولية الدراسة والوظيفة، لأنها في المنزل لا تفعل أي شيء، كأنها دمية محنطة، لا يتحرك سوى لسانها، حتى صوتها فإنه ضعيف كأنه يخرج من تحت إبطها وليس من فمها· لا تريد أن تبذل جهدا لترفع صوتها ولو قليلا كي أفهم ما تريد· البيت عبارة عن شقة في بناية، وهو لا يتطلب عناءً كبيرا في التنظيف، وقد تعودت أن أنهي كل عملي في وقت قصير ثم أجلس في المطبخ وأراقب كل تحركات الزوجين وهمساتهما عند عودتهما من العمل· اكتشفت مع الأيام أن هذا الزوج المسكين يعيش كارثة حقيقية لأن زوجته إنسانة تحب الاتكال عليه في كل صغيرة وكبيرة في حياتها· تصوروا أنها عندما تعود من العمل لا تنزع عباءتها ولا تغير ثيابها وإنما تجلس بانتظار زوجها حتى يعود فتحدثه بصوتها الممطوط عن مشاكلها الرتيبة في العمل ثم تطلب منه مساعدتها في نزع عباءتها وتعليقها ثم تمد له يدها ليسحبها من كرسيها ويأخذها إلى الغرفة ليساعدها في تبديل ملابسها ويعيدها إلى الصالة حيث أكون قد جهزت الطعام فيجلسها لتناول الطعام، فيبدأ بصبه لها وإخراج أشواك السمك أو عظام الدجاج ويقطعه إلى قطع صغيرة لتستطيع أن تبلعها· فتبقى تلوك الطعام ببطء شديد· إذا رغبت في التسوق تجره خلفها، وإذا ذهبت إلى الخياط تأخذه معها، وإذا دخلت صالون الحلاقة النسائي تجعله ينتظرها عند الباب حتى تنتهي· أما احتياجات المنزل فهي تجلس في السيارة وهو ينزل لشراء الحاجيات لأنها لا تحب أن تجهد نفسها في أي شيء· في الحقيقة بدأت أكرهها بشدة خصوصا عندما بدأت تشعر ببوادر الحمل· يا إلهي·· لقد جعلته يعيش أحاسيسها كلها لحظة بلحظة حتى بات يشعر بنفس الآلام والأعراض التي تشعر هي بها· تتوحم في كل دقيقة على شيء وهو أيضا يشعر بالوحام فيأمرني بإعداد أشياء غريبة لم يكن يتناولها من قبل·الغريب هو انه كان مستمتعا ولا يشتكي ولا يتذمر من كل ما تقوم به زوجته· يفعل كل ما تريد بمنتهى السعادة وبلا أي تردد، وهو يعطيها المال والهدايا ولا يعترض أبدا عندما تضع راتبها كله في حسابات التوفير ولا تشاركه بالإنفاق أبدا· حتى أنها تأخذ كل مصاريفها منه وهو راض وسعيد· كنت أشتكي هذا الكره الذي بداخلي نحو هذه المرأة لإحدى الصديقات من بلدي، وكانت تحذرني من أن تظهر أي علامات تدل على ما أكنه من حقد على مخدومتي· ولكنها نصحتني بأن أستغل الفرصة المناسبة للاستيلاء على قلب هذا الزوج ما دام بهذا اللطف وهذا الكرم، وبالفعل وجدت في داخلي شعورا بالارتياح لهذه الفكرة، وبدأت أحاول لفت انتباهه· في البداية تملكني الخوف وعدم الجرأة لكن صديقتي شجعتني خصوصا وان سيدتي في الأشهر الأولى من الحمل، وقد أصبحت عصبية ومتألمة طوال الوقت، وصارت تعامل زوجها بتوتر شديد، لذلك قررت أن أجرب حظي في هذه الفترة من الجفاء بين الزوجين· صرت أحرص على ارتداء الثياب الضيقة، والاهتمام به، وتنفيذ كل طلباته بأسرع من البرق مع شيء من الدلع والتكسر في المشي· وبعد فترة وجيزه لاحظت أنه ينظر إليَّ ويراني وكأنه لم يكن يراني من قبل، ثم تطور الأمر إلى حديث حميم بيني وبينه اذ سمعته يشتكي من زوجته، لأول مرة أسمعه يشتكي منها وكم سعدت لهذا الأمر· ارتحت كثيرا لهذه النتيجة التي توصلت إليها، وصرت أنتهز فرصة نوم السيدة الطويل في الليل والنهار، فأفتح معه حديثاً حول موضوعات مختلفة، ثم صرت أستدرجه للمطبخ وأحاول أن أصطدم به بحركات لا إرادية، لكن تمثيليتي - للأسف - لم تكتمل، إذ جاءت زوجته فوجدتنا في حالة ضحك وانسجام، فقلبت الدنيا على رأس زوجها· لا أدري من أين خرج صوتها هذه المرة ، لم أسمعها تتحدث يوما بهذا الصوت المخيف· انقلبت الأمور بسرعة عجيبة فعاد الرجل الى زوجته يقبل يديها ورجليها كي تعفو عنه وتسامحه، مع أنه لم يفعل أي شيء سوى الكلام· كانت النتيجة أنني رجعت إلى المكتب لأنني رفضت التسفير، وتوسلت إلى سيدي أن يمنحني فرصة للعمل لدى أسرة ثانية، لأنني بحاجة إلى المال الذي أنفقه على أسرتي، أمي وزوجي وابني وابنتي· لا تستغربوا من ذكر كلمة زوجي، نعم أنا متزوجة ولكن مجتمعنا منفتح قليلا ولا يحمل عقد مجتمعكم، فاعذروني·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©