الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حصن الفتوى

حصن الفتوى
14 يوليو 2018 21:07
شهدت الفترة الماضية حالة من العشوائية في الفتاوى والاجتهادات التي لا تستند إلى علم أو معرفة صحيحة، وأصبح المسلمون يعانون حالة من التوهان والتخبط والحيرة بسبب تضارب الفتاوى.. الغريب أن كل شخص أصبح يرى أنه قادر على الفتوى وخاصة غير المؤهلين لذلك.. فيهرف بما لا يعرف، ويتحدث فيما لا يفقه وهم- للأسف- كُثر. أما العلماء، فقهاً، ولغة، فلا ينجرون وراء فتاوى تدغدغ المشاعر أو تأخذ منحى الإثارة، ولا يأخذون بأقوال وآراء أفراد يلزمون بها جماعة المسلمين. لعلنا نعي ما يحدث حولنا من خلاف واختلاف بسبب فتوى فلكل مجتمع ظروفه.. وقد تصلح فتوى لقوم دون قوم، أو لزمان غير الزمان. قد تكون ضليعاً في علم من العلوم ومبرزاً فيها وليس معنى ذلك أن تتصدى للفتوى باعتباره أمراً مستباحاً. لقد عانت الأمة العربية والإسلامية من متشدد يسعى إلى دليل على ما يقوم به وآخر متساهل يجد مبرراً لتساهله.. وكان واجباً وضع حد لهذه الفوضى. ومن حسن الطالع أن تكون مبادرة الدولة الأخيرة إضافة مهمة إلى رصيدها من الإنجازات، وهي إنشاء مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي ليجمع الناس على رؤية موحدة ويمنع تضارب الفتاوى والتصدي للفتوى فيما يستحدث من أمور وخاصة أن الإمارات دولة تتسم بالتطور والمستجدات التي تتطلب رأياً شرعياً في كل أمور حياتنا.. وحسناً فعلت دولتنا الفتية بطرح هذه المبادرة. ولو لاحظنا أعضاء المجلس وعلى رأسه معالي الشيخ عبدالله بن بيه.. نجد التنوع في الأعضاء من أصحاب الهمة والعلم والتواضع.. فالفتوى عندما تصدر بإجماع ومن خلال هذا التنوع الموجود في الأعضاء، وهم علماء أجلاء في مجالاتهم يكون للفتوى صدى ورصانة من حيث البحث والتمحيص. ونتوقع أن يكون للمجلس دور عظيم يجمع الأمة ولا يفرقها ويحفظها من التشرذم فإن اتفقنا على فتوى اتفقنا في كثير من الأمور الأخرى. ويأتي هذا المجلس كلبنة جديدة تضاف إلى البناء ويخدم الأمة الإسلامية والعربية أخذاً في الاعتبار التنوع الثقافي والإنساني الموجود في الدولة فيصبح هؤلاء ناقلين للمعلومة الصحيحة من المسلمين.. أما غير المسلمين فيكتشفون سماحة هذا الدين وعمقه الإنساني وروحه السمحة فينقلون إلى أقوامهم من هم المسلمون. ويكون هؤلاء مدافعين عن عظمة هذا الدين، وأنه دين سلام ومحبة وتعايش بين بني آدم.. وهو ما نراه على أرض الواقع فعلاً وكأن قدر الإمارات أن تكون في صدر الأمة تنافح وتكافح من أجل إظهار نصاعة بياض هذا الدين وإزاحة الغبار الذي أهاله المتشددون والمتطرفون وسافكو الدماء والمتربصون. هنيئا لأبناء الإمارات أن يكونوا في صدارة المدافعين عن الشرع الحنيف والصدع بكلمة الحق والعدل والمساواة والسلام لكل خلق الله. محمد سليم - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©