الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

ساحة ركوب الخيل.. مدرسة الفرسان الصغــــــار في «زايد التراثي»

ساحة ركوب الخيل.. مدرسة الفرسان الصغــــــار في «زايد التراثي»
4 يناير 2017 17:45
أشرف جمعة (أبوظبي) الفروسية رياضة عربية أصيلة بها عُرف العرب قديماً وتحدثوا عن مآثرها في مجالسهم وصاغوها شعراً في حياتهم العامة، هي مصنع الفرسان، تعلِّم الصبر وتحثّ على الذكاء وترتبط بالشجاعة والقوة. في مهرجان الشيخ زايد التراثي بمنطقة الوثبة في أبوظبي ازدهرت ساحة ركوب الخيل، حيث تحلق حولها الجمهور وحرص الكثير من الأسر على أن يقضي أبناؤها نزهة مع الخيل العربية الأصيلة، فضلاً عن أن العديد من زوار المهرجان كباراً وصغاراً توجهوا نحو ساحة ركوب الخيل من أجل تعلم بعض الأساسيات أو من أجل ممارسة هذه الرياضة العظيمة التي يبلغ الاهتمام بها في دولة الإمارات ذروته حيث تكثر ميادين سباق الخيل وتتعدد مسابقات القدرة من أجل الحفاظ على رياضة أصيلة وتراث يفخر به العرب، لذا المهرجان اتجه إلى الاحتفاء بالخيول والتشجيع على هذه الرياضة التي هي جزء أصيل من الموروث. الحصان العربي في تجربة تعبر عن محبة الخيل العربية الأصيلة والمساهمة في تعليم أفراد المجتمع قواعد الفروسية، شاركت مدربة الخيول جميلة العامري في مهرجان الشيخ زايد التراثي بالإشراف على ساحة ركوب الخيل، حيث تقول العامري صاحبة نادي ربدان للفروسية الذي يعد أحد المشروعات الحاصلة على دعم صندوق خليفة لتطوير المشاريع: المهرجان يمثل القيمة الحقيقية للموروث الشعبي الأصيل وفي ساحة ركوب الخيل حرصت على وجود 5 خيول عربية لكي يستخدمها الجمهور خصوصاً أن الحصان العربي يمتاز بالجمال الفائق الذي يميزه عن بقية الخيول في العالم، فمن الصفات الجميلة في الحصان العربي أنه يمتاز بوجه صغير جميل وعينين واسعتين وأذنين صغيرتين وتقعر خفيف في الوجه مما يضفي عليه نوعاً من الجمال الوحشي في بعض الأحيان، كذلك يتميز الحصان العربي بكبر حجم الصدر الذي إن دل على شيء فإنما يدل على كبر حجم رئة الحصان ما يؤهله للقيام بالأعمال الشاقة وتفرده في سباقات الخيل للمسافات الطويلة «الماراثون». كما يتميز أيضاً الحصان العربي بوجود تقعر خفيف في منطقة الظهر والتي تعد من محاسنه. أيضاً تتميز أرجل الحصان العربي بالقوة والمتانة وهي التي تؤهله للقيام بأعمال مختلفة منها خوض الكثير من السباقات بقوة. طابع تراثي رغم سنوات عمرها التي لم تتجاوز 11 عاماً، أصرت الطفلة فاطمة سرور على امتطاء صهوة أحد الخيول في ساحة الخيول بمهرجان الشيخ زايد التراثي، ومن ثم السير بالفرس بين دروب السياج الخشبي بكل شجاعة. وتبين فاطمة أنها تحب الخيل وأنها جاءت بصحبة عائلتها للاستمتاع بالمهرجان الذي يأخذ طابعاً تراثياً خالصاً وأن جميع فعالياته تناسب الكبار والصغار، موضحة أنها لاحظت أن الكثير من الأمهات يتحلقن حول ساحة ركوب الخيل في المهرجان وهو ما جعلها تقترب منها أيضاً لترى أن الكثير من الصبية والفتيات يمتطون صهوات الخيول ويسيرون في الساحة بكل أريحية وهو ما جعلها تتحفز وتطلب من أسرتها خوض التجربة. أصغر فارس الطفل زايد أحمد المعينة صاحب السنوات الأربع، تقدم نحو ساحة ركوب الخيل من أجل خوض هذه التجربة وهو في حالة من السعادة البالغة، إذ جاء بصحبة أسرته وطلب أن يأخذه في ركوب أحد الخيول، ويذكر المعينة أنه أُعجب كثيراً بمنظر الخيول العربية الأصيلة التي رآها تجوب الساحة، وهي محاطة بسياج خشبي فضلاً عن أن الكثير من الأطفال والكبار يمتطون صهوات الخيل في هدوء ومن حولهم المدربون المختصون بتعليم الزوار فنون الفروسية، ويلفت إلى أنه تقدم من أحد الخيول وصعد على ظهره، وهو ينظر صوب والده، وحين بدأ الفرس في السير ظل ينظر أمامه وهو في حالة غامرة من السعادة، متمنياً خوض هذه التجربة مرة أخرى. تجربة ممتعة وترى ميثاء خالد الهاشمي (7 سنوات)، أنها شعرت برغبة عارمة في الاقتراب من ساحة ركوب الخيل في مهرجان الشيخ زايد التراثي، حيث رأت الكثير من الأطفال ينتظرون دورهم لدخول حلبة الخيل، لافتة إلى أنها ظلت تراقب الموقف عن كثب وظلت ما يقرب من نصف ساعة تشاهد الخيل وعلى ظهرها الأطفال فقررت في النهاية أن تكون مثلهم وهو ما دفعها إلى أن تطلب من والدتها الدخول إلى الساحة ومن ثم ركوب أحد الخيول، وتذكر أنها في البداية شعرت بالخوف لكنها طردت ذلك عن نفسها وتقدمت نحو الخيل، إذ ساعدها مدرب الخيول على الصعود بعد أن ارتدت الخوذة ومن ثم استقرت فوق الفرس ومضت به وهي سعيدة بهذه التجربة الممتعة. صورة للذكرى ولا يُخفي عمر الهاشمي (13 عاماً) أنه أحب زيارة مهرجان الشيخ زايد التراثي وهو ما جعله يطلب دائماً من أسرته أن يمنحوه فرصة الذهاب معهم. ويشير إلى أنه أُعجب كثيراً بساحة ركوب الخيل التي زارها أكثر من مرة وخاض تجربة ركوب الخيول، ويبين أنه في هذه المرة وعندما صعد على ظهر أحد الخيول طلب من والده أن يصوره بكاميرا الهاتف المحمول حتى تظل هذه الصورة في ألبوم ذكرياته، ويوضح أنه عندما رأى هذه الصور شعر بالفرحة خصوصاً أن والده أيضاً اختار له عدة زوايا وفي اتجاهات مختلفة، ويرى أن المهرجان جاذب جداً وأنه أفضل وجهة لأي شخص. شيم الشجاعة يجزم سعيد خالد المري، أن مهرجان زايد التراثي أسعد الكبار والصغار وقدم وجبات تراثية أسعدت الجميع في ظل الحفاوة بالموروث الشعبي في الإمارات، ويشير إلى أنه دائم التردد مع أبنائه على المهرجان خصوصاً ساحة ركوب الخيل المهمة جداً، إذ تلبي رغبات الصغار والكبار وإن كان الأطفال يجدون فيها المغامرة، ويؤكد أنه وأولاده الثلاثة يحبون الذهاب إليها من أجل ركوب الخيل ومن ثم أخذ جولة داخل السياج الخشبي خصوصاً أن الخيول العربية الأصيلة لها طابع خاص وذات منظر بهيج، حيث إنها تعبر عن الشموخ والقوة، موضحاً أنه يهدف من تعليم أبنائه أساسيات الفروسية إلى أن يتربوا على الشجاعة وأن يكون لهم اهتمام بتراثهم العريق وأنه يقدر هذه التجربة التي يخوضها أبناؤه في كل مرة يتسنى لهم فيها حضور المهرجان. حنين إلى الخيل ولا يشعر علي المرزوقي (10 سنوات) بالرهبة من ركوب الخيل نظراً إلى أنه من رواد ملتقى السمالية التابع لنادي تراث الإمارات والذي تشرف عليه إدارة الأنشطة في النادي، لافتاً إلى أنه تعلم بعض فنون الفروسية في جزيرة السمالية وأنه عندما جاء إلى مهرجان الشيخ زايد التراثي شعر بحنين إلى الخيل وبعد أن حصل على تذكرة تقدم وصعد إلى صهوة أحد الخيول بكل شجاعة أُعجب به أحد المدربين وتركه يسير بالفرس وهو بجانبه حتى أتمّ جولته. ويشير المرزوقي إلى أنه عاش لحظات خاصة في ساحة ركوب الخيل، حيث يتجمع الكثير من الصغار والكبار لكنه وجد أن الأطفال أكثر شغفاً بالخيل وهو ما شجعه على خوض هذه التجربة. تعليمات المدرب وفور وصول أسرة ماجد المعمري (12 عاماً)، إلى ساحة ركوب الخيل في مهرجان الشيخ زايد التراثي شعر بأنه ينجذب إلى الخيول وظل يشاهدها من بعيد ومن ثم طلب من والده أن يمكث عندها قليلاً فاستجاب له، ويبين أنه وجد زحاماً في هذه الساحة من العائلات التي حرصت على أن يأخذ أولادها أدوارهم في ركوب الخيل وهو ما شجعه في البداية على طلب تذكرة ومن ثم الدخول إلى الساحة لكنه كان يشعر في داخله بالخوف، إذ لم يركب من قبل فرساً في حياته ورغم هذه الهواجس يذكر أنه قرر أن يتقدم ويخوض التجربة وبالفعل جاء دوره واستطاع التعامل مع الفرس الذي يركبه بمهارة، مؤكداً أن استمع جيداً لتعليمات المدرب ونفذها وهو ما جعل جولته لها طعم آخر في نفسه، ويشير إلى أنه في كل مرة يزور فيها مهرجان الشيخ زايد التراثي يشعر بالسعادة. تنوُّع تراثي تتمنى سارة غوشة (8 سنوات)، أن تكون فارسة في المستقبل خصوصاً أن والدتها تحاول تنمية حب الخيل في نفسها، وتشير إلى أنها ظلت منتظرة خارج ساحة ركوب الخيل ما يقرب من عشرين دقيقة حتى جاء دورها فارتدت الخوذة وامتطت ظهر أحد الخيول وأطاعت في الوقت نفسه المدرب الذي شجعها على أن لا تخاف أو تتهيب المشي بالفرس داخل الإطار الخشبي في ساحة ركوب الخيل، وتذكر أنها ستواصل تعلم أساسيات الفروسية خصوصاً أن هذه الرياضة مغرية للأطفال الذين يحبون خوض مثل هذه التجارب الجديدة، وترى أن المهرجان قدم تنوعاً وتشكيلة تراثية نادرة وجعلها تتعرف إلى ماضي الأجداد. تجربة ثرية للناشئة تبين مدربة الخيول جميلة العامري أن الكثير من الأسر حرصت على الحضور إلى ساحة ركوب الخيل من أجل أن تعلم أبناءها مبادئ الفروسية، لافتة إلى أنه في الفترة الصباحية يأتي الكثير من طلاب المدارس إلى ساحة ركوب الخيل من البنين والبنات من أجل الاستمتاع بركوب الخيل حيث يوجد مع كل متدرب مدرب من أجل المساعدة في ركوب الخيل والسير به، فضلاً عن إزالة الرهبة من نفوس الصغار، مؤكدة أن ساحة ركوب الخيل في مهرجان الشيخ زايد التراثي تمنح الجميع فرصاً جوهرية لتعلم فنون الفروسية، والتعرف إلى خصائص الفرس العربي الأصيل. وترى أن المضمار الكبير الذي يتعلم فيه زوار المهرجان الكثير من مبادئ الفروسية يمثل تجربة ثرية للناشئة، خاصة فهي تربط الجيل الجديد بالتراث وتؤهل الفرسان الصغار لكي يتعلموا ركوب الخيل ومن ثم يكون لديهم القدرة في المستقبل على خوض السباقات، مشيرة إلى أن مشاهدة الخيول العربية الأصيلة في ساحة ركوب الخيل يبهج الزوار نظراً لما تنطوي عليه هذه الخيول من جمال وقوة. عناصر الأمان تشير مشرفة مدربة الخيول اليازية الرميثي، إلى أن الإقبال الأكثر على ساحة ركوب الخيل في مهرجان الشيخ زايد التراثي من فئة الأطفال الذين يستمتعون كثيراً بالجولة داخل مضمار الخيول، خصوصاً وأن كل عناصر الأمان متوافرة فضلاً عن رغبة الكثير من الآباء والأمهات في أن يتعلم أطفالهم مبادئ الفروسية وأن تحدث بينهم وبين الخيول علاقة حميمية لإزالة الرهبة والخوف وهو ما يجعلهم يفكرون في المستقبل إلحاق أطفالهم بمراكز لتدريب الخيول. وتلفت إلى أن الاقتراب من الفرس العربي الأصيل يجعل المرء سعيداً وساحة ركوب الخيل بسياجها الخشبي تمثل عودة للتراث وتعطي لمحة عن أهمية الفرس في الثقافة العربية والموروث الشعبي الأصيل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©