الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

جائزة زايد لطاقة المستقبل تدعم جهود الابتكار عالمياً

جائزة زايد لطاقة المستقبل تدعم جهود الابتكار عالمياً
15 يناير 2015 21:25
أبوظبي (الاتحاد)أكد مرشحون للفوز بجائزة زايد لطاقة المستقبل عن فئة المدارس الثانوية العالمية، أن الجائزة توفر منصة مثالية للطلاب والطالبات لمواصلة الجهود الرائدة في الابتكار، وتثقيف الطلاب وتوعيتهم بقضايا الطاقة المتجددة. وقال هؤلاء لـ «الاتحاد»: إن الجائزة تسهم في تطوير التقنيات الصديقة للبيئة بالعالم، وتسليط الضوء على التقنيات المستدامة والأفكار المبتكرة بقطاع الطاقة النظيفة، فضلا عن مساعدة المدارس لتنفيذ حلول الطاقة المتجددة، مشيرين إلى أهمية الجائزة في دعم جهود خفض استهلاك الطاقة والمياه. وتضم قائمة المرشحين النهائيين لعام 2015 في فئة المدارس الثانوية العالمية 14 مؤسسة تعليمية، منها 3 من قارة أفريقيا هي مدرسة أبارسو للعلوم والتكنولوجيا، ومدرسة ألاينس الثانوية للبنات، ومدرسة واترفورد كامهلابا. وقال جوناثان ستار، مدير ومؤسس مدرسة أبارسو للعلوم والتكنولوجيا بالصومال: «يعمل في مدرسة أبارسو عدد من المدرسين الطموحين والمؤهلين تأهيلاً عالياً من حول العالم، وقد يمضي بعض هؤلاء المدرسين سنوات قليلة فقط عندنا، لكنهم مع ذلك يدعمون نشاطاتنا بعد أن يتابعوا مسيرتهم المهنية خارج مدرستنا. كما يتابع مدرّسان سابقان تحصيلهما العلمي حالياً في معهد مصدر، ولم يتوقفا عن دعم مشاريع المدرسة. وهما اللذان لفتا انتباهنا إلى فرصة المشاركة في جائزة زايد لطاقة المستقبل». وأضاف: «لقد كان تنفيذ مشاريع مستدامة في المياه وإدارة النفايات والطاقة طموحاً رئيسياً بالنسبة إلينا نظراً إلى دورها الفعال في تحقيق أقصى استفادة من مصادرنا. وساهم التمويل الذي حصلنا عليه في دورة العام الماضي من الجائزة في تشجيعنا على تحقيق أهدافنا. كما أن فرصة الفوز بالجائزة هذا العام ستساعدنا على الوصول إلى نسبة استدامة كاملة في الطاقة والمياه». ومدرسة أبارسو للعلوم والتكنولوجيا هي مدرسة داخلية في الصومال. يقوم المتطوعون في المدرسة بتدريس 185 طالباً وطالبة منهاجاً دراسياً يركز على الرياضيات باللغة الإنجليزية. وتملك المدرسة حالياً توربين رياح بطاقة إنتاجية تبلغ 20 كيلوواط ومولدَين يعملان بوقود الديزل مع أجهزة تحكم لشبكة الكهرباء المصغرة. الحفاظ على المياه ويأتي مشروع المدرسة هذا العام في إطار توسعة جهودها في قطاع الطاقة المتجددة والحفاظ على المياه. وتهدف المدرسة إلى خفض مشترياتها من وقود الديزل والمياه بنسبة 75– 100% بحلول العام 2016. كما سيساهم نظام الألواح الكهروضوئية الشمسية ووحدات الشحن بالطاقة الشمسية بطاقة إنتاجية تبلغ 3.3 واط بخفض استهلاك الديزل اللازم لتشغيل شبكة الكهرباء المصغرة. وسيوفر جهاز «هاضم الغاز الحيوي» اللاهوائي غازاً حيوياً يستخدم للطهي ويمكن استعماله بدلاً من الفحم وللاستفادة من نفايات المدرسة والقرية. كما ستقوم المدرسة بتوسعة وحدات تخزين مياه الأمطار أيضاً. وأضاف ستار: «ستتمكن المدرسة من تحقيق استقلالية كاملة في مصادر الطاقة والمياه في حال فوزها بجائزة زايد لطاقة المستقبل هذا العام، وذلك بالرغم من وجودها في منطقة ذات مناخ جاف وعدم توفر أي شبكة كهرباء. وستكون المدرسة كذلك قادرة على تسخين المياه عبر الطاقة الشمسية والاستفادة من النفايات في إنتاج غاز يستخدم للطهي، ما يساهم في الاستغناء عن الفحم. ولا شك أن هناك فرقاً واضحاً بين العيش في بيئة مستدامة وتلك البيئة التي يعيش فيها سكان الصومال حالياً. وإن المشاركة في تحسين الأوضاع والظروف البيئية سيوفر تعليماً هاماً لجميع طلبة مدرسة أبارسو». وأضاف «بالرغم من التقدم الذي تحرزه المدرسة في تحقيق الاستدامة من خلال جائزة زايد لطاقة المستقبل، ما زالت هناك بعض الخطوات التي يجب أن يتخذها طلبتنا عقب الفوز بالجائزة. فمثلاً سيتم تكليفهم بمشروع يهدف إلى الاستفادة من كمية النفايات الكبيرة التي تصدر عن المدرسة. ويتضمن هذا المشروع تدوير المعادن والبلاستيك، كما يتعين على الطلبة حل مشكلة نشر مبادئ الاستدامة وكفاءة الطاقة في المدرسة بين القرى المحيطة. إننا نتوقع من طلبتنا أن يبذلوا أقصى ما بوسعهم لتحقيق التقدم لبلدهم، والاستدامة هي جزء هام وحيوي من تلك الجهود». أفكار مبتكرة من جانبها، قالت دوروثي كامويل مديرة مدرسة ألاينس الثانوية للبنات «تتزايد المشاكل المتعلقة بالمياه نظراً إلى فصول الجفاف الطويلة ونقصان مخزون المياه. وعلى الرغم من توفر بئرين لدينا، إلا أنهما يجفان بسبب مناخ المنطقة الحار. لذا بدأنا بتوعية الطالبات حول أهمية الاستخدام الواعي والحذر لمصادر المياه». وأضافت «كجزء من تقاليد مدرستنا، تقوم كل طالبة بزرع شجرة عند انضمامها إلى المدرسة. ونحن نشجع الطالبات دوماً على العناية بتلك الأشجار. وعلاوة على ما سبق، تشجع المدرسة الطالبات على تدوير كل ما يمكن تدويره. وهكذا بدأت بعض الطالبات بتطبيق أفكار مبتكرة مثل استخدام الأكياس الورقية عوضاً عن أحواض الزهور، وصنع ألعاب الأطفال من علب الكاكاو القديمة. وهكذا نواصل تشجيع هذه الثقافة البيئية لتتحمل طالباتنا مسؤولية العناية بالبيئة المحيطة بشكل كامل». وتضم مدرسة ألاينس الثانوية للبنات، المدرسة الداخلية الحكومية، 1441 طالبة، وتقع بالقرب من نيروبي في كينيا. تأسست المدرسة في العام 1948 وهي أول مؤسسة للتعليم الثانوي للبنات الأفريقيات في كينيا. ويتمحور اقتراح مشروع المدرسة حول تركيب جهاز «هاضم الغاز الحيوي» اللاهوائي يعمل بالسماد العضوي، وتركيب نظام لجمع مياه الأمطار من الأسطح. وتستخدم المدرسة حالياً حطب الوقود، الذي يخلف ظروف عمل غير صحية للموظفين ويؤدي إلى انتشار التصحر بواقع 2000 فدان من الأراضي سنوياً، فضلاً عن ارتفاع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. كما تجف آبار الماء خلال فصل الصيف الحار وذلك يؤثر على أمن المياه. ومن شأن مشروع جهاز الهضم اللاهوائي الذي يُنتج الغاز الحيوي أن يلبي احتياجات المدرسة الأساسية وأن يؤمّن مرافق صحية للموظفين لأغراض الطهي، إضافة إلى تأثيره الإيجابي على البيئة. وسيساعد الطلبة على تركيب الأنظمة وتقديم تصميمات أجهزة الهضم اللاهوائي التي سيتم تركيبها تحت الأرض. وأضافت كامويل: «ازداد عدد طالباتنا بنسبة 80% منذ عام 2005 نظراً إلى توفير التعليم الثانوي المجاني. ومنذ ذلك الحين قمنا بإضافة 12 صفاً دراسياً وعملنا على توسيع بنيتنا التحتية كاملة. ونتيجة لذلك، ارتفع استهلاكنا للمصادر، خاصة الطاقة والمياه، بشكل كبير، وهو أمر مكلف جداً وغير مستدام أيضاً». وتابعت: «كما أننا نستخدم حالياً 2000 كيلو جرام من حطب الوقود يومياً لتحضير الطعام وتسخين المياه. ويعد الحطب والفحم المصدرين الرئيسيين للوقود في البلاد، ما أدى إلى ارتفاع نسبة التصحر. وتعد المياه مصدراً نادراً في منطقتنا، خصوصاً في فصول الصيف الحارة ذات النهار الطويل والطقس الجاف. وتمضي الفتيات معظم أوقاتهن في جلب المياه من الآبار بشكل يومي، وهكذا تنعدم المياه في الآبار خلال مواسم الجفاف الطويلة. ويؤثر الوقت الذي تمضيه الفتيات في تأمين المصادر الأساسية لحياتهن سلباً على تعليمهن واشتراكهن في النشاطات الدراسية». تشجيع مبادرات خفض استهلاك الطاقة والمياه أبوظبي (الاتحاد)قال بين جرين مدير العلوم التجريبية بكلية ووترفورد كامهلابا العالمية المتحدة في جنوب أفريقيا، والمرشحة للفوز بجائزة زايد لطاقة المستقبل «إن الجائزة تلعب دوراً هاماً في دعم جهود خفض استهلاك الطاقة والمياه». وأضاف «سبق لكلية ووترفورد كامهلابا المشاركة في المنافسة على الجائزة. ومع أن الحظ لم يحالفنا في المرة السابقة إلا أن ذلك لم يثن المدرسة عن مواصلة الالتزام بخفض استهلاك الطاقة والمياه، وكذلك تثقيف الطلاب وتوعيتهم بهذه القضايا المهمة. وبوصفنا مدرسة رائدة احتفلت في عام 2013 بإكمال 50 عاماً على إنشائها، فقد ظللنا حريصين على السعي لتحقيق طموحنا المتمثل في أن نكون طليعة تعليم الاستدامة في المنطقة. ووترفورد كامهلابا مدرسة ثانوية داخلية في سوازيلاند، جنوب أفريقيا. تم تأسيس المدرسة في عام 1963 ولم يتجاوز عدد طلابها في ذلك الحين 16 طالباً أما اليوم فقد وصل عددهم إلى 600 طالب. والمشروع الذي تقترحه المدرسة هو تركيب لوحات شمسية وتوربينات تعمل بقوة الرياح في حرم المدرسة لتقليل الاعتماد على شبكة الكهرباء العامة. كذلك ستستخدم المدرسة هاضماً للغاز الحيوي لتوفير الغاز لأغراض الطبخ. وتهدف الشركة لأن تصبح خالية من الكربون خلال 10 سنوات. وإلى جانب تحقيق كفاية جزئية في الطاقة، سيستخدم المشروع أيضاً تقنيات الطاقة النظيفة كوسائل تدريس مساعدة في منهج العلوم. وسوف تقوم المدرسة بتعليم الطلاب فوائد الطاقة النظيفة لكي يستطيعوا بدورهم رفع الوعي في مجتمعهم المحلي. وأضاف جرين : بما أن تكلفة الطاقة مرتفعة نسبياً في سوازيلاند، لذا ظللنا في المدرسة نسعى دوماً للتحكم في مستوى طلبنا من الطاقة. وبما أن مدرستنا تستقبل طلاباً من مختلف أنحاء العالم فإننا نحرص على تسليط الضوء على هذه القضايا واستنباط حلول لها داخل الكلية حتى يتسنى لنا عرض النتائج على المجتمع الكبير للاستفادة منها. وأضاف «إن فوزنا بهذه الجائزة سيكون مصدر فخر عميق بالنسبة لنا. سوف نستخدم قيمة الجائزة لتطوير مجموعة من التقنيات الصديقة للبيئة في الموقع لتقليل اعتمادنا على الطاقة من مصادر خارجية، وتسليط الضوء على التقنيات المستدامة، ونقل ما تعلمناه إلى المجتمع والعالم أجمع من خلال الوسائل الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي». وقال جرين « سيشارك الطلاب في عملية تخطيط وشراء وتركيب كل التقنيات، وسوف يضطلع الطلاب بالمسؤولية الكاملة عن الإشراف على تصميم الموقع وعرض هذه المرافق. وفي إطار شراكتنا العالمية مع كليات العالم المتحدة والتي تهدف لاستخدام التعليم من أجل مستقبل مستدام». جوائز نقدية أبوظبي (الاتحاد) يتم منح جائزة زايد لطاقة المستقبل سنوياً ضمن خمس فئات، تشمل الشركات الكبيرة (جائزة تقديرية غير نقدية)، المؤسسات الصغيرة والمتوسطة (1,5 مليون دولار)، المنظمات غير الحكومية (1,5 مليون دولار)، أفضل إنجاز للأفراد (500 ألف دولار)، الجائزة العالمية للمدارس الثانوية (500 ألف دولار) موزعة على خمس مناطق جغرافية، تضم الأميركتين، وأفريقيا، وأوروبا، وآسيا، وأوقيانوسيا، حيث تحصل كل من المدارس الفائزة على جائزة نقدية، تصل قيمتها إلى 100 ألف دولار. تكريم الإنجازات في مجال الطاقة المتجددة والتنمية المستدامة أبوظبي (الاتحاد) تم تأسيس «جائزة زايد لطاقة المستقبل» عام 2008، تخليداً لرؤية الأب المؤسس المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي أرسى ركائز التنمية المستدامة وحماية البيئة باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من تاريخ وتراث دولة الإمارات العربية المتحدة. وتسعى هذه الجائزة السنوية، التي تديرها «مصدر»، إلى تكريم الإنجازات ذات الأثر الملموس، والابتكار، والرؤية بعيدة الأمد، والريادة في مجالات الطاقة المتجددة والاستدامة. وكرمت الجائزة عدداً من أكثر الرواد ابتكاراً وبصيرة في مجال الحلول البيئية العالمية. وقدم الفائزون، والمرشحون النهائيون، والمشاركون الآخرون، مبادرات بيئية متميزة، كان لها أثر إيجابي بالغٌ على البيئة في العالم. ويعمل المشاركون في الجائزة بشكل حثيث يومياً، لتوفير أفضل الحلول المبتكرة التي يمكن أن تساعد في الحفاظ على الطاقة، والحد من انبعاثات غازات الدفيئة، وزيادة إنتاج الطاقة النظيفة والمتجددة. خبر رأس صفحة تضم لجنة تحكيم جائزة زايد لطاقة المستقبل، رؤساء دول وخبراء في قطاع الطاقة وشخصيات قيادية معروفة حول العالم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©