أرجو ألا يغضب الطلاب مني، ونحن نودع العام الدراسي، معتقدين أني أريد إفساد إجازتهم الصيفية، بالحديث عن العودة لمقاعد الدراسة، وأنا أتحدث عن مدرسة من نوع آخر تعلمت منها الفن والهندسة، حين كنت صغيراً أبحث عن المعرفة والمتعة في كل مكان، فكانت مدرسة كرة القدم العربية نادي الزمالك أيام حسن شحاتة وطه بصري وفاروق جعفر، أفضل خط وسط في تاريخ الكرة العربية، وقد لا أبالغ إذا استبعدت تكراره في المستقبل.
لقد وعيت على كرة القدم، وأنا أتذوق حلاوة اللعبة الجميلة بلون وطعم ورائحة الزمالك، فقد كانت الجمل التكتيكية التي تقدمها المدرسة الزملكاوية لوحات فنية رائعة يستمتع بها كل متذوق لفن كرة القدم الرفيع، وكان «ديربي» الزمالك والأهلي يشبه «كلاسيكو» هذا الزمان، من حيث المتعة والإثارة داخل المستطيل وخارجه، وكان من الطبيعي أن يكون للمشجع الخليجي ميول مصرية للزمالك أو الأهلي، مثلما اليوم يندر أن تجد خليجياً لا يشجع ريال مدريد أو برشلونة، ولكن ذلك الزمن الجميل تغيّر في العقد الأخير، حينما سيطر الأهلي، وفقدت كرة القدم المصرية «نكهة» التنافس.
وعادت المدرسة لفتح أبوابها من جديد، في انتفاضة جديدة تصدر من خلالها «الأبيض» سلم الترتيب بانتصارات متتالية، وبفارق نقطي كبير، جعله الأقرب للفوز بلقب استعصى عليه في السنوات الأخيرة، ولعل كل محب لكرة القدم المصرية يدرك أن عودة الزمالك إلى القمة يعني عودة كرة القدم الجميلة، كما يجب أن تلعب، وكما يحق لنا أن نعشقها، وسيعود التنافس التقليدي الرائع ليملأ الدنيا بالضجيج الجميل على أنغام الجماهير، طالما أطربتنا بالأهازيج التي تمزج الحماس بالمرح الذي يقلده غالبية المشجعين العرب في كل مكان مثل: «قاعدين ليه ما تقوموا تروحوا».
![]() |
|
|
|
![]() |