الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مبادرات مجلس أبوظبي للتعليم تستهدف تدشين نظام تعليم وطني وفق معايير عالمية

مبادرات مجلس أبوظبي للتعليم تستهدف تدشين نظام تعليم وطني وفق معايير عالمية
2 يناير 2012
أكد معالي الدكتور مغير خميس الخييلي مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم أن جميع المبادرات التي يطرحها المجلس تستهدف في المقام الأول بناء شخصية الطالب المرتكزة على هويته العربية الإسلامية واعتزازه بإرثه الحضاري من جهة، وانفتاحه على العالم بمتغيراته التقنية والعلمية من جهة أخرى. وأشار معاليه إلى أن مجلس أبوظبي للتعليم سيواصل خلال الفصل الدراسي المقبل الذي ينطلق في 8 يناير الجاري تنفيذ عدد من المبادرات التعليمية والتربوية الرائدة وفي مقدمتها تطوير التعليم الثانوي الذي يمثل أحد الركائز القوية في استراتيجية تطوير التعليم في المجلس، خاصة في ضوء ما كشفته دراسات المجلس عن ارتفاع أعداد الطلبة المتسربين من التعليم الثانوي بنسبة 14% سنوياً. وأوضح الخييلي لـ"الاتحاد" أن المجلس بصدد تعزيز البرامج الخاصة برفع مستويات الطلبة في اللغة العربية والتربية الإسلامية باعتبار هاتين المادتين ركيزتين أساسيتين في تعزيز الهوية الوطنية لدى الطالب، إضافة إلى مواصلة التركيز على تطبيق طرق وأساليب تعليم متطورة في تدريس اللغة الإنجليزية والرياضيات والعلوم بما يسد الفجوة التي يعاني منها الطالب في استيعاب منظومة هذه المواد المرتبطة بالعلوم التطبيقية. وأشار معاليه إلى وجود مؤشرات إيجابية واسعة بشأن تطبيق النموذج المدرسي الجديد الذي دشنه مجلس أبوظبي للتعليم العام 2010 وواصل تنفيذه خلال العام الماضي، مؤكداً أن نتائج طلبة المجلس في امتحان الصفوف من الثالث حتى الثاني عشر في اختبارات EMSA "وهي اختبارات تم وضعها من خلال شركة بيرسون العالمية المتخصصة أظهرت تطوراً ملحوظاً في مواد الرياضيات والعلوم واللغتين العربية والإنجليزية، وإن كانت ما تزال هناك تحديات بالنسبة لمهارات الكتابة في اللغتين. وبالنسبة للطلبة المواطنين الذين يلتحقون بمؤسسات التعليم العالي مباشرة من دون دراسة البرنامج التأسيسي فقد زادت نسبتهم إلى 10% العام الماضي بعد أن كانت 3% في العام الدراسي 2007 - 2008، وذلك نتيجة نجاح جهود المجلس في إعداد الطلبة لاجتياز اختبار الـ CEPA في اللغة الإنجليزية، ويحرص المجلس على رفع هذه النسبة باستمرار وصولاً إلى قبول جميع الخريجين في مؤسسات التعليم العالي سواء داخل الدولة أو خارجها. وفيما يتعلق بالاختبار الدولي PIPS الذي تجريه جامعة درهام بالمملكة المتحدة والذي يقيس مستويات طلبة رياض الأطفال ومقارنة أدائهم بأقرانهم في الدول الأخرى، لاسيما في مادة الرياضيات أظهرت نتائجه تقارب مستوى طلبة رياض الأطفال في أبوظبي مع أقرانهم في استراليا، وفي مادة اللغة الإنجليزية كان المستوى متقارباً في جميع المهارات عدا مهارة المفردات "مرادفات الكلمة" التي أظهرت تفوقاً للأستراليين باعتبار الإنجليزية لغتهم الأم. وأوضح مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم أنه من منطلق كون الطالب هو المحور الأساسي في قياس مستوى أداء المنظومة التعليمية يعتمد المجلس على تقييمات محلية ودولية للوقوف على مدى تقدمه مقارنة بالدول الأخرى وبما يقلل من الفجوة القائمة في مستوى التعليم والخريجين قياسا بالمعايير الدولية. النموذج الجديد أكد معاليه أن ما حققه النموذج المدرسي الجديد والمطبق حالياً في مدارس إمارة أبوظبي بالصفوف من رياض الأطفال وحتى الصف الرابع الابتدائي من نجاحات يؤكد أن استراتيجية تطوير التعليم التي أطلقها المجلس تسير في طريقها الصحيح وحسب جدولها الزمني، لافتاً إلى أن ما تشهده المدارس الحكومية، خاصة في مرحلة رياض الأطفال من إقبال كبير من الطلبة للالتحاق بها بنسبة زيادة وصلت إلى 14% عن العام 2010 يؤكد قناعة أولياء الأمور والمجتمع بوجه عام بالتطور الذي شهده التعليم الحكومي. وأشار معاليه إلى أن المدارس الجديدة والتي بلغ عددها هذا العام 23 مدرسة وروضة أطفال وكذلك المدارس التي أعيد تأهيلها لتواكب النموذج المدرسي الجديد شهدت إقبالاً ملحوظاً من أولياء الأمور الأمر الذي يؤكد عودة الثقة في قطاع التعليم الحكومي نتيجة التطور الذي يشهده عاماً بعد عام وإدخال ثنائية اللغة لإعداد الطلبة من الروضة، وفي الوقت نفسه يولي المجلس جل اهتمامه باللغة العربية وتنمية مهارات الطلبة فيها من خلال إطلاق العديد من المبادرات والمشاريع الرائدة والمناهج المساعدة التي تحبب الطالب في اللغة العربية، فضلاً عن توفير البيئة المدرسية الحديثة والجاذبة للطلبة والمعلمين على حد سواء بهدف تطوير مخرجاتنا التعليمية. ومن هنا رفع المجلس الطاقة الاستيعابية في رياض الأطفال من 20 طفلاً إلى 23 طفلاً في الصف. كما زاد عدد الصفوف في كل روضة من 12 صفاً إلى 16 صفاً، وذلك بما يسمح بزيادة عدد الأطفال إلى 360 طفلاً في الروضة الواحدة بدلاً من 240 وبزيادة 120 طفلاً. ويبلغ إجمالي عدد مدارس الإمارة 268 مدرسة منها: 48 روضة أطفال و80 مدرسة حلقة أولى و46 مدرسة حلقة ثانية و35 مدرسة حلقة ثالثة إضافة إلى 59 مدرسة مشتركة بين المراحل. بيئة جاذبة أكد معاليه: أنه يتم من خلال هذا النموذج وضع منهج دراسي جديد ومتكامل واتباع وسائل تدريس حديثة بهدف الارتقاء بمستوى الطلبة لكي يصبحوا مفكرين يمتلكون مهارات الابتكار قادرين على حل المشكلات والعمل الجماعي حيث يستهدف النموذج قيادة عملية التطوير في نظامنا التعليمي، ويستكمل تطبيق النموذج حتى يشمل جميع الصفوف الدراسية في عام 2016. وتشمل بعض التغييرات المحددة التي تتم ضمن النموذج المدرسي الجديد الذي يتضمن التركيز على تطوير المناهج الدراسية واستحداث مناهج جديدة والتعلم ثنائي اللغة، حيث يهدف المنهج الدراسي الجديد إلى تطوير التعلم ثنائي اللغة لإعداد الطلبة لكي يتمكنوا من القراءة والكتابة والتحدث والفهم باللغتين العربية والإنجليزية بدرجة عالية من الإتقان، وتحسين جودة التدريس، حيث أصبح مطلوباً من جميع المعلمين امتلاك المؤهلات المهنية والالتزام بمعايير مجلس أبوظبي للتعليم لتنفيذ عملية التطوير ويتم دعم هذا الأمر من خلال تطبيق معايير على مستوى أعلى في عمليات التوظيف الجديدة ووضع برنامج تطوير مهني قوي لمساعدة المعلمين الحاليين على الوفاء بالمعايير في إطار زمني مناسب، كما يتم اتباع وسائل تعليم أكثر تفاعلاً وتنوعاً في الفصول الدراسية، حيث يتخلى المعلمون عن أسلوب "الحفظ" لدعم تطوير مهارات حل المشكلات والتفكير النقدي المستقل. كما يشتمل النموذج على تحسين البيئة المدرسية وقد أنجز المجلس خطوات واسعة في توفير منشآت ومرافق مدرسية تتوافق مع أعلى المعايير الدولية، وفق تصميمات لمدارس جديدة تسمح للطلبة باكتساب المعرفة والإدراك من خلال الاستكشاف والتجارب. الصف الالكتروني أشار الدكتور الخييلي إلى أن المجلس أطلق مشروع “الصف الإلكتروني” وهو عبارة عن مبادرة جديدة بدأ تطبيقها في 6 مدارس تمهيداً لتطبيقها على مراحل في المدارس الحكومية بإمارة أبوظبي وعددها 268 مدرسة، ويأتي ذلك في إطار جهود المجلس الرامية إلى تطبيق النموذج المدرسي الجديد. كما بدأ المجلس خطوات إنشاء مراكز لمصادر التعلم الرقمية بكل مدرسة من أجل دعم الاستخدام الفعال لأدوات ووسائل التعلم الرقمي في القرن الحادي والعشرين، إضافة إلى المناهج الإلكترونية باللغتين العربية والإنجليزية، وسيتم تزويد الطلبة بأجهزة إلكترونية تفاعلية يمكنهم استخدامها سواء داخل الصفوف الدراسية أو في المنزل. وقد وقع الاختيار على 6 مدارس للمشاركة في المرحلة التجريبية للمشروع بواقع مدرستين في كل من أبوظبي والعين والمنطقة الغربية. نقلة نوعية توقع الخييلي أن تسهم مبادرة التعلم الإلكتروني في تعزيز الجوانب الرئيسية للعملية التعليمية في المدارس الحكومية بالإمارة، ومن بينها المحتوى العلمي (معايير المناهج والأهداف التعليمية والأساليب التربوية ووسائل وأساليب التدريس والتقييم وغيرها)، وأدوات التعلم الرقمية (الأجهزة والبرامج الإلكترونية وتنظيم الصفوف الدراسية) وتأهيل المعلمين (التدريب والتطوير المهني ودمج مصادر التعلم الرقمي في المناهج وتطبيق أساليب التدريس المناسبة وتوفير الدعم المستمر) وضمان استدامة الوسائل المبتكرة القائمة على التعلم الإلكتروني. ومن المقرر أن تبدأ مراحل تعميم المبادرة على باقي المدارس في أواخر عام 2012. مبان مدرسية قال الخييلي إن المجلس سيتسلم عدداً من المدارس الجديدة خلال أيام بحيث تدخل هذه المدارس الخدمة مع بداية الفصل الثاني في 8 يناير الجاري، وذلك ضمن خطة المجلس لتدشين 23 مدرسة جديدة وفق مفهوم “الجيل الجديد من المدارس” التي بدأت تنتشر في مناطق الإمارة لتراعي العناصر الأساسية للعملية التعليمية من حيث توفير فرص التعلم التي تتسم بالمرونة والتنوع وتواكب النموذج المدرسي الجديد، وحيث توفير المختبرات المتخصصة وغرف مصادر التعلم والمسابح والملاعب الخارجية والملاعب المغلقة والمسارح والمكتبات المجهزة بأحدث التقنيات الحديثة والكتب المفيدة. وحرص المجلس على أن تكون تلك المدارس بالإضافة لدورها التعليمي والتربوي مراكز اجتماعية وثقافية يستفيد منها جميع أفراد الأسرة على مدار العام. تشجيع الطلاب على تحويل كتاباتهم إلى الإلكترونية أبوظبي (الاتحاد)- حول جهود المجلس في تعزيز الهوية الوطنية في مدارسنا، أكد معالي الدكتور مغير خميس الخييلي مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم أن المجلس يسعى دائماً إلى إكساب أبنائنا الطلبة مهارات اللغة العربية، وتزويدهم بالأدوات التي تكفل لهم النمو اللغوي والفكري اللازم. وفي هذا الإطار، أطلق المجلس العديد من المشاريع والبرامج التي تحقق هذا الهدف. ويؤكد المجلس أن اهتمامه بتنمية مهارات الطلبة في اللغة الإنجليزية "لم ولن يكون على حساب لغتنا العربية رمز هويتنا الوطنية" وإنما من أجل إعداد الطالب للدراسة بالجامعة التي باتت اللغة الإنجليزية عصب الدراسة فيها. ومن هذه المشاريع التي تهتم باللغة العربية، مشروع "تَمَعّن" للتقويم المستمر في اللغة العربية، الذي يقوم على فكرة تعريض الطلاب للنصوص المختلفة وخاصة النصوص السردية والحوارية والنقاشية بشكل دائم، ليتفاعلوا معها قراءة وكتابة تمكيناً لهم من فك مغاليق النص القرائي، وتزويداً لهم بأدوات تمكنهم من إنتاج نصوص تعبيرية وبحثية عالية الجودة، وحفزا لهم نحو امتلاك مهارات الحوار المنظم، استماعاً وتحدثاً واستدلالاً وإقناعاً على أن تكون تلك النصوص تدور رغم تنوعها حول محاور عامة محددة. وقد تم نحت اسم المشروع "تمعن" من كلمات "التقويم المستمر عبر النصوص". ويهدف المشروع إلى تثقيف الطالب وتعريفه بالمؤلفات والكتب العربية عبر نصوص من أجناس قرائية متعددة، كما أن المشروع يربط بين الكتابة اليدوية والكتابة الإلكترونية، فيتم تشجيع الطلاب على تحويل كتاباتهم إلى الإلكترونية، بهدف الربط بين التكنولوجيا واللغة العربية ولتضمين التصاميم والإبداعات في المنتجات. كما أطلق المجلس مشروع حقيبة "ألف باء الإمارات"، وتعتبر الحقيبة أحد الموارد المساندة للطلبة في تعزيز مهارات اللغة العربية من حيث النطق الصحيح للأصوات ودعم الوعي الصوتي وتعزيز الثروة اللغوية من المفردات العربية. كما أعد المجلس منهاجاً مسانداً لدعم التعليم والتعلّم في اللغة العربية من الروضة وحتى الصف الرابع، والذي يستهدف أربع جهات هي المدارس، والطلاب وأولياء الأمور، وجميع المعلمين. ويركز المنهاج على توفير الموارد الخاصة بتدريس وتعلم اللغة العربية في المدارس من خلال كتب اللغة العربية وكتب المطالعة الحرة والمطالعة الموجهة والمطالعة المصورة وتقديم موارد التعلم النشط ومواد مساندة لتدريس التربية الإسلامية. أما فيما يخص التلاميذ وأسرهم فيساعد المنهاج على تقديم دليل خاص لأولياء الأمور يساعدهم في كيفية دعم أبنائهم وتعزيز التعلم في المنزل.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©