أبوظبي (الاتحاد)
يدعي عديد من المراهقين أن لديهم حساسية من ممارسة التمارين الرياضية ليفروا من حصة التربية البدنية بالمدرسة، إلا أن تاشا كوتس تمثل حالة حقيقية لهذا النوع من الحساسية.
وتعاني البريطانية كوتس «19 سنة»، التي تدرس العناية الصحية والاجتماعية في جامعة بريستلي، حالة مركبة من فرط الحساسية تهدد حياتها وتسمى «صدمة فرط الحساسية». وظهرت هذه الحالة لديها مايو الماضي حينما كانت مع أصدقائها، وفجأة شعرت بالتعب، ولا تتذكر بعدها سوى الاستيقاظ بغرفة الإنعاش بالمستشفى.
وفي غضون أسبوعين عانت من ثماني أزمات فرط حساسية ما أدى إلى تساقط خصلات كاملة من شعرها.
في البداية، احتار أطباؤها في تشخيص مرضها حتى اكتشفوا أنها تعاني من حالة نادرة، حيث يحفز الإنهاك والتعرق ردة فعل الحساسية.
ما يؤثر على الخلايا الدقلية، المحتوية على الهستامين، التي تحمي الجسم من الأمراض، وترتبط أيضاً بالتئام الجروح.
ويعتقد الأطباء المعالجون أن التعرق والحرارة يحفزان خلايا جسمها لتفرز مادة مضادة للميكروبات ما يدخلها في صدمة فرط حساسية بسبب إفراز جسدها لكميات كبيرة من الهيستامين، الذي يرسل إشارات تجعل الدم يندفع للمناطق المصابة فتتورم وتلتهب، وتحتقن الأوردة والشعب الهوائية برئتيها ما يؤدي إلى صعوبة التنفس.
إلا أن كوتس لم تستسلم، وتوصلت لوسيلة آمنة تمارس بها تمرينات الجمباز التي تحبها منذ سن الثامنة.
وناضلت وتحدت المرض، وتمكنت من نيل خمسة ميداليات ذهبية، وفازت ببطولة الجمباز للمعاقين ببريطانيا.
وتقول كوتس: «عانيت من حساسية تجاه كل شيء لدرجة أن مجرد دراستي في الكلية قد تتسبب في فقداني القدرة على التنفس. لذلك تقدمت للمشاركة في بطولة الجمباز للمعاقين حيث تتميز بإجراءات سلامة أكثر». وعلاوة على الحالة الفريدة التي تعاني منها خلاياها، فإن كوتس مصابة بالربو، وحالة حساسية فموية، فكلما تناولت خضراوات طازجة يتعامل معها جسدها كأنها غبار.
بالإضافة إلى أكزيما الجلد، وحمى القش، ومتلازمة «رينولد». واسترعت إنجازات كوتس الرياضية انتباه مسؤولين في بطولة الجمباز للأصحاء، ودعيت لأداء عرض أمام 11 ألف مشاهد في إطار بطولة بريطانيا للجمباز الإيقاعي، المقامة في ليفربول مارس المقبل.
عدد اليوم
