الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شباب يبحثون عن وظائف بمواصفات خاصة

شباب يبحثون عن وظائف بمواصفات خاصة
15 يناير 2015 21:10
أحمد السعداوي (أبوظبي) سالم شاب من إمارة رأس الخيمة، جاءته فرصة عمل في أبوظبي تناسب تخصصه العلمي، براتب جيد لكن أوقات الدوام كانت على نظام المناوبات «شفتات»، فلم يحتملها وبعد مرور أشهر قليلة، قدم استقالته آملاً في الحصول على وظيفة مشابهة في مكان أقرب له، ولكن مر عام ونصف العام، ولايزال في انتظار الوظيفة المريحة السهلة، التي ربما لا تأتي من الأساس. تجسيد الواقع قصة سالم تجسد واقع الشباب مع قضية الرضا الوظيفي التي لا يعرف كثيرون لها سبيلا، رغم أنها الأساس في أي عمل ناجح ومن أهم السبل التي تدفعهم للبذل والعطاء، خاصة في سنوات العمل الأولى، التي ترسم مستقبلهم المهني لاحقاً، وبالتالي تحدد قدرتهم على النجاح وتحقيق الطموحات، وهذا يتطلب منهم التعامل بذكاء مع الفرص الوظيفية المتاحة واستغلالها بشكل جيد. «أحب ما تعمل حتى تعمل ما تحب»، و»الوضع الذي لا يمكن تغيره لابد من تقبله» هما القاعدتان اللتان غالبا ما ينصح بهما خبراء التنمية البشرية الشباب عندما يقدمون على العمل في وظائف ربما لا تناسب مؤهلاتهم العلمية، وذلك حتى يتمكنوا من اكتساب مهارات جديدة، ويؤدون عملهم بكفاءة تسهم في الارتقاء بمؤسساتهم وتحقق لهم قدرا من النجاح في حياتهم العملية. طبيعة مختلفة تؤكد حصة العوضي، مدخل بيانات في إحدى الهيئات الحكومية، أن طبيعة عملها تختلف تماماً عن دراستها في مجال الإعلام، ولكنها لا ترى في ذلك أي مشكلة، كونها تتعامل مع الأمر بمنتهى المرونة، وتطوع طموحها بما يتناسب مع مهام عملها الحالي، إلى أن تتمكن من الانتقال إلى قسم داخل المؤسسة يناسب تخصصها. وتشير إلى أنها تستغل وضعها الوظيفي الحالي في تطوير مهاراتها من خلال الالتحاق بالدورات التدريبية المتعلقة بعملها، وتسعى لاكتساب الخبرات من الأشخاص المتخصصين عن طريق تواصلها وزياراتها بعض المؤسسات الأخرى، وتنصح العوضي الشاب حين يعمل في وظيفة غير مناسبة لدراسته وطموحه، بأن يسعى للبحث عن وظيفة متعلقة بمجال تخصصه حتى يتمكن من الإبداع. التميز المهني تقول هند العامري، أخصائي في هيئة البيئة بأبوظبي: «نحن أبناء الإمارات نمشي على خطى قيادتنا الرشيدة، التي تحثنا دائما على التميز في المجالات المختلفة، وطموحي هو تحقيق أعلى قدر من النجاح في عملي المتخصص في أنواع البيئات البحرية المهددة، حيث أحرص على تطوير مهاراتي الفنية من خلال الزيارات الميدانية، والاختلاط مع الموظفين بما يزيد من خبرتي». وتعبر عن سعادتها بالعمل في هذا المجال الذي يتيح لها الفرصة الإسهام في حماية الحيوانات والبيئات البحرية المهددة، ودعت الشباب إلى التفاؤل، مؤكدة أن التميز المهني من الممكن تحقيقه في أي عمل وليس في وظيفة بعينها. فاتحة خير عابد السهلي (28 سنة)، موظف بأحد مصارف أبوظبي، يوضح أن مشكلة عدم الرضا الوظيفي قابلته في بداية حياته العملية حين جاءته فرصة العمل الحالية، حيث إن بعد المسافة بين مقر إقامته في رأس الخيمة وبين مكان عمله في أبوظبي، فرض عليه التفكير في تغيير مكان السكن أو السفر لساعات طويلة أسبوعياً، غير أن التفكير العميق في المسألة وإخضاع أبعادها إلى مقياس المكسب والخسارة جعله يقرر قبول الوظيفة الجديدة. وبعد مرور خمس سنوات، حصل على درجة وظيفية أعلى واستطاع الادخار من راتبه وأقام مشروعا خاصا، يعتبره الخطوة الأولى نحو الأعمال الحرة، موضحا أنه ما كانت هذه النقلة لتحدث في حياته لو ركن إلى الخمول، وتقاعس عن الفرصة التي جاءته، ولم يحسن استغلالها. خطة عمل من خلال عملها في مجال مساعدة المؤسسات والأفراد على تحسين الأداء من خلال الإدارة الفعالة، تؤكد الدكتورة زينة شهاب، مدير تطوير مشروعات بإحدى المؤسسات الحكومية، أنه ينبغي على كل موظف التفكير العميق والتخطيط لما ستكون عليه حياته الوظيفية مستقبلاً، خاصة في حال عدم توافق الوظيفة مع ظروفه وتطلعاته. وتضيف «ينبغي أن يحدد طموحاته وأهدافه جيداً، وأن يعمل على تطويرها بالالتحاق بالدورات التعليمية المتخصصة التي من شأنها إكسابه مهارات تساعده على الارتقاء وظيفياً، وتقديم الأفضل في مجال عمله، كما يجب على الشباب الاستفادة من خبرات الزملاء، واستكمال الدراسات العليا من ماجستير ودكتوراه إن أمكن». وتنصح الشباب حين يعملون في وظيفة يرونها غير مناسبة لهم، أن يتواصلوا مع مسؤوليهم وأن يشرحوا لهم مؤهلاتهم وإمكاناتهم العملية، حتى يمكن توظيف قدراتهم بشكل جيد، وكذلك عليهم معرفة طبيعة العمل الموكل إليهم قبل قبوله، حتى لا يقعوا في أخطاء يصعب تداركها. تطوير القدرات تقول خبيرة التنمية البشرية الدكتورة نوال كامل الكتاتني: إن الموظف عصب العمل في أي مؤسسة وبقدر صلاحه يكون قدر المنشأة التي يعمل بها، والتي تعتمد على الموظفين لتنفيذ سياساتها وبرامجها المختلفة، وإذا كانت المؤسسة قد أولت ثقتها للموظف، ومنحته المركز الوظيفي الذي يتلاءم مع خبراته ومؤهلاته، فإنها تنتظر منه أن يبذل جهداً كافياً في إنجاز الأعمال المناطة به، متبعاً سلوكاً قويماً في أدائها بالقيام بواجباته الوظيفية. وتوضح أن الآلية المستخدمة لمساعدة الأفراد في تحديد المهارات التي يحتاجونها في المستقبل «خطة تطوير القدرات الذاتية»، والتي يجب أن تكون في مقدمة أولويات الموظف الشاب لأنها السبيل الوحيد لتحقيق تقدمه وارتقائه الوظيفي، سواء في وظيفته الحالية أو التي يطمح إليها مستقبلاً، وهذا يستدعي منه أن يستغل الفرص المتاحة لديه في العمل لكي يطور من ذاته دون أنتظار التحفيز أو الثناء من الإدارة العليا. وفقاً لخبيرة التنمية البشرية الدكتورة نوال الكتاتني، هناك بعض الاستراتيجيات التي تساعد أي شاب على تطوير مهاراته وقدراته العلمية والعملية، ومنها: - البحث عن فرص للتعلم: من خلال العمل مع الآخرين، والحرص على التغيير والإبداع، ووضع برنامج تدريبي يحسن مهاراته الحياتية والمهنية، والمشاركة في المفاوضات والمساعدة في إدارة الأزمات والمساعدة في حل المشكلات والمبادرات. - تولي مسؤولية إضافية، عبر الإعداد لعمل ما، وإنهاء أي عمل بسرعة واحترافية. - السعي إلى الحصول على ترقية، ولابد أن أن يعرف الموظف أن ليس هناك فشلا في عمل، بل هناك تجربة وخبرة يتعلمها لو فشل ستفيده بالتأكيد في تطوير نفسه. من واقع خبرته الطويلة في الحياة ينصح العقيد متقاعد أحمد الحمادي الشباب، قائلاً : إنه دائماً تكون الوظيفة بقدر ما تمتلكه من مؤهلات، وفي المقابل قد يكون لديك المؤهل العلمي ولكن لا تجد الشاغر الذي يجب أن تشغله، وقد تواجه مشكلات إدارية، مثل سوء تعامل المسؤول المباشر، أو بيئة عمل غير سليمة، وغيرها من العوامل التي قد لا تساعد على التوافق مع الوظيفة. ومع ذلك يمكن لأي شاب أن يخلق لنفسه قدرا من الرضا الوظيفي يساعده على الانطلاق بنجاح في حياته، من خلال السعي داخل المؤسسة التي يعمل فيها إلى العمل في أقرب تخصص لمؤهله، وفي الوقت ذاته إتقان فن التعامل مع المسؤولين المباشرين والزملاء وبناء علاقات عمل متوازنة، ما يسهم في تحسين بيئة العمل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©