الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ملابسات زيارة وزير خارجية إيران للقاهرة

ملابسات زيارة وزير خارجية إيران للقاهرة
14 يناير 2013 21:10
ملابسات زيارة وزير خارجية إيران للقاهرة استنتج د. أحمد يوسف أحمد: أثارت الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير الخارجية الإيراني للقاهرة من الأسئلة ما يصعب أن تثيره زيارة أخرى على الرغم من أنها الزيارة الثالثة له لمصر بعد ثورة يناير عام 2011. الأصل في هذه الزيارات أنها حدث طبيعي خاصة في إطار محاولات إيران تطبيع علاقاتها مع مصر، وهي العلاقات التي قطعت على الصعيد الدبلوماسي منذ ثلث قرن بعد عقد مصر معاهدة السلام مع إسرائيل في عام 1979، لكنها مع ذلك أحيطت بملابسات عديدة وتضمنت رسائل إيجابية وسلبية من كل طرف للآخر. ولعل أول هذه الملابسات هو أنها جاءت مباشرة في أعقاب الزيارة التي قام بها قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، وهي زيارة أثارت لغطاً كبيراً بسبب الإنكار الرسمي لها، وخشية معارضي الحكم الحالي في مصر من قطاعات شعبية وقوى سياسية مدنية من أن تكون مقدمة لإنشاء «حرس ثوري إخواني» في ظل عدم انحياز الجيش المصري لقوى سياسية بعينها، ولذلك فإن الاعتقاد السائد هو أنه لا يمكن أن يسمح بهذه الخطوة. الاستعصاء «الإنساني» بشأن سوريا استنتج عبدالوهاب بدرخان أنه خلال الأيام الأخيرة بدأت تظهر بوادر اهتمام بأحوال النازحين السوريين. وأقل ما يقال فيها إنها لا تزال غير كافية، وفضلاً عن أنها متأخرة جداً جداً. لا تتوافر معلومات إحصائية دقيقة، لكن العاملين في الإغاثة ينقلون من المخيمات أنباء عن وفاة أطفال عديدين من جراء البرد وسوء التغذية ورداءة الخدمات الطبية. أما الكبار ولا سيما العجائز فتسوء أوضاعهم أكثر فأكثر. هذه مأساة إنسانية تُركت تعتمل أمام الأنظار، وما كان يجب السماح بحصولها. فالأزمة لم تبدأ أمس وبشكل مفاجئ، بل مضى عليها نحو عامين، وأتيح كل الوقت اللازم لدرس الاحتياجات وتأمين الأموال وترتيب التسهيلات. مع ذلك وجدنا الأردن يكرر النداءات للمساعدة لأن موارده محدودة ولا تمكنه من تحمل هذا العبء. والفارق بينه وبين لبنان أن الأخير لم يعترف بوجود حالٍ تستدعي التعامل معها بمعزل عن أي اعتبار سياسي، ولو لم يفد نازحون فلسطينيون من مخيم اليرموك، ولو لم يشعر بعض الساسة اللبنانيين بـ«خطر» سمّوه «طائفياً» أو «ديموغرافياً» أو «أمنياً»، لما تحركت الحكومات اللبنانية لطلب اجتماع عربي أملاً في المساعدة. الإعلام الاجتماعي والتسطيح يقول أحمد المنصوري: لم يدر بخلد الفتاة التي سجلت مقطع الفيديو «الضو مب طايع يلبق» إطلاقاً أن عفويتها وتلقائيتها في التعبير عن ذاتها ستتحوّلان بهذا الشكل الصادم إلى مادة للتندر والتقريع والاستهزاء لحدّ الإسفاف في مجتمعات العالم الافتراضي، حتى أن الأمر وصل إلى الإعلام التقليدي من صحف وقنوات تناولت انتشار مثل هذا المقطع وغيره في الإعلام الاجتماعي. لقد أوجدت تقنيات الاتصال الحديثة من هواتف ذكية متصلة بالإنترنت ومزودة بتطبيقات شبكات الإعلام الاجتماعي ثورة اتصالية ومعلوماتية لا تقل في التأثير إن لم تكن أكبر من الثورة الإعلامية التي حصلت إبان انتشار البث الفضائي. ولم تكد المجتمعات العربية تفيق من صدمة الفضائيات التي غيرت في الوعي المعرفي للمشاهد العربي سواء بالسلب أو الإيجاب، حتى وقع الجمهور في براثن تقنيات الاتصال الحديثة، وأكدنا عدم قدرتنا في إثبات نضجنا في كثير من الحالات عند استخدام هذه التقنية. بل على العكس قدّمنا ما يعكس سطحية عدد غير قليل من المستخدمين العرب للتقنية الحديثة. مثلث الرعب في الشرق الأوسط يرى سالم سالمين النعيمي أنه بالنسبة لإيران، وبالنظر إلى الوضع الحالي والضعف الاقتصادي والموقف السياسي المتأزم، فإن كل ذلك يعني أنها في حاجة ماسة لتحالف يعيد الحيوية للدولة الدينية وتأسيس نمط جديد من التعاون مع مصر عربياً وتركياً آسيوياً وأوروبياً والصين آسيوياً وعالمياً وروسيا أوروبياً والحصول على صفقات محددة بشأن مبيعات النفط على سبيل المثال من خلال مصر والمجادلة ظاهرياً أنها ليست معزولة عن العالم. إن التطورات في العلاقة بين مصر وإيران، تعقد الأمور بالنسبة لأولئك المفاوضين مع إيران حول برنامجها النووي، والحصول على شيء ملموس من التقارب مع مصر لتشعر بأنها أقل عزلة وأكثر جرأة من الوقوف في وجه الغرب وبالمقابل يتعين على الاتحاد الأوروبي التداخل الإيجابي في منظومة تطور العلاقة المصرية الإيرانية، فلا توجد مسافة آمنة للوقوف والنظر بسلبية لتحركات تكتلات الشرق أوسطية الصينية الهندية. أخطر تهديد للسلام العالمي يرى نعوم تشومسكي أنه في سياق تقرير عن المناظرة الرئاسية الأميركية النهائية التي تناولت السياسة الخارجية، لاحظت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن «الدولة الوحيدة التي ورد ذكرها أكثر (من إسرائيل) كانت إيران، التي تعتبرها معظم دول الشرق الأوسط كأخطر تهديد أمني يواجه المنطقة». اتفق المرشحان على أن إيران «نووية» تشكل أخطر تهديد للمنطقة، إنْ لم نقل العالم، وفقاً لما أصر عليه «رومني»، الذي كرّر وجهة نظر تقليدية. وحول موضوع إسرائيل، زايد المرشحان في الإعلان عن وفائهما لهذه الدولة، إلا أن المسؤولين الإسرائيليين كانوا ممتعضين، على الرغم من ذلك، بعد أن كانوا يأملون في «أن يستخدم «رومني» لهجة أكثر تهجّماً»، وفقاً للمراسلين الصحفيين. ولم يكفِهم أن يكون «رومني» قد طالب بعدم السماح لإيران «ببلوغ مرحلة من الكفاءة النووية». كان العرب مستاءين بدورهم، لأنه تم التطرق إلى المخاوف العربية بشأن إيران من خلال المنظار الأمني الإسرائيلي، وليس من خلال المنظار الإقليمي»، وكان التجاهل مصير مخاوف العرب عموماً – في ما شكّل بدوره تعاملاً تقليدياً مع الموضوع. دوامة الحرب الأهلية السورية يقول راجان مينون إنه بعد 22 شهراً من الحرب الأهلية المحتدمة، التي لقي فيها ما يقرب من 60 ألف شخص مصرعهم، ألقى بشار الأسد خطاباً متحدياً، استبعد فيه إمكانية الدخول في مفاوضات مع مقاتلي المعارضة، وأوضح بشكل واضح أنه ينوي البقاء في السلطة إلى أطول مدى ممكن. وفي الحقيقة أن كلمات الأسد لم تمثل مفاجأة كبيرة لكثيرين، وذلك لأن الدبلوماسيين المخضرمين المهتمين بالأزمة في سوريا، ومنهم الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان، حاولوا التوصل لصفقة سلام في هذا البلد ولكنهم فشلوا فشلاً ذريعاً. ولكن السؤال هنا هو: لماذا تتواصل هذه الحرب؟ من بين الأسباب الرئيسية لاستمرار الحرب حتى الآن أن أياً من الجانبين لا يصدق أنه يمكن أن يخسر. فالمعارضة تسيطر على مساحات كبيرة من الأراضي، كما نجحت في ترسيخ وجودها في أجزاء عديدة من سوريا وعلى وجه الخصوص في الشمال والشرق. كما كوّنت مؤخراً بنية سياسية وعسكرية موحدة، وحصلت على اعتراف بها من عدد كبير من الدول. أما حكومة الأسد فيمكنها من جانبها أن تجد عزاءً في حقيقة أن الثوار فشلوا حتى الآن في الاستيلاء على أي مدينة من المدن الكبيرة، وعلى وجه الخصوص حلب المركز التجاري لسوريا ودمشق عاصمتها. يشار إلى أن مقاتلي المعارضة قد تسلموا أسلحة وغيرها من أنواع الدعم اللوجستي من بعض دول الجوار، ما أدى إلى جعلهم أكثر جسارة، وأكثر قدرة على خوض المعارك ضد قوات النظام، وإن كان حسم تلك المعارك يظل أمراً غير مؤكد حتى الآن نظراً لما يمتلكه جيش النظام من تفوق هائل على المعارضة في قوة النيران.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©