معالم حضاريةتمنح الرفـاهية بعداً استثنائياً

لم يجتمع في بلد واحد هذا العدد الضخم الذي تضمه الإمارات من معالم سياحية وأيقونات معمارية تصبغ ملامحها ألوان الحضارة وتميزها ملامح هندسة عصرية متفردة وصل صداها إلى مختلف بقاع الأرض. ويتضاعف الإبهار مع الصروح العصرية الفخمة التي لم يسبق لها مثيل في تاريخ فنون العمارة، والتي تحتل الصدارة في صفحات كتاب جينيس، محطمة الأرقام القياسية عن عالم الأبراج والمباني. ولا يملك الزائر كبح جماح دهشته أمام جواهر تتلألأ بفخر وسط صورة عامرة تروي ملاحم النمو المتسارع لدولة عرفت كيف تعكس أمجادها على ابداعات معمارية تفيض تألقا وندرة، وليس سرا إن معالم مثل برج خليفة وبرج العرب و«كابيتال جيت» و«قصر الإمارات»، وجامع الشيخ زايد تتصدر قائمة أعلى معالم العالم استقطابا للسياح، ليس لجمالياتها وحسب، وإنما لنيل شرف تجربة وهجها الاستثنائي، ودخول قاعاتها من باب عظمة البناء. نسرين درزي (أبوظبي) برج خليفة.. أطول ناطحة منذ افتتاحه عام 2010 كأطول ناطحة سحاب في العالم، يحتل برج خليفة المرتبة الأولى بين اهتمامات الوفود الزائرة لمدينة دبي. وهو بإبداعاته العمرانية يشكل المعلم السياحي الأكثر استقطاباً بما يضمه من عوامل إبهار تسكن طوابقه التي ترتفع حتى 828 متراً. والمقبل على برج خليفة يبدأ جولته الاستكشافية ضمن أرجائه المعلقة بين السماء والأرض، من منصة المراقبة «قمة البرج» الواقعة عند الطابق 124. وتتوافر مصاعد الوصول إليها عبر «دبي مول» مركز التسوق الأكبر في المنطقة. وهي المنصة الوحيدة في العالم التي تضم شرفة مفتوحة في الهواء الطلق وتكشف إطلالات رائعة وغير مسبوقة على مدينة دبي، ومناظر بانورامية لا يمكن رؤيتها إلا من الطائرة. وتشمل الجولة عروض وسائط متعددة منها «من الرؤية إلى الواقع»، والتي تروي قصة تطور مدينة دبي وصرحها المعماري الكبير المتمثل ببرج خليفة. ويكون الصعود إلى «القمة» عبر مصاعد خاصة مؤلفة من طابقين يتسع كل منها إلى 14 شخصاً، وتنطلق بسرعة مذهلة تصل إلى 10 أمتار في الثانية. ويقع في الطابق 122 من برج خليفة مطعم «أتـ.موسفير» الأعلى في العالم، والذي يعتبر وجهة نموذجية للذواقة ومحبي الأجواء الاجتماعية الفاخرة. أما عشاق الرفاهية، فوجهتهم من داخل برج خليفة هي فندق أرماني، المنشأة السياحية الأولى لمصمم الأزياء العالمي جورجيو أرماني. ويقع الفندق بين الطابقين 1 و8 من البرج والطابقين 38 و39. جامع الشيخ زايد.. دلالات متفردة إلى جانب جمالياته الهندسية كرابع أكبر مسجد في العالم، يعد جامع الشيخ زايد الكبير بالدلالات المتفردة فيه المعلم الرئيس في إمارة أبوظبي. وتشهد على تكريسه، ضمن المرافق الأكثر اهتماماً لدى السياح العرب والأجانب، عدد الزيارات اليومية التي يسجلها للتعرف عن قرب على أهم الإنجازات التي يتفرد بها. بدءاً من الباحة الخارجية المفروشة نوراً والمطعمة بالطلاء الذهبي إلى الجزئيات الجمالية الموزعة على الأرضيات والأسقف والجدران التي تعد تحفة قد لا يقدر للعين أن ترى ما يضاهيها ندرة وروعة وتناسقاً. والرسائل الثقافية التي يبثها صرحه وتتخطى حدود الوطن، بينها مسابقة فضاءات من نور التي ينظمها مركز الجامع الذي يحتوي على أضخم مكتبة وطنية تضم حقائق عن المخطوطات الإسلامية وفنون العمارة. ويمتد جامع الشيخ زايد على مساحة تساوي 5 أضعاف المساحة الدولية لملاعب كرة القدم وفيه 7 ثريات نادرة بينها ثريا تحتوي على 40 كيلو جراماً من الذهب وتحتوي على 40 ألف قطعة كريستال شواروفسكي. وقد روعي عند تصميمها أن تأتي متجانسة مع الأرضية التي تفترشها أكبر سجادة مطرزة في العالم تزن ما يزيد على 73 طناً وقد صنعت على يد 1200 امرأة محترفة في فنون الحياكة اليدوية. وعلى النقيض مما يردد بأن أعمدة المسجد مطلية بالذهب، فهي مدهونة باللون الذهبي وحسب في حين أن قباب المسجد مطلية بالذهب عيار 24 قيراطاً ومن ثم مغلفة بزجاج الموزاييك وعددها الإجمالي 110 قباب. برج العرب.. فخامة فندقية يكاد يكون «برج العرب» الأيقونة السياحية الأقدم في التاريخ الحديث لمدينة دبي وهو يحتفي بمرور 15 عاماً على تشييده واعتباره أكثر الفنادق فخامة على الإطلاق بحسب التصنيف الدولي. والمبنى الذي شكل ظاهرة عمرانية في فنون الهندسة، حيث ترمز واجهته الأمامية إلى شراع السفينة، شهد على تحول إمارة دبي من ميناء تجاري إلى واحدة من أسرع المدن نمواً في العالم. وعدا عن خدمات الضيافة في الفندق المدرج من فئة الـ 7 نجوم، فهو يوفر إطلالات بانورامية على وسع مدينة دبي ومياه الخليج. ويشكل تجربة فريدة لابد من التوقف عندها والاطلاع على هذا الصرح السباق في الإضاءة على دبي كمدينة سياحية ذات سمعة عالمية. والبداية من الأحداث التي يستضيفها «برج العرب» كملعب التنس المشيد على مهبط الطائرات على ارتفاع 321 متراً، وعروض الألعاب النارية في احتفالات الإمارة بالمناسبات الوطنية واستقبال السنة الجديدة. ومع كل مظاهر الترف الخدماتي التي يحظى بها نزلاء الفندق وضيوفه، يمكنهم التوجه منه سيراً على الأقدام إلى حديقة وايلد وادي المائية الواقعة على بعد 5 دقائق عبر جسر الجزيرة. كابيتال جيت.. برج مائل «كابيتال جيت» المبنى الذي ساهم في رسم الملامح الجديدة لمدينة أبوظبي واستحق الدخول بها إلى موسوعة جينيس كأعلى برج مائل في العالم. وهو يفوق 4 أضعاف ميلان برج بيزا الإيطالي بكونه يميل بزاوية 18 درجة نحو الغرب ما جعله يتصدر عناوين الصحف العالمية كدليل آخر على التميز الذي تحظى به أبوظبي. والبرج الذي يعني بالعربية بوابة العاصمة ينسج مفهوماً جديداً للسياحة غير التقليدية. ويمكن لمحبي التجارب الاستثنائية الإقامة في البرج المائل من خلال فندق حياة كابيتال جيت الذي يقع ضمن عمارته ويبدأ من الطابق 18 ويحتل 19 طابقاً منه تحت فئة ضيافة البوتيك. وهو منذ تشييده يرفع وتيرة الطلب على فنادق الأعمال بالقرب من مركز أبوظبي الوطني للمعارض. ولا تقتصر جماليات «كابيتال جيت» على التصاميم الخارجية، وإنما يلبي بتقسيمه الداخلي وسهولة التحرك فيه متطلبات السياح. ولا سيما أن البرج الذي يرتفع حتى 160 متراً يساهم في الحد من وصول الحرارة بنسبة 5% وفي عزل الهواء الساخن بفضل واجهته الزجاجية المزدوجة، حيث ينعم الزوار والمقيمون بالإنارة الطبيعية في فنائه الداخلي. وبمجرد أن يقف الضيف عند الحافة الخارجية لغرفته يشعر وكأنه يطفو في الهواء لأنه لن يتمكن من مشاهدة الأرض مباشرة تحته. قصر الإمارات.. أسطورية الحكايات فندق قصر الإمارات تحفة سياحية في العاصمة أبوظبي تتجه إليها أنظار العالم، لما توفره من تجربة استضافة ملكية تفوق خدماتها مستوى الـ 7 نجوم على غرار حكايات ألف ليلة وليلة. ويعزز هذا المشهد الأسطوري للقصر الفندقي، هندسته الملوكية وقاعاته الذهبية المزينة بثريات الكريستال التي تعكس إضاءاتها على الجدران والأرضيات الرخامية اللماعة. و«قصر الإمارات»، الذي شيد قبل أكثر من 10 أعوام لا يزال العنوان الأبرز على أجندة الضيوف. ويتيح النزول فيه الاستفادة من جولات ترفيهية على أبرز معالم المدينة تكشف أهم ما يميز القيم التقليدية في العاصمة التي تمزج بين متعة الطقس المشمس والشواطئ الهادئة والواحات الخصبة. وكذلك البرامج التعريفية داخل الأسواق القديمة مع تذوق القهوة العربية والاستمتاع بركوب الكثبان الرملية في رحلات السفاري الصحراوية والغوص في الحياة البحرية. والقصر، الذي يعتبر مرآة السياحة الراقية في أبوظبي، يجسد كرم الضيافة في أفضل حالاتها مع ابتكاره لما يعرف بالخدمة الشخصية من الفئة الأولى. وأولى علامات الإبهار فيه مساحته الشاسعة، حيث يقع على امتداد 1,3 كيلومتر ويضم شاطئاً خاصاً يتكئ على 100 ??هكتار من المروج والحدائق الخصبة. ويضم أكثر من 400 غرفة فاخرة وجناحاً ومجموعة مطاعم حائزة جوائز عالمية. أكثرها استقطاباً للسياح الأجانب «مزلاي» أول مطعم إماراتي تقليدي بمستوى 5 نجوم متخصص بالأصناف الشعبية المحلية.