السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

موزة الكعبي: آلام أمي حددت مساري

موزة الكعبي: آلام أمي حددت مساري
15 يناير 2015 21:01
هناء الحمادي (أبوظبي) الدكتورة موزة الكعبي، أول جراحة عظام في الدولة، نموذج مشرف لابنة الإمارات التي أثبتت كفاءة عالية في المحافل العالمية، لها رحلة طويلة في طلب العلم، حيث قضت نحو 11 عاماً في الخارج لدراسة الطب، منها 6 سنوات في الصين و5 في بريطانيا، تغلبت خلالها على صعوبات الغربة وحواجز اللغة والثقافة بفضل جهودها الدؤوبة، وحصلت على بكالوريوس الطب والجراحة بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، ثم ماجستير تخصصي في طب العظام من الصين، وسبق هذه المرحلة دراستها اللغة الإنجليزية في إنجلترا، والثانوية في جلاسكو باسكتلندا. طموح علمي تقول الكعبي: «رغم تعلقي الشديد بأبي وأمي فإن طموحي العلمي شجعني على السفر للدراسة واكتساب الخبرات، ورغم أن الغربة زادت من معارفي ومهاراتي إلا أنها غيرت نمط حياتي تماماً، وأصبحت اعتمد على نفسي في كل شيء، ومن أبرز فوائدها أنها علمتني الصبر الذي اعتبره أحد الصفات الفريدة التي تقود أي شخص إلى النجاح». وتضيف: «أهم ما تعلمته في الصين التي يتميز شعبها بأنه صاحب ثقافات متعددة، احترامهم لقيمة الوقت والعمل وتكريس ثقافة الجد والاجتهاد»، مشيرة إلى أنها واجهت صعوبات في التعامل مع الشعب الصيني بسبب حاجز اللغة، لكنها تعلمتها في فترة قصيرة، ما سهل عليها التعاطي مع شرائح المجتمع بكل سهولة. العقل قبل العضلاتعن سبب اختيارها لتخصص جراحة العظام، تشير الكعبي إلى أنها مرت على عديد من التخصصات، لكن لاحظت ميلها لهذا التخصص، وكانت المحطة الفارقة في حياتها العملية، أثناء عملها طبيبة امتياز، حيث وجدت نفسها تمتلك مهارات في الجراحة أهلتها للتخصص في جراحة العظام، وقد كان زملاؤها يضحكون من دهشتهم، عندما تخبرهم بما اختارت، ويقولون إن التخصص يحتاج إلى جسم كبير وعضلات وهم يرونها فتاة ضعيفة البنية، حينها كان جوابها أنها ستثبت أن هذا المجال لا يحتاج، دوماً إلى عضلات، بل إلى عقل وشجاعة وجرأة. وتقول: «معاناة والدتي من آلام المفاصل، وترديدها الدائم بأنني الطبيبة التي ستعالجها، كان بمثابة حافز معنوي دفعني لتحقيق كثير من الإنجازات»، مشيرة إلى أنها تشعر بسعادة غامرة عندما تستطيع إنقاذ حياة مريض أو شفائه، خاصة إذا كانت لديه إعاقات أو تشوهات أو كان مصاباً في حادث. مهنة إنسانيةتؤكد الكعبي أن مهنة الطب من أهم المهن الإنسانية، وجراحة العظام تخصص يحتاج إلى مهارات خاصة، لافتة إلى أنها تشعر بالانتصار حين ترى المرضى يستطيعون ممارسة حياتهم بشكل طبيعي، بعد أن أعيتهم وسائل العلاج ويئسوا من الشفاء، موضحة أن حب العمل هو الذي يخلق الفارق من حيث التميز والإبداع. وتشير إلى أن السمنة من أهم الأسباب المؤدية لآلام الظهر والمفاصل، حيث تؤثر على العظام بشكل كبير، لذا يجب على المريض السمين إنقاص وزنه، عن طريق اتباع برنامج غذائي مناسب مع المداومة على مزاولة أي نوع من الرياضة، كالسباحة أو التنس، وأسهل الرياضات هي المشي بشرط ممارسته يومياً، مؤكدة أن أن اختيارها من قبل منظمة «سبمودا» للسلام الدولي، المنبثقة عن المجلس الاجتماعي والاقتصادي للأمم المتحدة سفيرة للنوايا الحسنة عام 2013، أسعدها جداً، وزاد حجم المسؤولية الملقاة على عاتقها في الوقت ذاته. يشار إلى أن «سبمودا» تركز على الأنشطة التنموية، وبناء القدرات في كافة المجالات ولجمي الفئات وبالذات الشباب. تقول الدكتورة موزة الكعبي «عملي بهذا المجال وعمل مواطنات أخريات بتخصصات فريدة مثل الطب الشرعي، شجع الجيل الجديد من المواطنات على اقتحام التخصصات الطبية الصعبة، والمرأة الإماراتية لها حضور كبير وفاعل في هذا القطاع، خاصة أن الدولة تدعمها، وتبذل جهوداً كبيرة للارتقاء بها، ما جعلها تتبوأ أعلى المناصب، فهي اليوم، وزيرة وسفيرة وعضو في المجلس الوطني ومهندسة وطبيبة وإعلامية، ولها حضور بارز وإسهامات واضحة في شتى القطاعات».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©