الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عبد الحسيب بيبق: كل إنسان بداخله عملاق ووالدتي زرعت بداخلي روح التحدي

عبد الحسيب بيبق: كل إنسان بداخله عملاق ووالدتي زرعت بداخلي روح التحدي
18 يناير 2014 21:26
محسن البوشي (العين) - الصعوبات والمحن تخلق الشداد والعظماء، وقد أثبت التاريخ أن القصص الناجحة للإبداعات الخالدة كان وراءها أناس عانوا كثيراً في حياتهم، ما زالت حكاياتهم تعيش وتنير طريق آخرين، معتبرين أن القوة والنور يأتيان من الداخل وينبعثان من الروح، من هؤلاء قصة الشاب عبد الحسيب نزار بيبق وهو شاب سوري مغترب «29 سنة» ولد وتربى بمحافظة حماة السورية طوله 95 سم ووزنه 35 كجم تقريباً، ورغم هذه المكونات التي تصنفه ضمن فئة «الأقزام» الذين يلفتون دوماً أنظار من حولهم، إلا أن ذلك لم يفت من عضده ولم يحل دون انخراطه في المجتمع، وممارسة حياته بشكل طبيعي دون أدنى شـعور بالنقص. يؤكد بيبق قناعته بأن الإنسان هو الذي يملك أن يجعل من نفسه قزماً أو عملاقاً، فالقيمة هنا تأتي دوماً من الداخل، فالمعيار يبقى في القدرة على العمل والعطاء والرغبة الحقيقية في النجاح والتفوق والتميز. ويرفض عبد الحسيب الذي التقته «الاتحاد» مصادفة بأحد المراكز التجارية في العين من حيث المبدأ فكرة الانضمام لجمعيات وروابط «الأقزام» الذين هم في مثل ظروفه، لأن ذلك يمنحهم نوعاً من الخصوصية التي توصمهم - من وجهة نظره - لأنها تحد من انطلاقهم وانغماسهم في الحياة، وتفاعلهم معها بكل مفرداتها تماماً كأقرانهم الطبيعيين. دور التربية وأضاف بيبق الذي يعمل مصمماً للديكور بإحدى الشركات المتخصصة في العين، أن طريقة تربيته ونشأته لعبت دوراً كبيراً في تجاوزه تداعيات قصر قامته بهذه الصورة، وما ترتب على ذلك من تحديـات وصعوبات كبيرة، قد لا يتوقف مداها عند الحد من انطلاق صاحبها في الحياه والعمـل، بل قد تصيبه في كثير من الأحيان بالإمراض النفسية والعقد. يدين عبد الحسيب بالفضل لله أولاً، ثم لوالدته التي كانت حريصة منذ نعومة أظفاره على أن تبسط له الأمور وأن تهوِّن عليه كثيراً هذا الواقع وأن تغرس فيه دوماً روح التحدي، والقناعة بضرورة أن يكون له هدف واضح في الحياة يسعى إلى تحقيقه، وأن ذلك أمر لا يتحقق إلا بالاعتماد على النفس والقدرة على مواجهة الصعاب وتحمل المسؤولية. كما يدين بيبــق بعــد والدته كـذلك لإخوانه وأخواته الذين لم يشعروه أبداً بأنه أقل منهم أو يختلف عنهم، بل ساعدوه كثيراً على أن يتأقلم مع واقعه وأن يكون دوماً طبيعياً بينهم، يتفاعل معهـم ومـع غيرهم خارج محيط المنزل في الشارع والحارة والمدرسة، فلم يعد يكترث لنظرات الناس أو يتأثر بها. تميز حصل عبد الحسيب على شهادة مجاز مساعد مهندس معلوماتية من جامعة البعث في حمص بسوريا وعمل بمجال تصميم الديكور والأثاث لعدة سنوات بسوريا، قبل الانتقال إلى الإمارات للعمل بمساعدة صديق قديم له من منطقته، يعمل في الدولة منذ فترة يشعر حياله بامتنان كبير لأنه أتاح له هذه الفرصة لكي يقوم بواجبه حيال أسرته التي تعاني في بلده ظروفاً صعبة. مشروع مؤجل الزواج لدى عبد الحسيب مشروع مؤجل لأن تركيزه ينصب على العمل حتى يستطيع أن يقوم بمسؤولياته وواجبه كاملاً، حيال أسرته التي تعول عليه كثيراً في مواجهة الظروف المعيشية القاسية نتيجة اضطراب الأوضاع في موطنه الأم. ويأمل عبد الحسيب وهو الابن الأكبر لأسرة تضم بالإضافة إليه 3 شقيقات وشقيقين أصغر بالمرحلة الابتدائية «جميعهم طبيعيون كوالده ووالدته»، في تكملة دراسته الجامعية بمجال تخصصه وأن يعمل في أحد الموانئ البحرية الكبيرة التي تستهويه بيئتها كثيراً حتى يحقق أمنياته التي حالت ظروفه الاجتماعية دون تحقيقها. ويشعر منذ قدومه إلى الإمارات قبل 3 سنوات بارتياح كبير، مؤكداً أن ذلك مبعثه ليس فقط هذه النهضة الحضارية الشاملة والمرافق الخدمية الحديثة واللمسات الجمالية التي تطاردك في كل مكان في المباني والشوارع والطرقات، بل طبيعة أهل الإمارات وبشاشتهم وتعاملاتهم التي تتسم بقدر وافر من التلقائية والبساطة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©