الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أحلام الطفل مرآة للمشاهد المختزنة في «اللاوعي»

أحلام الطفل مرآة للمشاهد المختزنة في «اللاوعي»
15 يناير 2015 21:00
أبوظبي (الاتحاد) اختلفت الآراء والتحليلات حول طبيعة أحلام الأطفال، وأسبابها، وأشكالها، وحقيقتها، حتى أن علماء التربية الذين أرجعوها إلى ما يتعرض له الطفل من خبرات ومواقف سارة أو مؤلمة، وجدوا أنفسهم أمام سؤال صعب عن سبب وحقيقة أحلام الأطفال الذين لا تتعدى أعمارهم الثلاثة أشهر، ولماذا يحلم هؤلاء الأطفال؟ وما هي أحلامهم وهم لا يزالون في سن لا تسمح لهم بإدراك ما حولهم؟ فكيف يفسرون ابتسامة عريضة لطفل نائم وعمره لا يتعدى بضعة أيام، وقد انفرجت أساريره تماماً وهو مستغرق في النوم؟ «مداعبة الملائكة» بعض الناس يجتهدون في تفسير ذلك بأن «الملائكة تداعب الطفل»، وآخرون تقتصر ردود أفعالهم على الحيرة والتعجب. وإذا كان العلماء عاجزين حتى اليوم عن تفسير الأحلام، وكيفية حدوثها على «شاشة العرض» في مخ الإنسان ومدتها، وتداعي الصور والمشاهد غير المنطقية في معظم الأحوال، وغيرها من القضايا الشائكة محل الخلاف، فإنهم وفي ضوء المعطيات المتاحة قد يتفقون حول بعض الجوانب الخلافية التي تتعلق بأحلام الأطفال في سن معينة من طفولتهم، وهي السن التي يمكن فيها للطفل إدراك العالم من حوله ولو بشكل جزئي. انعكاسات الدكتور محسن محمد، استشاري الطب النفسي، يرى أن من الثوابت اعتبار أحلام الطفل وليدة لانعكاسات البيئة التي يعيش فيها، والمكان الذي يكتسب من خلاله المبادئ الأولية لنشأته الاجتماعية، والمعارف الأساسية التي تتخلل ذاته، وتسهم في بناء شخصيته وثقافته، وهذه البيئة المحدودة تشمل الأب والأم وأفراد الأسرة المحيطين به، ومن ثم مفردات الحياة من حوله بدءاً من البيت والأشخاص الذين يترددون على الأسرة، والكائنات الحية التي يراها حوله سواء كانت حيوانات أليفة أو طيورا أو حشرات.. الخ، ليمتد هذا البعد إلى المكونات الثقافية الأخرى من أجهزة وأدوات منزلية، وتليفزيون، وقصص، وحكايات، وروافد معرفية إضافية كالأصدقاء الصغار، وما يتناقلونه من كلام وحكايات ومكتسبات معرفية أولية، لتكون كل هذه المفردات صوراً بصرية، ومشاهد يختزنها عقل الطفل في منطقة «اللاوعي»، ليستدعيها بمواقفها السارة أو الأليمة عند النوم. إن صراخ وتعنيف الأهل للأطفال خلال اليوم، قد يترجمه عقل الطفل إلى حلم فيه «حيوان مفترس» مثلاً، وهذا ينطبق أيضا على أي معلم عنيف أو جار مخيف. ولا تشير هذه الأحلام بالضرورة إلى سوء المعاملة البدنية، لكنها تشير أيضاً إلى أن الطفلَ يواجه موقفاً مرهقاً، يتعلق بشخص ما قريب منه، أو بحدث مرّ به. العامل البيئي يضيف الدكتور محسن: « لا ننسى أن الأهل يلعبون دورا كبيراً في تخويف الطفل، فالعديد من الأمهات قد يلجأن إلى التخويف بالوحش المفترس، أو الكلب الشرس أو الجار المخيف لتخويف أطفالهن، وهذا بحد ذاته سبب كاف ليصاب الطفل بالهلوسات أثناء النوم. وعادة ما ترتبط الأحلام المتعلقة بوجود حشرات غريبة في الفراش بمشاكل عائلية مثل الانفصال، أو الانتقال إلى بيت جديد أو قدوم مولود جديد إلى البيت. وبالرغم من عدم وجود مبرر أو سبب لهذه الأحلام، إلا أنها تعكس الشعور بالحيرة وعدم معرفة المجهول، وأحياناً يحلم الأطفال أحلاماً خيالية رائعة تسمح لهم بتجربة النجاح من خلال القوى الشخصية مثل الخيال، والشفقة على الآخرين، والشجاعة والذكاء لحل المشاكل. قد يحلم الطفل بمخلوق لطيف يتحول في الحلم إلى شرير، وهي أحلام شائعة، حتى إن الطفل قد يستيقظ من الحلم، ويطلب إخراج الحيوان الأليف أو اللعبة من غرفته، أو يحلم أحلاماً ترتبط بالعري أو فقدان الملابس، وهي صور ترتبط بالإحساس بالحاجة لأن يكون في مركز الاهتمام، وتحدث هذه الأحلام عادة عندما ينتقل الطفل إلى بيئة حيث تزداد التوقعات منه، مثل المدرسة. وهذه ليست مشكلة كبيرة، ويمكن للأهل تفسير الحلم للطفل حتى لا يشرد خياله بعيداً. لذا من المفيد أن نتحدث مع أطفالنا عن الأحلام، وألا نستهزئ بها، مهما كانت مضحكة أو مخيفة، فشعور الطفل بالأمان في بيته، ووسط عائلته كفيل بعدم شعوره بالحاجة إلى الهروب إلى عالم الأحلام. كما أن التربية الجيدة، وعدم استغلال مخاوف الطفل يسهمان في بناء شخصية أقوى للطفل، ومن الأهمية أن نذكر بأن على الأم أن تراعي تخفيف وجبة العشاء، وعدم إتاحة الطفل ليشاهد التليفزيون وما يعرض من مشاهد عنيفة ومؤلمة وقاسية قبل النوم».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©