الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

من أعد الطبق؟

4 يناير 2016 00:32
ما أغرب أن نرى مجموعة من الفتيات في مقتبل العمر يتناوبن تصوير طبق طعام طلبنه في أحد المطاعم، ظللت أراقب الموقف حتى برد طبقي وبالطبع ذلك الطبق الذي تهرأ تصويراً وتنزيلاً وإرسالاً، أما سبب الاستغراب فهو ما الذي يدعو فتيات تدق قلوبهن بالقوة والحياة أن يسعدن متفاخرات بطبق عادي لم يشاركن في إعداده. أين الفتيات من أجيال ليست بالبعيدة بل أغلبنا عاش بينهن ورأى تلك المرأة التي تعد مراجل العيش والهريس تم تعتذر لراعي بيتها عما قصرت من واجب. كانت المرأة وما زالت في بعض أحوالها تعد مائدة منزلها بيديها ولا تبدي أي تفاخر بما قدمت ليقينها بأن ما فعلت ماهو إلا واجب يفرضه حبها لأسرتها. حين يعتني الشباب بتصوير بعض الوجبات لا لوم عليهم، حيث يجهلون مصنع الطبخ ويبهرون بما يرون من إبداع في عالمه، فشبابنا الخليجي كموروث من العادات بعيدون عن المطبخ وما يدور في فلكه ورغم ذلك، فإنهم أقل انبهاراً بما يقدم الطهاة. تعتذر بعض النساء بانشغالهن في العمل الذي يثقل كاهل اليوم ولا يبقي سوى اليسير من الساعات للراحة والنوم، غير أن البعد عن المطبخ لم يعد مقتصراً على العاملات من النساء بل أصبح ثقافة مجتمع، فليست ربة البيت أفضل علاقة بطهو الطعام من الموظفة، حيث أصبحت أغلب النساء لا يلتقين بالمطبخ ومحتوياته إلا في رمضان ولا يجدن في ذلك غضاضة بل استطعن تعويد الرجال على أطعمة المطاعم. إن خروج المرأة من المطبخ ليس مجرد تخل عن واجب اعتدنا أداءه بشغف يوازي حبها لأسرتها، بل هو خلل في تغذية أطفالنا وتنشئة عقولهم وأجسادهم فليس أحرص من الأم على ما يقدم للأطفال من محتويات تقوي بنيتهم وتساعدهم على التفكير السليم. استاء رجل من وضع النساء وموقفهن من واجب الطبخ فأوصى أبناءه بأن لا يتزوجوا من فتيات لا يطبخن فاستهجن تصرفه بعض الأقارب والأصدقاء متجاهلين أبعاد ما صنع فلم يرد ذلك الرجل لأحد أبنائه اتصالاً من زوجته عند عودته من عمله بعد يوم شاق وهي تقول له «لو سمحت اخطف المطعم الفلاني وهاتلنا الأكلة الفلانية».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©