يجب أن تعي أنك ما زلت تعيش على الأرض ولم تغادرها إلى السماء أو الفضاء الفسيح أو كوكب آخر، لا تنس أنك تتعامل مع واقع لا يجوز إنكاره أو تجاوزه بالكلام الوردي والأمنيات، الحياة لها أسباب وللمعيشة مطالب، هناك أعراف وتقاليد لابد منها، وعليك أن تقدر لرجلك قبل الخطو موضعها، لا تغفل أن الارتباط يعني الشبكة والمهر والمسكن والأثاث، ثم بعد ذلك لا بد من دخل ثابت للإنفاق على الأسرة، وهذا كله لا يتم بناؤه بالأحلام الوردية والكلام المعسول، والحب وحده لا يكفي لأقل شيء من تلك المتطلبات مهما صغرت، فهو فقط السياج الذي يحمي الرابطة الزوجية ويقوي العلاقة بين الزوجين ويجعلهما دائماً لا يخرجان عن نطاق المودة والرحمة إذا وقع أي خلاف أو اختلاف، وهذا الحب لا يأتي بطعام أو شراب أو ملبس، لقد انتهى زمن قيس وليلى وعنتر وعبلة، ولم يكن عندهم التعقيدات الحالية والمشاكل التي استجدّت على الحياة.
مشوار طويل
لا تقل إننا نريد أن نعيش قصة كفاح وتعاون، ونبني بيتنا طوبة طوبة ونؤسسه بالعرق والجهد، كي نشعر بأهميته وكي نحافظ عليه أكثر، كما فعل الكثيرون من قبلنا، فنحن لا نستطيع أن ننطح الصخر أو نسابق طائرة ولا سيارة حديثة ولا حتى قديمة، نحن لا نملك من حطام الدنيا شيئاً، أمامنا مشوار طويل مليء بالشوك والمتاعب بطبيعة الحال، وليس تلك نظرة تشاؤمية ولا يأساً، ولكن الواقع يشير إلى ذلك ويؤكده، وأمامنا الآن أيضاً أمثلة تؤكد ما أقول، فعشرات بل مئات الآلاف ممن ارتبطوا عاطفيا انتهت علاقاتهم بالفشل وتحطمت أمنياتهم على أرض الواقع ولم تتحقق أحلامهم الوردية لأنهم نسوا أو تناسوا الظروف التي تحيط بهم.
![]() |
|
![]() |
الكتاب المفتوح
![]() |
|
![]() |