إبراهيم سليم (أبوظبي)- كشف مؤتمر الألم الذي عقد أمس في أبوظبي، أن 20% من سكان الدولة يعانون من الألم المزمن الذي ينتج عن عدم علاج الألم البسيط بشكل صحيح، سواء بتأخر العلاج أو عدم إعطاء الدواء المناسب.
وحذر أطباء مشاركون في المؤتمر الذي نظمته مجموعة مستشفيات النور، من التناول العشوائي لمسكنات الألم دون استشارة الأطباء، وعدم الاعتماد على دواء واحد فقط لعلاج الألم.
وأكدوا أن 8% من سكان الخليج يعانون من اعتلال العضلات والأنسجة الليفية منهم 80% من النساء، ونسبة الحالات غير المشخصة أعلى من الحالات المشخصة، مشيدين في ذات الوقت بضبط التعامل مع الأدوية المراقبة لمنع تداولها دون رقابة وإشراف طبي.
وشارك في المؤتمر محاضرون من داخل الإمارات ومن دول مجلس التعاون الخليجي، وبحضور 260 طبيباً وفنياً في القطاع الطبي من داخل وخارج الدولة، واعتمدت هيئة الصحة في أبوظبي ساعات جلسات الملتقى بما يعادل 6,75 ساعة.
وركز المؤتمر على أحدث التقنيات والأساليب العلاجية المتطورة، وذلك بهدف إتاحة المجال أمام الأطباء وفنيي الطب للاستفادة من خبرات الآخرين وصقل مهاراتهم، وتم خلاله استعراض 12 محاضرة وورقة علمية ألقيت في 4 جلسات.
كما ركز المحاضرون على علاج الآلام وكيفية التعامل مع الآلام عند الأطفال وعمليات النخاع الشوكي وآلام الرأس والأعضاء الداخلية، كما ناقش المشاركون في ملتقى الألم الاتجاهات الحديثة في علاج الألم وأهمية العلاج السليم في الوقت المناسب، تجنبا لتحول الألم من الحاد إلى المزمن.
وأشاد المشاركون بالنظام الدقيق المطبق على آلية صرف وتداول الأدوية المراقبة في الدولة، محذرين في الوقت ذاته من الاستخدام العشوائي للمسكنات لمخاطرها على جسم الإنسان بالذات، عندما يتم استخدامها دون استشارة طبية.
وأكد الدكتور قاسم العوم الرئيس التنفيذي لمجموعة مستشفيات النور في أبوظبي، أن المجموعة تحرص على عقد ملتقى الألم سنوياً بعد النجاح الذي تحقق في عقد الملتقيات السابقة، ومشاركة أطباء متخصصين في معالجة الألم من مستشفيات أبوظبي واستقطاب أطباء متخصصين في علاج الألم من مستشفيات في دول مجلس التعاون الخليجي، للمشاركة في إلقاء المحاضرات العلمية والتعرف على خبراتهم في مجال تشخيص ومعالجة الألم.
وقال الدكتور انطوان سلوم مدير الملتقى استشاري جراحة المخ والأعصاب في أبوظبي، إن برنامج الملتقى اشتمل على عقد أربع جلسات علمية، الأولى عن علم وظائف الأعضاء والتشريح ومداواة الألم، والألم عند الأطفال، والثانية كانت عن الألم الليفي العضلي وأوجاع الرأس وآلام الظهر وآلام الأحشاء، والثالثة عن الألم والحالة النفسية، والألم والاعتقادات، والألم والإدمان، أما الجلسة الرابعة فركزت على عمليات النخاع الشوكي ودور الأشعة في علاج الألم، والأمواج الصوتية ودورها في علاج الألم.
من جانبه، قال الدكتور أمين الجوهري استشاري جراحة الأطفال في مستشفى النور، أحياناً يكون الأهل لديهم فكرة خاطئة بأن الأطفال إحساسهم بالألم أقل، وأن 90% من الأطفال يخافون من تجربة دخول المستشفى بشكل عام، كما أن بعض الأطفال قد يتأثرون من الآلام المصاحبة للختان في حال عدم العلاج الصحيح للألم.
وأكد أهمية تقديم شرح كاف للطفل عن الألم قبل إجراء العملية الجراحية، موضحاً أن الأطفال الذين يتعرضون لعمليات جراحية ويعانون فيها من الآلام، تترك لديهم آثاراً نفسية تستمر لفترات طويلة مع تجربة أي عملية جراحية أخرى.
وقدم الدكتور عمار السلطي استشاري التخدير وعلاج الآلام المزمنة بمستشفى زايد العسكري في أبوظبي ثلاث أوراق عمل عن الألم، تناولت الأولى علاج الآلام بعد الجراحة عند الأطفال، وتناولت الورقة الثانية استخدام التكنولوجيا الحديثة في علاج الآلام المزمنة بمعرفة أماكن الألم بالصدى وعلاجه، فيما تناولت الورقة الثالثة علاج الآلام الداخلية للجسم، وأهمية تحديد سبب الآلام التي تأتي من الأعضاء الداخلية، والتي في أغلب الأحيان تنعكس على أمكان متعددة من الجسم.
وقدمت الدكتورة لزلي محمد حسن الجشي المديرة الطبية لمستشفى الزهراء العام في السعودية استشارية التأهيل الطبي وأخصائية علاج الألم العضلي والعصبي، محاضرة عن تشخيص الألم وعلاجه وأهمية تدخل العنصر الشخصي في العلاج، موضحة أن التركيبة النفسية للمريض تحدد العلاج، حيث تبين أن 32% من المرضى الذين يعانون من الألم يتحول عندهم الألم البسيط إلى ألم مزمن نتيجة عدم علاج الألم البسيط بشكل كاف.
وقال الدكتور عصام خوري استشاري ورئيس قسم جراحة الأعصاب في مستشفى النور، إن الملتقى السنوي موجه لفئات العاملين في القطاع الطبي، بهدف متابعة التطورات في مجال تشخيص وعلاج الألم، والمتغيرات في علاج الألم وتشخيصه.
عدد اليوم
