الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

طرح قضايا شائكة وأحال وزراء للنيابة

طرح قضايا شائكة وأحال وزراء للنيابة
9 فبراير 2009 00:27
يمتاز الصحفي صادق محمد المعماري بالطرح الجريء والمغاير والتقاط أبرز الأشياء ليشكل منها حدثاً صحفياً وحديثاً للشارع، شق طريقه المهني وسط جبال من التعب والأشواك ولم يقف عند أي عقبة كانت تواجهه مهما كانت كبيرة وتجلد بالصبر والعزيمة لبلوغ الغاية والطموح، ولا يزال يحارب في بلاط صاحبة الجلالة يحمل قلمه الصريح سلاحاً يشهره في معاركه الصحفية، وهو في غمرة مشاغله وعمله اليومي بالصحيفة استطعنا أن نلتقط من وقته القليل من الزمن كي نخرج بهذا الحوار الذي فضفض فيه عن البدايات والكثير من الهموم والطموح الذي لا ينضب·· ؟الصحفي صادق محمد المعماري·· لماذا غابت أعمالك الصحفية عن الظهور وخفت اسمك بعد توهج دام سنوات ؟ في البداية أشكركم على إتاحة الفرصة لي وأحب أن أقول أن أعمالي لم تغب ولكن الأعباء الإدارية المتمثلة في رئاستي لقسم المحليات والتحقيقات أثرت نوعاً ما على تكرار نشر أعمالي كما أنني أشارك زملائي المحررين في الأعمال الصحفية التي تنشر لإيماني العميق بأن العمل الصحفي هو عمل جماعي في المقام الأول· ؟ تميزت أعمالك وكتاباتك بجرأة الطرح والعمق فهل ترى أن الصحفي يجب أن يتسلح بالجرأة كي ينجح أم أن الانحناء في العواصف مهم للاستمرارية ؟ في الحقيقة لابد للصحفي أن يتسلح بالذكاء أولاً، الجرأة مطلوبة والطرح العميق مهم ولكن لابد للصحفي أن يكون مستعداً لأية عواصف قادمة، ولا ينبغي للصحفي الانحناء بقدر ما ينبغي أن يكون ذكياً في كيفية مواجهة العواصف· ؟ وصلت لمستوى رئيس قسم المحليات وتوقفت عند هذا الحد ؟ فهل توقف الطموح أم أن هناك حلماً لأكثر من ذلك وكيف ؟ لم يمض على تعييني رئيساً للمحليات سوى سنوات قليلة وطموحي لم يتوقف، وأنا أؤمن بمنطقية الوصول إلى المناصب ولا أحب أن أصل بـ ''الباراشوت'' أو بالواسطة·· أنا لازلت صغيراً في السن والوصول السريع يعني سقوطاً مروعاً·· في الحقيقة أحظى بتقدير واهتمام كبيرين من قبل هيئة التحرير في صحيفة ''الراية''، كما أحظى بالثقة وأنا أشرف على ملحقين أسبوعيين هما : الراية الشبابية واستراحة الجمعة، وقد تم تكليفي مؤخراً بالإشراف على القسم الثقافي بالجريدة، إذاً المسميات الوظيفية ليست مهمة بقدر ما أنجزه من عمل· ؟ برأيك هل يمكن أن تغير الصحافة من الواقع أم أنها مجرد تغطيات للأحداث ولا تأثير لها على المجتمع ؟ لابد للصحافة أن تغير وأن تسعى للتغيير وإلا تحولت إلى صحافة حائط، في صحافتنا المحلية القطرية لدينا توازنات نحاول أن نراعيها بجانب ما يمليه ضميرنا المهني، لكن الصحافة التي لا تغير سيكون مصيرها الفشل· ؟ من واقع خبرتك لماذا هناك عزوف من الشباب القطريين للعمل في الصحافة ؟ هناك أسباب كثيرة لعزوف الشباب منها الأعباء الوظيفية للصحافة، قلة الرواتب بالنسبة للجهات الحكومية، عدم وجود الأمان الوظيفي نظراً لعدم انضمام الصحف لمظلة التقاعد·· لكن هناك بصيص من نور يتمثل في فئة من الشباب بدأوا يتجهون للعمل في الصحافة ولدينا في الراية على سبيل المثال ما يقارب 10 موظفين ما بين محررين ومخرجين ومصممي جرافيك، كما أن الراية واعتقد باقي الصحف رفعت سقف مرتباتها للقطريين وقامت بوضع امتيازات مغرية لهم، وللأسف لم يستفد من هذه المزايا سوى عدد قليل بينما فضل الآخرون الوظائف الحكومية· ؟أنت مهتم بالجانبين الثقافي والفني ولكن لا نرى لك أي وجود خارج نطاق المحليات·· فما هو السبب؟ اهتمامي بالجانبين الثقافي والفني ينبع من اهتماماتي الشخصية ولكني ابن المحليات بدأت منها ومستمر بها إلى أن يشاء الله، وتكليفي الإشراف على القسم الثقافي بالراية يأتي في إطار التنظيم الإداري للصحيفة· ؟ هل ترى أنه من الضروري أن الصحفي يجب أن يكون أكاديمياً أم أن العمل الميداني أفضل ولماذا؟ العمل الميداني أفضل لكن لابد أن يكون الصحفي ملماً بأساسيات الصحافة·· لقد تخرجت من كلية الصحافة من جامعة عريقة لكن بعد عملي بالصحافة وجدت أن أغلب ما درست لم يتعد النظريات وأن العمل الميداني يختلف نوعاً ما· ؟ من خلال ترأسك للمحليات بجريدة الراية ما هي أبرز القضايا التي قمت بطرحها وكيف ترى تجاوب الناس من القضايا الصحفية التي تطرح ؟ طرحت من خلال عملي بقسم المحليات قضايا حساسة كثيرة من ضمنها تحقيق عن أسباب لجوء الوزراء في قطر للسرقة على خلفية إحالة وزراء للنيابة العامة بسبب حصولهم على أسهم بطريقة غير شرعية، كما طرحت قضايا شائكة عديدة من مخالفات قانونية ودستورية حدثت في الدولة، والقراء يتجاوبون مع هذا الطرح وتفاجأت بأن المسؤولين بالدولة يرحبون كذلك بهذه القضايا التي ترفع سقف التفكير، ودعني أكون صريحاً معك، رقابتنا الداخلية هي التي تمنعنا من تفجير هذه القضايا· ؟ تعمل بالأصل مدرساً فكيف توجهت للعمل الصحفي وكيف تستطيع التوفيق بين العملين ؟ دعني أصحح لك المعلومة، أنا في الأصل صحفي ودراستي كانت للصحافة، وعملت في فترة معينة مدرساً منتدباً لتدريس مادة مصادر المعلومات للمرحلة الثانوية، والصحافة تعتمد على مصادر المعلومات فلا تعارض بينهما· ؟ ما هي مشاريع وهوايات صادق محمد خارج نطاق الصحافة؟ للأسف ليست لدي مشاريع خاصة ولكني سأفكر في ذلك قريباً·· آمل ألا تتأثر فكرتي القادمة بالأزمة المالية العالمية ! لدي هوايات عديدة لكنها معطلة : أحب ركوب الخيل وبعض الألعاب لكنني لم أمارس أياً منها منذ أمد طويل· ؟ من هو الصحفي والكاتب الذي تطمح أو تتمنى أن تصل لمستواه الفني والمكاني؟ هناك الكثير من المدارس الصحفية المهمة، لكن يعجبني قلم أحمد علي وكذلك عادل حمودة من مصر وأيضا فريد زكريا من نيوزويك· ؟ لو عاد بك الزمن عدداً من السنوات·· كيف ستكون بالصحافة ؟ سأختار أن أبقى محرراً حراً بدون قيود إدارية· ؟ هل يمكن أن يشيخ ويهرم قلم الصحفي أو يصدأ ؟ وما هي مواصفات الصحفي الناجح ؟ بالعكس القلم الصحفي يكبر وتكبر خبرته معه·· القلم الصحفي الناجح هو نتاج خبرات متراكمة، والصحفي الطموح لابد أن يقرأ ويراكم الخبرة وأن يكون صبوراً· ؟ ما هي ملاحظاتك على مجال الصحافة بشكل كامل ؟ وملاحظاتك الشخصية بما يخص عملك كصحفي؟ أعتب على بعض الجهات الحكومية التي تقنن المعلومات بوجه الصحفي وأقول لها إننا في عصر حرية المعلومات، وكتمان الأخبار يؤثر سلباً على هذه الجهة ولا يؤثر على الصحيفة· ؟ ما هو الموضوع الصحفي الذي أجريته ولا زلت تعتز به دون سواه ولماذا؟ في بداية عملي بالراية نشرت موضوعاً عن تسريب معلومات هامة من مؤسسة حكومية، مما سبب أضراراً مادية ومعنوية لعملاء هذه المؤسسة، وترتب على هذا النشر القبض على مسرب المعلومات وإسقاط الأموال على العملاء المتضررين، ويعود اعتزازي بهذا الموضوع إلى أنه يعد الأول لي، بالإضافة إلى الدعم الذي حصلت عليه من صحيفة منافسة قامت بالتضامن مع الراية في نشر الموضوع وهذا التضامن يعد سابقة في الصحافة·
المصدر: الدوحة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©