واشنطن العاصمة تغرق تحت الماء

كل يوم تصدر عن مراكز البحوث اكتشافات جديدة تتعلق بتداعيات مشكلة التغير المناخي الذي تعاني منه الأرض· وأحدث ما حرّر في هذا الشأن، أن علماء الفيزياء الأرضية (الجيوفيزياء) في جامعتي تورنتو وولاية أوريجون توصلوا من خلال بحث مشترك إلى أن استمرار انصهار الصفائح الجليدية في القطاع الغربي من القطب الجنوبي بلاد البطريق على نفس وتيرته الراهنة، سوف يؤدي يوماً ما إلى ارتفاع منسوب المياه في الشواطئ المحاذية للقارتين الأميركيتين الشمالية والجنوبية· وسوف يصل المدّ البحري الدائم الناتج عن هذه الظاهرة، إلى مدن بعيدة عن الشواطئ وذات منسوب قليل الارتفاع عن مستوى سطح البحر مثل العاصمة الأميركية واشنطن· وتوقع تقرير نشر يوم الجمعة الماضي (6 فبراير) في مجلة (ساينس) الأميركية، أن يرتفع مستوى سطح البحر بمعدل يتراوح بين 16 و17 قدماً (512 و545 سنتمتراً) حول العالم، وبما يكفي لغمر معظم أحياء العاصمة الأميركية· وسوف تختفي المنشآت الحضرية المقامة على شواطئ الولايات الأميركية مثل فلوريدا التي ينتظر أن تختفي منشآتها السياحية الشهيرة تماماً· ونقل التقرير عن جيري ميتروفيكا عالم الجيوفيزياء في جامعة ولاية أوريجون قوله: (تتزايد المخاوف من انهيار شامل للصفيحة القطبية الجنوبية وما سينتج عن هذه الظاهرة من ارتفاع عام في مستوى سطح البحر)· ووردت في التقرير المنشور خلاصة لهذه البحوث التي أنجزها علماء في الجامعتين جاء فيها: (لقد تمكنّا من خلال هذه البحوث من التوصل إلى نتيجة تفيد بأن الارتفاع المنتظر في مستوى مياه البحار على سطح الأرض كلها، أكبر مما كان يتوقع العلماء· والشيء الجديد الآخر الذي اكتشفناه الآن، هو أن هذا الارتفاع سوف يكون شديد التباين في شواطئ العالم المتباعدة)· وهذا يعني أن الارتفاع المنتظر على شواطئ أميركا سيكون مختلفاً عنه في شواطئ البحار شبه المغلقة أو حتى المحيط المفتوح في آسيا· ويقول ميتروفيكا الذي يترأس ما يعرف باسم ''برنامج دراسة تطور النظام الأرضي'' في هذا الشأن: (من المعروف أن القطاع الغربي للقلنسوة الجليدية القطبية الجنوبية عامر بكتل الصفائح الجليدية؛ إلا أن الظاهرة الخطيرة هي التي تكمن في الحساسية المفرطة لهذه الكتل إزاء ارتفاع درجة حرارة جو الأرض نتيجة التغير المناخي· وأصبحت هذه الكتل كلها الآن في حالة انهيار وانصهار ولم تعد قادرة على الصمود أمام التغيرات المناخية الخطيرة التي تشهدها الأرض)· ويضيف ميتروفيكا إلى ذلك قوله: (لقد كانت التوقعات السائدة تشير إلى أن معدل ارتفاع مستوى سطح البحار عبر العالم بفعل انصهار جليد القارة القطبية الجنوبية، يبلغ خمسة أمتار إلا أن هذا التوقع يفتقد إلى الدقة· ولقد توصلنا من بحوثنا إلى أنه سوف يفوق هذا المعدل)· وتوصل العلماء الذين أنجزوا هذا البحث إلى ظاهرة أكثر خطورة تتمثل في أن انصهار الصفائح الجليدية القطبية سوف يؤدي إلى تغير مهم في زاوية ميل محور الأرض عن المستوى الأفقي المطابق لخط الاستواء والتي تبلغ في الأحوال العادية 66 درجة· وسوف يؤدي هذا الانحراف إلى دفع الكتل المائية من القطاعات الجنوبية للمحيطين الهادي والأطلسي إلى الشمال باتجاه الشواطئ الأميركية والمحيط الهندي والخليج العربي وبحر الصين· ويلخّص التقرير نتائج الدراسة بالإشارة إلى أن الارتفاع المنتظر في مستوى مياه البحار بسبب انصهار الجليد القطبي الجنوبي أكبر بمعدل 25 بالمئة مما كان متوقعاً· يذكر أن العلماء الذين قاموا بهذه الدراسة استعانوا بالنماذج الحاسوبية المبنية على قياسات ميدانية توصلوا إليها من خلال تجهيزات وعدد متقدمة حملتها سفينة بحوث متخصصة· عن موقع "sciencedaily.com"