الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تجربة جميلة

10 يوليو 2018 22:17
أحمل في جعبتي تجربة جميلة، أتمنى من كل قارئ أن يعيش لحظات هذه التجربة ويستأنس بحلاوتها، ويترك مرارتها على جنب، فهي تجربة تطلب منا العزيمة والإرادة القوية.. فهل أنت مستعد لخوض هذه التجربة وتطبيقها في حياتك العملية بعد تخيلها إذا كنت بالفعل تملك تلك الشجاعة، إذا أهلاً وسهلاً بك معي وبقوافل من عايش هذه التجربة. كتب الله سبحانه وتعالى أرزاقنا قبل أن نولد، فمنا السعيد والشقي، والأرزاق متوزعة حسب إرادته تعالى، ولا اعتراض على حكمته، وهذا حال الدنيا والحياة التي تعودنا عليها منذ أن وجدنا فيها. قد تخاطبني عزيزي القارئ وتقول: ما علاقة هذا الكلام بالتجربة؟؟ أرد عليك يا عزيزي: بأن التجربة تتلخص في حديث رسول الله – صلى الله عليه و سلم-: «أحب لأخيك ما تحبه لنفسك تكن مسلماً»، فمن الجميل والمفرح أن نملك قلباً كبيراً معطاء يحب الخير للناس ويحب أن يعطي ولا يبخل على أحد بأي ذرة حب ومشاعر رقيقة ومرهفة، فالحمد لله، الله سبحانه وتعالى يهب خيراته للجميع، ولكن قد يحرمك أنت يا عزيزي القارئ من بعض النعم، وقد يبتليك الله بمصائب وهموم ولا يمنحك السعادة التي يمنحها لغيرك، فغيرك قد ينجح ويوفق في الدراسة إلا أنت، وقد ييسر لغيرك بوظيفة وأنت لا، وقد يزوج خليلك وأنت لا، وقد يرزق صديقك بالمال والبنون وأنت لا.. وهكذا هي مسيرة الحياة، لا تفتح أبواب السعادة للجميع، ولا تفتح أبواب الشقاء للجميع. لا يا عزيزي القارئ، ليس الحقد والكراهية والبغضاء رسالتنا في الحياة، فرسالتنا نحن المسلمين أسمى وأجمل من ذلك بكثير، فرسالتنا رسالة حب الخير للناس، وأن نسعد ونحب لهم الراحة والاستقرار، ونفرح لفرحهم من فيض قلوبنا، ومن صادق دموعنا، نبتهج معهم ونعيش هذه اللحظات السعيدة بجميع تفاصيلها، نعم أعلم كم هو صعب أن ترى الجميع يفرح وأنت تعتريك الهموم ولا يشعر بك أحد أبداً، ولكن هذا لا يمنعك أبداً من أن تقف للحياة، وتعيشها لغيرك ولكل من حوالك، فلكل فرحة ينبض بها قلبك الطاهر أجر وثواب كبير، لا يعلمه غير الله تعالى.. إذاً.. هيا يا من تقرأ كلماتي، هيا معاً نسخر نفسنا لخدمة الناس، ونمد يد العون لهم، ولو كان ذلك بالابتسامة الحلوة، والمشاركة في أفراحهم وسعادتهم، هيا ندوس على همومنا وندفنها تحت الرمال، نعم التجربة صعبة، ولذلك طلبت الصبر والثبات والشجاعة من أجل خوضها، لأنها بحاجة إلى قلب كبير يرحب بالجميع، ويكون كالوردة البيضاء، التي تنشر عبيرها في كل مكان، ولا تبخل على أحد بهذه الرائحة الزكية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©