محمد حامد (دبي)
لا تقتصر الاحتفالات الجماهيرية الصاخبة على شوارع ومدن المنتخب المتوج بلقب كأس العالم، بل إن هناك منتخبات تودع البطولة، وتعود إلى وطنها لتجد تدفقاً جماهيرياً كبيراً للاحتفال بما حققه هذا المنتخب، والأمر في نهاية المطاف يعتمد على طموحات الجماهير، وشعورها بالرضا عن الأداء والنتائج، حيث لا يمكن أن يخرج البرازيليون إلى الشوارع للتعبير عن فرحتهم بالحصول على المركز الثاني مثلاً، فالهدف هو اللقب ولا شيء سواه.
جماهير المنتخبات الأقل شأناً في عالم الساحرة تحتفل بأي إنجاز يحققه منتخبها، وتظل الحالة الإنجليزية غامضة نوعاً، حيث يثار جدل في الوقت الراهن على الساحة الإنجليزية بين فريق يرى أن بلوغ المربع الذهبي هو إنجاز كبير يجب أن يتم الاحتفال به، وبين فريق آخر يرى أن الفرحة الحقيقية هي بالحصول على اللقب، أو بلوغ النهائي على أقل تقدير.
وفي هذا الإطار، طلبت الحكومة البريطانية تنظيم احتفالية تجوب الشوارع في لندن، تقديراً لما قدمه المنتخب في المونديال، سواء تجاوز نصف النهائي أم لا، الأمر الذي رفضه الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، وجاء في مبررات رفض الاحتفال بالحصول على المركز الثالث أو الرابع، أن مثل هذه الاحتفالية تبعث برسالة سيئة للمنتخب، وتقتل طموح الصغار والعناصر الشابة، وتحمل اعترافاً ضمنياً بالهزيمة، وعلى الرغم من طلب الحكومة البريطانية إتاحة الفرصة للجماهير لإظهار فرحتها بنتائج وعروض المنتخب، والسماح بمرور حافلة منتخب «الأسود الثلاثة» في شوارع لندن، إلا أن اتحاد الكرة تمسك بموقفه، وقد يكون هناك سبب آخر، يتمثل في توجيه رسالة لنجوم المنتخب بأن الهزيمة أمام الكروات سوف تنسف الصورة الجيدة التي ظهروا بها، وحينها سوف يتحول الشعور بالرضا لدى الجماهير والإعلام إلى غضب كبير.
وكان الإنجليز قد نظموا احتفالية كبيرة لمنتخبهم العائد من إيطاليا عقب حصوله على المركز الرابع في مونديال 1990، وهو الإنجاز الذي يضمن الجيل الحالي تحقيقه بعد بلوغ نصف النهائي، ويظل الطموح أبعد من ذلك، خاصة أن طريق الوصول إلى الدور قبل النهائي كان يسيراً على المنتخب الإنجليزي في النسخة الحالية، ومن ثم يتوجب عليه إثبات جدارته أمام الكروات في الدور قبل النهائي، والعبور إلى نهائي الحلم، ومن ثم ستكون الـ 90 دقيقة الحاسمة في النهائي مفتوحة على جميع الاحتمالات، فالمباريات النهائية لا تعترف كثيراً بالفوارق الفنية بين طرفيها.
عدد اليوم
