الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التلّي·· حكاية منسوجة بالذهب

التلّي·· حكاية منسوجة بالذهب
8 فبراير 2009 23:56
قديما لم تتوفر لأمهاتنا وجداتنا في الإمارات ودول الخليج العربي، ''بوتيكات'' تبيع الملابس الجاهزة في الأحياء، ولا محال خياطة مجهزة بأحدث الماكينات والمعدات، ولا مراكز تسوّق متخمة بركام نتاج دور الأزياء والموضة، بل كان ''حوش البيت'' هو المشغل الوحيد لإنتاج ثياب ''العيال'' لكافة المناسبات، وعلى رأسها الأعياد وحفلات الخطوبة والزواج· وفي القرن الماضي، كانت لا تقصد ''خيّاطة الفريج'' إلا النساء المرفهات والميسورات، وقد كانت أسعار ''التلي'' باهضة نسبيا في ذلك الزمان الصعب الذي سبق رفاهية النفط، لكن ليس مثل اليوم، فقد ارتفعت أسعار منسوجات ''التلي'' حاليا لتصل إلى 1000 درهم للثوب أو السروال الواحد، خاصة وأن الكثير من المواطنين يحرصون على اقتناء هذه الأزياء التراثية لأطفالهن بغرض الزينة المميزة للمناسبات الوطنية والأعياد· والعجيب أيام زمان أن البيت الواحد، كان يشهد حياكة ثوب عرس الجدة في شبابها، ثم يشهد تطريز ثوب زفاف ابنتها عندما تحين لحظة سعدها، وكان هو البيت نفسه الذي ينتج أثواب أعراس الحفيدات عندما يكبرن بسرعة لمواصلة دورة الحياة وسنّتها، ولو كانت حجارة البيوت الإماراتية والخليجية القديمة الباقية قادرة على النطق اليوم، لسردت لنا قصصا رومانسية لمئات ومئات الأثواب بكل تفاصيلها وأحجامها وألونها وأسماء نسيجها، ومن حسن الحظ أن البيوت الإماراتية لم تسكت عن كلام الفضة ولا زالت تنسج حكاياها الأصيلة العابقة ببريق الفرح الشعبي حتى اليوم·
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©