الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

أضاعوا هويتهم فضاعوا!

10 يوليو 2018 21:49
ظلت منتخبات البرازيل وألمانيا وإيطاليا وهولندا لسنوات طويلة، مضرباً للمثل في امتلاك الهوية الخاصة في الأداء الفني الذي يميزها عن غيرها من منتخبات العالم، وهو ما أحال الكرة في تلك البلدان إلى مدارس فنية خاصة أسهمت في أن يغزو مدربوها العالم. الكرتان البرازيلية والألمانية مثلاً، كانتا على النقيض، وفيما عرف البرازيليون بالأداء الفني الممتع الذي يعتمد على المهارات الفردية للاعبين، وهو ما يؤكده نجم المنتخب البرازيلي في مونديالي 82 و86 سقراط حين قال: «الانتصار ليس الشيء الأكثر أهمية لدينا، فكرة القدم هي فن، ولذلك يجب أن نظهر الإبداع»، كان المنتخب الألماني يرسم لنفسه نموذجاً خاصاً يعتمد على الأداء الجماعي المحكم والمنظم، ولذلك عرف بلقب «الماكينات» كناية عن القوة والانضباط. الطليان والهولنديون كانت لهم فلسفتهم الفنية المختلفة عن المدرستين البرازيلية والألمانية، حيث عرفت الكرة الإيطالية بنهجها الدفاعي الخاص، حتى أنها كادت تكرس أن خير وسيلة للهجوم هي الدفاع، وفي ذلك يقول الأسطورة الهولندية يوهان كرويف: «لا تستطيع إيطاليا أن تكسب مباراة أمامك، لكنك تخسر المباراة أمامها»، بينما امتازت الكرة الهولندية بالكرة الشاملة التي تقوم على تحرير اللاعبين من المراكز التقليدية، وكان كرويف أحد عرابيها، وهو الذي يقول أيضاً: «واجب على اللاعب أن يتحرك طوال المباراة، والمميز من اللاعبين هو الذي يجري بذكاء أكبر، وليس الذي يجري أكثر». المفارقة أن المنتخبات الأربعة فشلت فشلاً ذريعاً قبل مونديال روسيا وخلاله، فالطليان والهولنديون عجزوا حتى عن الحصول على بطاقات العبور إلى موسكو بعد سقوطهم المدوي في التصفيات، فيما ودع الألمان المونديال من دوره الأول على يد المنتخب الكوري، في انكسار هو الأول من نوعه منذ 80 عاماً على مشاركته في الاستحقاق العالمي، ولحقهم «راقصو السامبا» في ربع النهائي، بعدما تعثرت خطواتهم بين أقدام «الشياطين الحمر»، ولا أجد سبباً ناهضاً لذلك الفشل، غير افتقاد تلك المنتخبات هويتها التي امتازت بها. خليجياً، لا يبدو الأمر بعيداً عن ذلك، فتراجع مستويات المنتخبات التي سادت كرتها قارياً، وبلغت بسيادتها العالمية، وأعني تحديداً منتخبات الكويت والإمارات والسعودية مرده - في اعتقادي - إلى ضياع الهوية، وفي السبعينيات كان للكرة الكويتية مع جيل جاسم يعقوب شكلها المميز وعلامتها الفارقة، ما مكن «الأزرق» من أن يحكم قبضته على القارة حتى مطلع الثمانينيات، إلى أن جاء ماجد عبدالله ورفاقه ليرسموا للكرة السعودية وجهها الجديد الذي فرض لها السيادة طوال عقدين كاملين، حتى بعد تسلم سامي الجابر ومجايليه الراية، وبذات الأمر كان عدنان الطلياني ونجوم الكرة الإماراتية في حقبة التسعينيات حينما فرضوا بهويتهم الفنية المميزة أنفسهم على مسرح القارة الصفراء، الذي - للأسف الشديد - ظل يسدل ستارته على الكرة الخليجية شيئاً فشيئاً حتى يكاد اليوم يغلقها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©